تخطى إلى المحتوى

الأخت ربيعة مثال في الصبر

  • بواسطة

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواتي الحبيبات هذه القصة ليست من نسيج الخيال بل هي والله لأختكم السلفية الصابرة على الإبتلاء ربيعة

في إحدى قرى الجزائر وفي منزل متواضع داخل غرفة بسيطة وعلى سرير حديدي تقبع منذ أربع سنوات تقريبا أختكم ربيعة وكنيتها أم ياسر وهي مصابة بمرض والله أقل ما يقال عليه أنه لا يوجد له علاج رغم تطور الطب في العالم ، ابتلاء بمعنى الكلمة فهذا المرض لا يصدق تفاصيله إلا من يراها، وإلا مهما قيل عنه فليس الخبر كالمعاينة

أم ياسر كانت يوما أمية بعيدة كل البعد عن الدين وتعاليمه لكن كانت لها شخصيتها القوية باعتبار طبيعة المنطقة التي عاشت فيها في طفولتها ، يوما ما في شبابها الزاهر سقطت من على السلم فأصيبت بشلل نصفي نقلت على إثرها إلى العاصمة لتدخل المستشفى وتبدأ رحلى العمليات الجراحية من جهة ورحلى التعرف على المنهج السلفي من جهة اخرى ويا له من ابتلاء نقلها من الظلمات إلى النور

بفضل الأخوات السلفيات تعلمت ربيعة في دينها وتزودت من المنهج السلفي ما جعلها اليوم صابرة قوية بل تعطي الدروس في الصبر والثبات على الدين لكل من يزورها سواء سلفية أو عامية
ورغم أنها ذهبت إلى العاصمة في سنوات الجمر والمحنة التي عاشتها الجزائر ورغم المضايقات التي تعرضت لها، أبدا لم يثنيها ذلك بل ثبتت على جلبابها بل ونقابها بل على المنهج السلفي وهي المقعدة على كرسي متحرك، بل ثبتت أمام اهلها الذين اختلط عندهم الشرك والبدع والعادات البعيدة كل البعد عن ديننا وباتت غريبة بحق وسطهم رغم ذلك دعتهم بكل قوة وساعدها في ذلك شخصيتها القوية فطرة والتي زادة قوة بفضل من الله عليها بمنهجه القويم

تغلغل في نفس أم ياسر حب الأخوات وحلق العلم وأحست بالأخوة في الله بحق ، واعتادت الدروس والمسجد والجماعة ، لكن شاء الله أمرا آخر ففي يوم حار وهي بقريتها توقفت ربيعة عن الكلام وعن التنفس ودخلت في غيبوبة أمر غريب لم يفهمه أهلها ولا أخواتها ولا الأطباء ولا حتى الرقاة

بعد مدة من البحث والترحال اكتشف أن أم ياسر أصيبت بمرض – وهن الأعضاء- لا يوجد له علاج عبر العالم كله ونادر أيضا، لا تتكلم إلا إذا أكلت دواء باهض جدا ولا يوجد إلا في إحدى بلدان الكفر إضافة إلى عدم مقدرتها على الأكل ولا يحدث ذلك إلا بواسطة أنبوب أدخل من أنفها إلى المعدة …………والمعاناة كبيرة جدا بين غيبوبات وتوقف مرة على مرة عضو من أعضائها على العمل ونقص السمع ونقص البصر بل إنعدامه إلا القليل من عين واحدة ولم يعد يتحرك فيها إلا ذراعها النحيف وإذا تعب يتوقف

أخواتي هذا القليل صدقنني فمعاناتها مع المستشفيات والإهانة للفقيرة فما بالكن السلفية فما بالكن المتجلببة وهي في الغيبوبة والله يئن القلب حزنا ولا نشكو إلا لله
هل تصدقن أن مريضة من هذا النوع على كلام دكاترة العالم يجب أن تبقى في المستشفى نظرا لحاجتها الماسة إلى التنفس في كل وقت والعناية الخاصة ، تبقى في غرفتها المتواضعة جدا وتتنفس من نافذة صغير بجنبها لماذا ؟ لأن الإهانة فاقت ما تتصورن؟

الفائدة من كل هذا أن أم ياسر رغم كل هذا لا تفرط في حلقات العلم بل وتطالب الأخوات بحقها في الحضور وأن لا تضيع حلقة مهما كان وضعها إلا إذا دخلت غيبوبة ورغم ذلك تطالب بملخص لما فاتها …
هل تصدقن أنه مرة وهي في شدة من أمرها واعتقدنا جميعا أنها مفارقة حتى الأطباء وفجأة أمسكت يدها وبدأت أذكرها بلا إله إلا الله والصبر والجنة و… والله عجب نهضت وكأن شيئا لم يكن

تقاوم بكل قوة ولم أسمعها يوما اشتكت من مرضها بل إذا ذهبت لزيارتها تجدها طبيبة وأختا سلفية ومقوية ومثبتة وناصحة وغاضبة على التقصير و….والغريب أنها لم تدخل المدرسة يوما . حقا المنهج السلفي يربي ، حتى ظنها طبيب يوما أنها طبيبة لم تكمل دراستها الجامعية.

كم تغتنم فرص التقاء الأخوات عندها فترسل لأهلها وأقاربها ثم تقول- أخوات درس في التوحيد- وهي تعاني الألم في كل ثانية تقول- أخوات لا تضيعن الوقت نريد تذكرة- كيف لا وهي التي اشترت دراجة خاصة بالمعاقين حتى تتنقل من قريتها إى قرية اخرى لتحضر الحلقات قبل أن يشتد عليها البلاء

أخواتي ما حكيت لكن هذه القصة إلا لأنني -تأثرت بها جدا رغم أنني مقصرة معها جدا لكن ما استغربته أنه لم تشتكي يوما أبدا بل كلما سألتها تقول الحمد لله حتى مرضها لم تحكي عنه رغم أنها تعرف كل تفاصيله ولما بحثت عنه وقرأته والله دمعت عيني دموعا حارة لأنني عن نفسي لا أملك ذلك الصبر ولا تلك الشجاعة والقوة.

ولأنني استخلصت عبرة وهي أن الأخوة الحقة التي تكون في الله تغير فعلا الإنسان تغييرا شديدا بل وتعطيه قوة وصبرا ولذلك قال عنها الحبيب المصطفىخليجية أوثق عرى الإيمان
ولانني أود من كل أخت تقرأ هذا الموضوع أن تدعو لأختها بالشفاء
ولأنني أود منكن ومن نفسي أولا ان نقتدي بهذا الصبر الكبير الذي هو في زمن قل فيه الصبر وكثرت فيه الفتن والبعد عن الواحد الأحد

ولا نحتج دائما أن الصبر كان في زمن السلف فقط وأن زمننا بعيد عنهم
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل ابتلاء أختنا في ميزان حسناتها وتكفيرا لها عن سيئاتها وأن يعجل لها الشفاء ويزيد لها الصبر والثبات
كما أسأله أن يجلني وإياكم ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر فإن هذه الثلاث عنوان السعادة بحق.

منقول من بيت السلفيات

بالتوفيق

اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بِمَا علّمتنا وزدنا علْمًا يا رب العالمين

بارك الله فيج أختي خليجية

بارك الله فيج عالنقل

بالتوفيق

بالتوفيق اختي

ربنـا افرغ علينا صبرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.