حملت الزوجة فكانت أعظم بشارة لزوجها ، وزادت محبتهما ، وفي الشهر السابع من الحمل بدأت الزوجة في المعاناة بسبب ثقل حملها ، فلم تعد قادرة على أداء مهامها الوظيفية فمنحت إجازة رسمية من العمل . أصبحا يتواصلان عن طريق الهاتف خلال فترة دوام الزوج لعله يشفي شدة الشوق لبعضيهما . الأشعة رجحت بأن الجنين ذكر مما زاد فرحة الزوج لرغبته في إختيار الكنية ، وقبل موعد الولادة بأسبوعين أراد الزوج أن يفاجئ ملكة عاطفته بالهدايا وملابس المولود الجديد فنسق مع أم زوجته سراً ومن دون علم الزوجة كي ترافقه إلى السوق لكي تختار لبكر إبنتها الملابس ولزوجته بعض الهدايا بعد أن أستأذن أمه حيث أن أم زوجته هي بمثابة أمه الثانية كما يراها .
وافقت أم زوجته وبعد إنتهاء الدوام ذهبا معا إلى السوق وأختاروا أجمل وأحدث وأرقى الهدايا وكانت البسمة ترتسم على محياهم حيث كان الحديث بينهما عن السعادة التي يضفيها المولود على المنزل وخاصة البكر. كان عذر تأخر الزوج لزوجته عن المنزل أنه في خدمة أحد الزملاء ، إستغلت الزوجة تأخر ملك عاطفتها وحنانها فاتصلت بأحد أشقائها وطلبت منه أن يذهب بها إلى أحد محلات بيع الحلويات لشراء هدية لزوجها كي تباشر عليه بها أثناء عودته للمنزل وأختارت أجمل مافي المحل .وأثناء عودتها لمنزلها وفي أحد الشوارع وعند أحد الإشارات المرورية حيث كانت الإشارة حمراء وبالصدفة وقف الزوج خلف السيارة التي تقل زوجته ، لمحت الزوجة في المرايا الجانبية سيارة زوجها بالخلف فأرادت أن تمتع ناظريها بلمحة على زوجها وإذا بالصاعقة التي كادت أن تودي بحياتها حيث إزداد نبضات قلبها وإنحبست أنافسها لأن هناك إمرأة تجلس بجانب زوجها والبسمة والضحكات على محيا زوجها . غضبت غضبا شديدا وأخفت غضبها عن أخيها وطلبت من أخيها التوجه مباشرة إلى منزل والدها بدل منزلها ، الأم وصلت قبل إبنتها إلى المنزل والزوج رجع مبتهجا إلى منزله وفي مخيلته الفرحة الغامرة التي ستغمر حبيبته بتلك الهدايا القيمة .
دخل الزوج المنزل ولم يجد زوجته في إستقباله كالعاده حيث أنها المرة الأولى التي لم يجد زوجته في إستقباله ، جلس على أريكة بصالون المنزل وكان يظن بأن زوجته قد غلبها النوم بغرفة النوم وخاصة أن ولادتها قد قربت وثقل الحمل قد أجهدها ، رن الهاتف فكانت المتصلة زوجته ، رد الزوج : أهلا بسيدة القلب ومالكته ، ردت الزوجة : لا أهلا ولا سهلا بكل خائن ، وأغلقت الهاتف . تفاجئ الزوج بهذه الكلمات التي لم يتوقع أن يسمعها يوما ما من زوجته ، كان الزوح حكيما وكان لايستعجل في التصرف . دقيقتان ورن الهاتف
فكانت المتصلة أم زوجته ، رد الزوح : أهلا بك عمتي ،ردت أم زوجته : أهلا بك ، زوجتك في المنزل وأظنها خرجت من منزلك دون إذنك ويبدو على ملامحها القلق والغضب ، ماالذي بينكما ؟؟ أخبرها الزوج بما حدث.
