(1)
كان البابليون قبل 2450 سنة يضعون المريض على جانب الطريق
ليراه المارة ويفكروا في سبب مرضه ودوائه !
ولكنهم وقبل هذا بـ500 سنة كانوا يملكون نظاما تشخيصيا مثيرا !
كانت لديهم صفحات من الطين مكتوب عليها اعراض 3000 مرض !
وما تنهي به عادة هذه الامراض !
كان الاطباء البابليون اول من عمل وفق قانون . وكان هذا على قوانين حمورابي آنذاك !
كان يظن البابليون ان صحة الانسان تتقرر بنتيجة صراع الخير والشر فيه وكان عى الطبيب
ان يبعد قوى الشر عن الانسان !
( 2 )
سوسراتا هو جراح هندي عاش قبل الميلاد بـ750 سنة !
ولقد قام بعملية ازالة عدسة العين لاولئك المصابين بداء الماء الابيض
حيث لا يستطيعون الرؤية بعده الا بعد ازالة العدسة .
هذه الجراحة تجرى اليوم ولكن للدقة المطلوبة يبدو نجاحها كمعجزة ، فتخيل
انها قبل 2750 سنة !!
ولقد كتب هذا الجراح جتاب جراحة وجب على كل جراح في ذلك الومان ان يحفظه قبل بدء عمله !
اذن عمر الجراحة الدقيقة طويـــــــــــــــــــــــــــل !
وهكذا تتراكم الخبرات والتجارب
ليأخذ اللاحق من السابق !
ومهما تغيرت الادوات المستخدمة الا ان الجراحة ، جراحة !؟
(3)
ابوقراط عاش قبل الميلاد بـ400 سنة !
هو اول من كتب التقارير الطبية التي تسجل احوال المرضى.
ومن اهمية العلاقة بين الطبيب والمريض كتب ابوقراط تلك الكلمات التي يجب
على كل طبيب ان يقسم عليها وعلى الالتزام بها .
كان ينظر ابوقراط الى رعاية المريض انها الاهم .
وهو من نظر الى المرض على انه ذو اسباب طبيعية وليس من اشباح وما شابه.
كان يؤمن بالاخلاط الاربعة !
كان يرى ان المحيط يؤثر في الجسم وان الجسم قادر على اشفاء نفسه .
( 4)
منذ 450 سنة قبل الميلاد وبعض الناس في الشرق يعرفون الوخز بالابر كعلاج .
عرفنا هذا من كتاب ألّفَ على شكل محادثة بين امبراطور ونائبه ! عن الطب الصيني !
بدل نسبة المرض الى الارواح ، نظر الصينيون الى داخل الجسم
بحثاً عن مصدر المرض !؟
وآمنوا ان هناك قوتين متقابلتين
الين واليان . الين مظلمة رطبة وانثى !
اليان مضيئة جافة ومذكرة !
المرض يأتي من فقدان التوازن بينهما !
الوخز بالابر يعيد التوازن باعطاء فرصة للطاقة بالخروج او الدخول !
وهناك اكثر من مائة محطة وخز معروفة على الاذن فقط !
وبعد هذا العمر الطويل لهذا النوع من العلاج بدأ الغربيون للتو
باستخدامه !
( 5 )
كان الاطباء القدماء لا يعرفون الكثير عن اسباب المرض
كما اليوم ! ولكنهم عرفوا ان بعض الاعشاب تعالج بعض الامراض !
كان يخلطونها لصنع ادوية مختلفة .
ديوسكورايدس عاش في السنة 45 بعد الميلاد
وجمع كل ما هو معلروف عن الاعشاب وكتب كتابا مشهورا ً
وصف فيه 600 علاج 20% منها لازال فعّالاً !
ولا يخفى ان هذا التصرف القديم مع منتجات الطبيعة كان الخطوات الاولى
نحو نشوء علم الادوية الكبير الذي يساند علوم الطب الاخرى .
وهكذا تستمر سنة الحياة ، السابقون يمهدون
واللاحقون يسيرون !
( 6 )
عاش جالن الطبيب التركي بعد الميلاد بـ 200 سنة تقريبا .
كان هو طبيب بعض امبراطورات الرومان !
درس التشريح في القرود وغيرها .
كان يظن ان كل عضو له قصد من وجوده .
وعلى كان له رأيه في كيفية عمل الجسم .
اثبت ان الشرايين والاوردة تحمل دماٍ وليس هواءاً .
ولكنه ظن ان الدم يصنع في الكبد .
كان يؤمن بالاخلاط الاربعة وان النزف يعيد التوازن الى سوائل الجسم !
والشفاء للمريض !!
فكان يجرح المرضى ( يحجمهم ) وعندما كان الصديد يخرج من هذه الجروح
كان هذا الطبيب يرى انها علامة جيدة !!
أقول : الصديد علامة على الاصابةالجرثومية للجرح
وهذا من اكبر اسباب الموت عندما تخل الجراثيم للدم !!
اعذروهم ، لم يكونوا يعرفون بوجود الجراثيم ذلك الوقت !
