أساؤوا في فعلهم الى رب العالمين جل وعلا وسبوا نبيه الخاتم وخير رسله، وهم بفعلهم هذا جرحوا كرامة كل مؤمن موحد على وجه الأرض ـ عدا المنافقين ـ ولم يكتفوا بهذا بل في هذه المرة يصرون على أن فعلهم صواب!! واساءتهم لنبينا حرية يكفلها دستورهم الجاهلي
ما ذكروه عن نبينا صلوات الله عليه ليس غريبا على أمة مثلهم، بدّلت دينها وحرّفته ثم رمته وراء ظهرها لتتبع شهواتها وأهوائها، بل ما ظهر على ألسنتهم قليل جدا بالنسبة لما تخفي صدورهم من حقد وكراهية وبغض لأمة الإسلام ولأي رسالة سماوية صحيحة
أفتى الكثير من فقهاء المسلمين وعلمائها بمشروعية مقاطعة المنتجات الدانماركية لردعهم عن معاودة الكرة عن هذا الفعل القبيح، ولكن المصيبة أن الحكومات الاسلامية لم تتعاون بهذا الشأن!! فلا الدول الاسلامية قاطعت ولا أكثر المؤسسات التجارية!! بل حتى الكثير من الجمعيات التعاونية عندما رجعت وادخلت المنتجات الدانماركية!! والسبب معروف.. لقد أصابهم الوهن.. فصاروا جزءا من الغثاء في هذه الأمة
ان الحكومات الإسلامية مستعدة لسحب سفرائها من اي دولة كانت اذا تعرضت هذه الدولة لرموزها أو شنت حملة إعلامية عليها، أما الطعن بنبيّ هذه الامة وسبب هدايتها وعزها وخيرها فهذا الامر يظهر أنه لا يعني حكومتنا الاسلامية
إن على تجار المسلمين اليوم مسؤولية كبيرة في نصرة هذا الدين ونصرة نبيه، ان كانت فيكم غيرة على نبيكم.. فقاطعوا هذا الشعب واستبدلوا بضائعكم بأي بضاعة من أمة أخرى تحترم نبينا وديننا، واعلموا انكم مسؤولون امام الله عن موقفكم اليوم فاتقوا الله ولا تخذلوا دينه
على الشعوب الاسلامية ان تستمر بالمقاطعة ولو صدر منهم اي اعتذار مكذوب، فعرض نبينا أغلى وأكبر من أن يلوثه غادر منهم ثم يعتذر
وكنا في الحملة الاولى قد نبهنا ان المقاطعة يجب استمرارها وعدم التوقف عنها لتكون الدانمارك عبرة لغيرها، ومن قاطع اي منتج دانمركي فليحتسب الاجر عند الله في نصرة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم
نواب البرلمانات الاسلامية والجمعيات والنقابات والاحزاب والتجمعات لهم دور كبير في هذه الفترة فضغوطاتهم على حكوماتهم تستطيع ان تجبرها على توجيه رسالة قوية، والتحذير من التعرض لديننا ولنبينا
العلماء الصادقون والدعاة المخلصون يستطيعون ان يناصحوا المسؤولين في البلاد الاسلامية وولاة امرها وان يبثوا فيهم الغيرة على مقدسات المسلمين وعلى شعائرنا الدينية، فان لم يكن للعلماء والدعاة دور هذه الايام فمتى سيكون ونحن نرى احقر الأمم تتحدى مشاعر وتجرح كرامة أكثر من مليار مسلم على وجه الأرض
نحن لا ندعو الى الغوغائية في الاستنكار، ولا العشوائية في الردود، ولا نحرض الجماهير على ردة فعل متحمسة تجر الاضرار على المسلمين أكثر مما تنفعهم خصوصا وان الملايين منهم يعيشون في بلاد الغرب اليوم، وربما يجدون حرية في دينهم وأمنا على انفسهم اكثر من كثير من البلاد الاسلامية
ولكننا ندعو ايضا الى ترك السلبية، وعدم الاستهانة بالحدث، فالعدو يحمل في قلبه الكثير من الحقد لامتنا ولديننا، ونحن ما زلنا نعيش في فجوة كبيرة بين الشعوب المسلمة وبين حكامنا، وما زال تأثيرنا أقل بكثير من اعدادنا في الارض او حجم امكانياتنا، فهل يعقل ان يدافع البوذيون عن أصنامهم ولا نحرك ساكنين في الدفاع عن نبينا
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
-نبيـل العوضـي-