الوسائل التي تعينك على ترك المعصية:
1- الدعاء .. وهو أعظم دواء , وأنفع علاج لكل بلاء .. يا أيها التائب ..
يا أيتها التائبة يامن يريد ترك الذنوب ..ارفع يديك إلى الذي يسمع الدعاء ويكشف البلاء …
لعل الله أن يرى صدقك ودموعك وتضرعك فيعينك ويمنحك القوة على ترك الذنوب قال تعالى :
( وقال ربكم أدعوني استجب لكم )
وقال ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )
وكم من رجل وامرأة كانا يجدان صعوبة في ترك بعض الذنوب
ولكنهم لما التجأوا إلى الله وجدوا التوفيق والعون الرباني ,
وما أجمل الدعاء في السجود , في تلك الحظة
( وأنت ساجد … تكون قريبا من الله ) .
قال صلى الله عليه وسلم :
(أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء ) . رواه مسلم ,
فيا غالي ويا غالية ( ابك في سجودك وأبشر بخير ) .
2- المجاهدة… لا تظن أن ترك المعصية يكون بين يوم وليلة ..
إن ذلك يحتاج إلى مجاهدة وصبر ومصابرة ,
ولكن اعلم أن المجاهدة دليل على صدقك في ترك الذنوب وربنا تبارك وتعالى يقول :
( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) .
3- معرفة عواقب المعصية ونتائجها…
إنك كلما تفكرت في النتائج المترتبة على الذنوب فإنك حينها تستطيع تركها ..
فمن عواقب الذنوب ( الهم والغم والحزن والاكتئاب والضيق والوحشة بينك وبين الله وغيرها من عواقب الذنوب )
انظر كتاب ( الجواب الكافي ) .
لترى مجموعة من عواقب الذنوب التي ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى .
4- البعد عن أسبابها ومقوياتها ,
فإن كل معصية لها سبب يدفع لها ويقويها ,
ويساهم في الاستمرار فيها , ومن أصول العلاج البعد عن كل سبب يقوي المرض.
5- الحذر من رفيق السوء , فإن بعض الشباب يريد ترك المعصية ولكن صديقه يدفعه وفي الحديث الصحيح
( المرء على دين خليله فلينظرأحدكم من يخالل )
فوصيتي لك ( ابتعد عن صديق السوء )
قبل أن تكون ممن قال الله فيهم
( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا –
ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا – لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني … ) .
6- تذكر فجأة الموت,( كل نفس ذائقة الموت )
فهل تخيلت أن الموت قد يأتيك وأنت تنظر إلى القنوات ؟؟
لو جائك الموت وأنت تكلم تلك الفتاة ؟؟ يا ترى لو فاجئك الموت وأنت نائم عن الصلاة ؟؟
حينها ماذا تتمنى ؟؟ ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون – لعلي أعمل صالحا فيما تركت )
إنه يتمنى الرجوع إلى الحياة لا ليستمتع بها ولا ليسهر على القنوات .. بل ليعمل صالحا نعم ليتوب … ليصلي … ليترك المحرمات .
7- تذكر عندما توضع على مغسلة الأموات ..
عندما توضع على السرير لكي يغسلونك .. وأنت جثة هامدة .. لا تتحرك ..
وهم يحركونك..هناك لن تنفعك الذنوب ولا السيئات.
8- تذكر عندما تحمل على الأكتاف.. سوف يحملونك وأنت جنازة …
فيا سبحان الله أين قوتك ؟؟ أين شبابك ؟ أين كبريائك ؟ أين أصدقائك ؟؟ لن ينفعك هناك إلا عمل صالح قد فعلته .
9- تذكر عندما توضع في القبر ..هناك يتركك الأهل والأصحاب ولكن أعمالك ستدخل معك في قبرك ..
فيا ترى ما هي الأعمال التي ستكون معك في قبرك .. هل هي القنوات؟ والملهيات ؟ والصور والمجلات؟؟
10- تذكر العرض على الله ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )سوف تقف بين يدي الله يا من يسهر على القنوات .. نعم والله ستقف يا من ينام عن الصلوات …
يا من يسافر إلى بلاد الآثام … ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) هناك من ينفعك ؟؟
هناك من ينصرك ؟؟ وأنت يا أختاه هناك من الذي سيقف إلى جانبك ؟؟ يا من أهملت الحجاب ..
يا من نمصت .. يا من لبست العباءة الضيقة والمطرزة .. أنسيت ذلك الموقف ؟؟عينى عينك حوريات انجليزى
( واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه).
11- إذا أردت أن تترك المعصية فتذكر المرور على الصراط ..
ذلك الجسر الذي يوضع على متن جهنم .. ( أحد من السيف .. وأدق من الشعرة )
قال تعالى : ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا )
قال العلماء :هذه الآية دليل على المرورعلى النار …هناك تضع قدمك لكي تعبر عليه ..
