السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تاريخ النشر: الجمعة 06 مايو 2024
سكينة اصنيب (الرباط) – يحرص المغاربة على إعداد «الكسكس» يوم الجمعة والاجتماع حول مائدة الطعام لتناول هذا الطبق الذي لا ينافسه أي طعام آخر على موائد المغاربة، ويكاد يكون هذا تقليداً أصيلاً في جميع مناطق المغرب، رغم الاختلاف الحاصل في طريقة تحضير الكسكس وأنواع الخضر التي يحتاجها هذا الطبق بسبب اختلاف تقاليد منطقة عن الأخرى.
الأفراح والجنائز
في فصل الربيع يزداد إقبال المغاربة على أعداد الكسكس حتى الذين استغنوا عن هذه الأكلة بسبب ضيق الوقت وتسارع نمط الحياة لأن أعداد الكسكس يحتاج إلى وقت طويل مقارنة مع الأكلات العصرية الخفيفة، وتحرص أغلبية الأسر على إعداد الكسكس في فصل الربيع، لا سيما مع توافر خضروات موسمية التي لا تتوافر بكثرة في غير هذا الفصل، حيث يسيطر هذا الطبق على أغلبية موائد المغاربة في نزهات الربيع وشم النسيم.
إلى ذلك، تقول عائشة الصالحي، خبيرة في الطبخ المغربي، إن وجبة الكسكس هي القاسم المشترك بين جميع مناطق المغرب، ورغم الاختلاف في تقاليد وأسلوب عيش سكان بعض المناطق، إلا أن هذه الوجبة تبقى الأكثر شهرة وإقبالا في جميع الأطباق المغربية خاصة يوم الجمعة. وتضيف «في هذا اليوم تستطيع أن تجزم أن كل الموائد المغربية تزدان بوجبة الكسكس فهو طبق الغذاء الرئيسي دون منازع، وقلما تتخلف أسرة مغربية عن هذا الموعد، كما يتم إعداد الكسكس برأس الخروف في اليوم الثالث من عيد الأضحى، وهو تقليد متوارث منذ مئات السنين، كما يتم تقديم الكسكس في حفلات الزفاف والعقيقة بالأرياف وفي الجنائز بالمدن». وتشير الصالحي إلى أن أصل تسمية «الكسكس» أو «الكسكسي» هو كلمة «سكسو» البربرية وهو قدر التبخير الذي يطهى فيه الكسكس، وتضيف «الكسكس أكلة أمازيغية كانت معروفة في منطقة شمال أفريقيا، ويرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد، ثم أصبحت أكلة شعبية في المغرب في القرن 13 الميلادي في عهد الموحدين وانتقلت هذه الأكلة من بلدان المغرب العربي إلى بلدان جنوب الصحراء الأفريقية وجنوب أوروبا ومنها إلى مستعمرات الأوروبيين بأميركا الجنوبية».
وترى الصالحي أن سر احتفاظ هذا الطبق بشهرته ومكانته يعود بالأساس إلى تكييف هذه الأكلة مع النكهات والأطباق المكملة، وتعدد طرق تحضيره وانخفاض أسعار المواد التي يحتاجها، إضافة إلى ارتباطه بالهوية الثقافية وبالأعياد والمناسبات.
السبع خضار … باقي المقال
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته