تخطى إلى المحتوى

الشباب والمرأة

رصيدُ أية أمة شبابُها، فهم رموز القوة..شباب اليوم، قادة الغد، مستقبل كل أمة، فما أبلغ قول الشاعر:

إن الشباب غدٌ فليهدهم لغد *** وللمسالك فيه الناصحُ الورعُ

فكلٌّ بنيان قوم لا يقومُ على*** دعائم العصر من رُكنيه مُنصدعُ

والمرأة هي الأم والأخت والزوجة ورفيقة الدرب، وشريكة العمر..هي المربية الحاضنة الموجهة الحنون.. هي الزوجة المصون، والأم الرؤوم، هي التي يتخرج الشباب في مدرستها.

لعلك أدركت أخي القارئ أهمية الشباب والمرأة، ومن ثمَّ دوافع الأعداء إلى توجيه سهام الغدر إلى هذين الركنين الأساسيين في مجتمعاتنا.. لقد آمن الأعداء بأن ثمة أسلحة أفتك من تلك التي يستخدمونها في غزو بلادنا والسيطرة على خيراتنا ومقدراتنا وقراراتنا.. إن الأعداء فطنوا إلى موضع الضربة القاضية.. أرادوا أن يضربوا حاضرنا، فوجهوا سهامهم نحو المرأة، كي يدمروا بذلك أقوى مؤسسة تربوية نمتلكها وهي الأسرة… وأرادوا أن يدمروا مستقبلنا فوجهوا سهامهم صوب شبابنا، لأن الشباب هم المستقبل.

لقد عرف العلماءُ قدر الشباب، فها هو ذا الإمام الشافعي – رضي الله عنه – يقول فيهم:

ومَن فاته التعليمُ وقت شبابه*** فكبر عليه أربعاً لوفاتهِ

وبعض الناس يظن خطأ أن الشباب لا يستطيع تحمل المسؤولية، ومن ثم يأتي تهميش الشباب، بحجة أنه ناقص الخبرة، أو لا يتسم بالحكمة والحلم، بيد أن الأمر غير ذلك، فقد أسند رسولنا – صلى الله عليه وسلم – مهام قيادية خطيرة إلى الشباب في وجود الشيوخ الحكماء، فها هو ذا يسند قيادة الجيش لأسامة بن زيد في وجود أعاظم الصحابة من القادة رضوان الله عنهم أجمعين. وما أبلغ دفاع الشاعر عن الشباب في قوله:

فما الحداثة عن حلمٍ, بمانعةٍ,ٍ, *** قد يوجد الحلم في الشبان والشيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.