( 7 )
في العصور الوسطى ، القرن الثالث عشر ، كان اطباء الباطنة
يدرسون في الجامعات وكانت آرآؤهم محترمة ! الجراحون على خلاف هذا
كانوا في مقام جزار او حلاق !! وكان الناس يذهبون لهم آخر المطاف
اذا اعيتهم الحيلة !
لانفرانك الايطالي الذي عاش في فرنسا ، قال بأن للجراحين مقاماً مساو ٍ
لاطباء الباطنة ! ولا حاجة لفصل الاثنين . وكان لانفرانك شغوفا ً باصابات الدماغ
وكان اول من وصف ارتجاج المخ . استخدم ثقب الجمجمة في حالات معينة
وكان ، لاجل تشخيص كسر في الجمجمة ، ينصح بقرع الجمجمة !
واذا كان الصوت واضحا ً فليس ثمة كسر !
لا حقا ً ابدع طريقة أخرى .
كان يربط احد اسنان المصاب بخيط مشمع ويجر الخيط وحسب وجود
كسر او لا كان اهتزاز هذا الخيط مختلفا ً !
( 8 )
كانت افكار الاطباء عن تركيب جسم الانسان
مأخوذة من دراسة تشريحية قام بها احدهم حوالي 200 سنة بعد الميلاد
لم يكن تشريح ابدان الادميين ماذونا به .
عند القرن السادس عشر بدأ العلماء يشككون بهذه الافكار التي
ظلت مقبولة طيلة السنين .
اندرياس فيساليس برفيسور التشريح البلجيكي ، عندما
كان صبيا كان يشرح الفئران والطيور .
لاحقا شرح ابدان الادميين في الجامعة التي يدرّس فيها .
عندها لاحظ اخطاء الافكار السابقة .
عام 1543 م الف كتابا عن تركيب الجسم .
بين فيه اتصال الاعصاب بالعضلات
وتركيب الدماغ المعقد
وبنهاية القرن السادس عشر طغت هذه الرؤية الجديدة في عالم الاطباء
كرؤية مقبولة .
( 9 )
امبرويس باري ، جراح فرنسي عمل في الجيش .
قدم الجديد في عالم الجراحة مما اعتبر اساس الجراحة الحديثة .
عاش في القرن الـ 16
– هو من استخدم الزيت المغلي لايقاف النزيف
– هو من استخدم ربط الاوعية المجروحة لايقاف النزيف .
الف كتاب عن معالجة الجروح ترجم الى لغات مختلفة واستخدم في اوروبا كلها .
( 10 )
هيرونيمس فابريسيس الايطالي هو من مد يده للكشف عما يحدث للأجنة في بطون امهاتهم .
عاش في اوائل القرن الـ 17 .
الف كتاب شرح فيه اوصاف الاحنة في المراحل المتاخرة من الحمل .
هو ايضا من اكتشف وجود الصمامات الوريدية التي لم يعرف سببها الا تلميذه لاحقا ً.
( 11 )
في عام 1603 كتب في مذكراته ان الدم يتحرك حركة دورية
بسبب ضخ القلب وخالف بهذا المشهور . ولهذا لم يصرح برأيه
الا بعد خمس وعشرين سنة ! محاولا ً اثبات ذلك بإحكام عبر تجاربه .
كان يحقن الحيوانات بمادة ملونة ثم يشرحها ليرى اين تذهب .
لقد شرّح القلب ودرس الصمامات . وبواسطة تخمين ذكي رأى ان القلب
هو المضخة .
ومع هذا فانه حين اصدر كتابه " حركة القلب والدم بعرض تشريحي "
ضحك الكثير سخرية منه على هذا الرأي !!
ولكن قبل أن يموت عام 1657 اضطروا لتصديقه بعد ان تبين لهم انه الحق .
( 12 )
ملاقط الولادة !؟
اليوم اصبحت الولادة عادة ً حدث سعيد وآمن .
ولكن قبل قليل من السنين كان الكثير من النساء والاطفال يموتون عند
هذا الحدث . والتحسن يعود لبعض المبتكرات التي لم يعلن عنها الا بعد
وقت طويل .
في عام 1630 كانت هناك عائلة فرنسية عاشت في بريطانيا كان ذكورها
يعملون كقوابل ! وهم من ابتكر ملاقط الولادة !
كانوا يقومون بعمل التوليد دون ان يشاهدهم احد ويغمضون عيني الحامل !
ولكن كان من يقف خلف الباب يسمع بعض الضوضاء !؟ كان القابل ( ة )
ومن معه يهزون اجراسا ً حتى لا يسمع احد صوت ادواتهم المعدنية ( الملاقط )
ولم تعلن هذه العائلة عن سرها ( الملاقط ) الا قبيل موت اخر افرادها
عام 1728 !!
اليوم تستخدم الملاقط في بعض حالات الولادة المتعسرة وذلك بتمرير
راس الملقط في ممر الولادة والقبض على رأس الوليد وجره رويد ا ً رويدا ً !
يزاج الله كل خير