تحدثت الأم مع إبنتها فأخبرتها إبنتها بما حدث ، علمت الأم أن إبنتها إستعجلت في الحكم على زوجها ، فأرادت الأم أن يكون هذا الموقف درسا لاتنساه إبنتها وحتى لايتكرر منها هذا التصرف المتسرع. شرحت الأم للزوج أسباب تصرف زوجته فضحكا مليا وأراد الزوج أن يلقن ملكة عواطفه وحبيبة قلبه درسا لاتنساه . قرر الزوج إبقاء زوجته في منزل أبيها إلى يوم ولادتها دون أن يتواصل معها حتى بالهاتف ، وبعد ولادتها مباشرة سيرسل لها رسالة نصها
" زوجتي الحبيبة ، كم هو شوقي إليك ، وكم هو سروري بسلامتك وكم هو شوقي لأن أقبل مولودنا الجديد ، وكم هي سعادتي لرؤية إبتسامتك بفرحتك بهديتك التي أحملها لك ولمولودنا، لم أكن أتخيل أن أفارقك يوما ما ساعةواحدة من الزمن ، ولكنك إستطعت أن تفارقيني لفترة طويلة من الزمن ، إن المرأة التي رأيتيها معي سأبقى على تواصل معها رغما عنك ، بل وسأفتح لها بيتي لزيارتي متى شاءت وسأجعلك تخدمينها شئت أم أبيت وإن المعزة والتقدير الذي لك في قلبي يعادل التقدير والمعزة التي لتلك المرأة في قلبي ، وسوف نأتي لزيارتك معا بالمشفى وإياك أن تبدين أي تضمر من تلك المرأة وأقبلي منها الهدايا التي أشتريناها معا لك ولمولودك وأشكريها أول ثم إن لك الخيار في شكري إن أردتي أو أمتنعي ).
أخبر الزوج أم زوجته بما يفكر فيه ، أيدته الأم ،و بعد 19 عشر يوما من الفراق حان موعد الولادة أسعف شقيق الزوجة الزوجة إلى المشفى ، هناك ولدت الزوجة ، إتصلت الأم على الزوج وباركت له المولود الجديد
عندها أرسل الزوج الرسالة إلى زوجته وذهب إلى بيت أم زوجته وأخذ معه الهدايا وأخذ أم زوجته وذهبا معا إلى المشفى ، قرأت الزوجة الرسالة فبكت كثيرا وأتصلت بأمها لكي تخبرها بالرسالة ، الأم لم تجب على إتصال إبنتها وفجأة طرق الزوج باب الغرفة التي تنام بها الزوجة إرتجف قلبها ومسحت دموعها وتمنت أنها لم تكن على قيد الحياة ، دخل الزوج ووقف مقابل زوجته وخلفه إمرأة متحجبة تحمل في جعبتها الهدايا وقال للمرأة أخلعي حجابك وإذ بها أم الزوجة . الزوجة لم تفهم ماحدث وأخذت تبكي تارة وتضحك تاره ، هنأت الأم إبنتها بسلامتها وأخبرتها بكل ماحدث مع زوجها ، نظرت الزوجة إلى ملك مشاعرها وفارس أحلامها إنهمرت عيناها دموعا وبكت ، تقدم الزوج إلى زوجته بعد فراق دام أكثر من 19 يوما وأحتضن زوجته وأجهشت ملكة مشاعر الزوح بالبكاء وطلبت منه السموحة والعفو عن خطأها، قال لها الزوج : كم كنت مشتاقا إليك ياحبيبتي وأعلم أنك أكثر إشتياقا لي وإني أعلم حبك لي وإخلاصك لي وأعلم ثقتك في زوجك ولكن ماحصل أتمنى أن يكون لك درس لأنه لم يكن ينبغي أن يصدر منك مثل هذا التصرف وخاصة أنك صاحبة عقل المعهود.
الزوجة قررت بعد خروجها من المشفى أن تذهب إلى بيت زوجها مباشرة بدل بيت أمها بالرغم من حاجتها إلى مساندة أمها لها في هذه المرحلة من بعد الولادة وذلك تقديرا لزوجها وعفوه عنها ، لم تتمالك الأم دموعها وقالت لإبنتها : إبنتي إن التصرف المتسرع منك قد يهدم حياتك يوما ما فأتمنى أن يكون هذا درسا لك . خرجت الزوجة من المشفى إلى بيت زوجها وعادت الحياة لمجاريها وباشرت الزوجة على زوجها بهدية الحلوى ،فأمتدح الزوح تلك الحلوى مما أسعد الزوجة ، وقضوا معا أجمل الأوقات بعد فراق أستمر 19 يوما وأنتهت الإجازة بعد 40 يوما من الولادة وعادت الزوجة إلى عملها وأكملوا مسيرة الحياة ، ولم يذكر يوما ما أن غضب أحد الزوجين من الأخر بعد ذلك .
اكبر مشكلة ظن السوء والتسرع والشك
الله يهدينا كلنا