والنار من تحتك .. والمكان مظلم .. والناس يتساقطون .. ويصيحون ويبكون …
ومن الناس من يثبته الله على الصراط لأنه ( كان ممن يراقب الله ويخاف من الله ويعمل بطاعة الله ويبتعد عن معصية الله)
قال تعالى: ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )
هناك تعرف قيمة الصلاة ..وقيمة الحسنات, في ذلك المكان تندم على كل نظرة ..
وعلى كل كلمة لا ترضي الله …هناك تبكي ولكن لا ينفع البكاء .
12- تذكر الميزان الذي يوضع يوم القيامة , وتوزن فيه الحسنات والسيئات ..
إنه ميزان دقيق .. ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين )
يا ترى هل تفكرت في هذا الميزان أخي الشاب ؟؟
وأنت يا أختاه هل حاسبت نفسك على ذنوبك التي ستوضع في ذلك الميزان ؟؟
( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ) إنهم الذين حافظوا على طاعة الله ..
إنهم الذين ابتعدوا عن الذنوب والعصيان … ( ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون )
إن الذي خف ميزانه هو الذي أساء في تعامله مع ربه .. هو الذي أعرض عن ربه .. هو الذي كثرت سيئاته وقلت حسناته .
13- تذكر الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم , طوله شهر وعرضه شهر,
أحلى من العسل وأبيض من اللبن , وأطيب من المسك , من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ,
إن ذنوبك قد تمنعك من الشرب من ذلك الحوض , فاترك الذنوب الآن .
14- معرفة حقارة الدنيا ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)
فكيف تؤثر الدنيا الحقيرة على الآخرة الباقية , التي لانهاية لها ,
كيف تعمل معصية قد تحرمك من جنة عرضها السماوات والأرض ؟؟
15- الإرادة القوية ,
لابد أن تكون صاحب إرادة قوية .. لكي تقوى على ترك الذنوب والشهوات.
16- تذكر اسم الرقيب ( وكان الله على كل شيء رقيبا ) فالله يراقبك ..
ويعلم بحالك .. ويراقبك تحركاتك .. ونظراتك .. وسمعك .. وقلبك ( والله يعلم مافي قلوبكم )
فإذا دفعتك نفسك للذنوب فقل لنفسك ( إن الله يراني ) .
17- احذر من أن تكون من هؤلاء: قال صلى الله عليه وسلم( ليأتين أقوام من أمتي بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباء منثورا ..
قال الصحابة : منهم يا رسول الله ؟ قال : أما إنهم مثلكم يصلون كما تصلون ويصومون كما تصومون
ولهم من الليل مثل مالكم ولكنهم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها )
نعم إنهم عندما يكونون لوحدهم يبدأون في ممارسة الذنوب والشهوات ,
فهذا يسهر على القنوات ولا يحب أن يعلم به أحد من أهله ,
وتلك الفتاة ترتكتب السيئات عندما تغلق الباب على نفسها..
إنهم الذين لم يفكروا في نظر الله لهم , ولم يبالوا باطلاع الله على أعمالهم .
18- تذكر شهادة الجوارح عليك .. تذكر يا أخي قبل أن تفعل أي معصية
أن الجوارح التي سوف تعمل المعصية بها أنها ستشهد عليك وستفضحك ليس هنا بل في أرض المحشر
( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون )
يا سبحان الله .. من أنطق اليدان ؟ من أنطق القدمان ؟ إنه الله جل في علاه …
وقال تعالى
( حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون
– وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء )
فلا إله إلا الله .. ما أعظم الله , وأنت يا أختاه تذكري عندما تنطق الجوارح في ذلك اليوم العصيب ,
فيا حسرتاه على تلك النظرات , ويا أسفاه على تلك الكلمات.
19- تذكر كتابة الملائكة لأعمالك , فالملائكة تكتب أعمالك وأقوالك
كما قال تعالى : ( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون )
ولا يخفى عليهم شيء , وتستمر الملائكة في كتابة أعمالك حتى تخرج روحك من الحياة , وبعدما تموت ..
ينتهي كتابك ولكن لك موعد معه .. في أرض المحشر عندما تُعطى ذلك الكتاب
ويقول الله لك : ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )
فيا ترى ماذا سوف تقرأ يا أخي المسلم .. يا من يسهر على المحرمات هل علمت بأن الملائكة قد كتبت عليك أعمالك ؟
يا من يشرب الدخان هل تعلم أن الملائكة قد سجلت عليك خطاياك ؟؟
يا من ينام عن الصلوات هل تذكرت كتابة الملائكة لأعمالك ؟
وأنت يا أختاه لقد كتب عليك الملائكة كل شيء .. وسوف تقرأين ذلك الكتاب يوم القيامة يوم الفضائح
( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ) .
منقول
وف ميزان حسناتج