الشخصية : امرأة في نهاية العقد الرابع من عمرها … ترتدي ثوبا ً اسود … في تخوف ٍ دائم من تقدمها في السن … تريد أن تبقى شابة طوال عمرها بشتى السُبــُل.
المنظر : قطعٌ من المرايا منتشرة على جدران المسرح … وسط بانوراما المسرح ساحة جدارية ضخمة الحجم طويلة العقارب … تلك الساعة تغطي معظم مساحة البانوراما .
المرأة نائمة وسط المسرح … صوت لعقارب الساعة … تستيقظ مفزوعة من مكانها…
تتحسس وجهها … تبدأ بعد تجعدات وجهها …تصابُ بالإحباطِ …
تذهب ُ راكضة ٌ باتجاهِ إحدى المرآيا … تخرجُ علبة الماكياج وتبدأ بوضعهِ على وجهها …
تذهب إلى المرآةِ الأخرى فتتفاجأ لأن صورتها تختلف عن صورة تلك المرآة ، ففي تلك المرآة تكون صورتها لامرأة شابة ، وفي هذه المرآة تكون صورتها لامرأة متقدمة في السن كثيرة التجاعيد …
تتفاجأ ….
تذهب إلى المرآة الثانية … تجد نفسها متجعدة الوجه أيضا ً … بعد فترة من التأمل في وجهها في المرآة … تدرك بان الماكياج زال أثناء انتقالها مابين المرآتين ، لأنه لايمكنه مقاومة تلك التجاعيد ….
تصاب في الإحباط مرة أخرى …تذهب يائسة لمرآةٍ أخرى …
تقف أمامها تتحسس وجهها وجسدها … تجد نفسها هزيلة الجسد …
تذهب غاضبة إلى الساعة المثبت على بانوراما المسرح … تتعامل مع عقاربها الضخمة التي يصل طول احدها مقارب لطول المرأة …
تحاول إيقاف حركة تلك العقارب … تكف عقارب الساعة عن الحركة …
تغادر المرأة الساعة …. ترجع عقارب الساعة لحركتها السابقة والطبيعية …
ترجع المرأة مقاومة ً لحركة العقارب مرة أخرى … لكن بدون فائدة , فالزمن يتقدم …
ترجع متحسِسَة لوجهها و وذبول جسدها ….
تذهب إلى خزانة الملابس …. تقلب في فساتينها … تغير فستانها الأسود الذي ترتديه …
تبدأ بتغيير فساتينها … تحتار في اختيار اللون والفستان المناسب …
تستعرض أمام المرآة … فتكثر في تغيير الفساتين …
ترتدي الفستان الواحد عدة مرات لان الأمر اختلط عليها …
تتحول عملية تبديل الفساتين إلى نوبة هستيرية … تتعب من كثرة تغييرها الفساتين …
تجلس على الأرض لكي ترتاح قليلا ً …
… لحظـــــــــــــــات …
… تتفاجأ بأنها باقية على نفس فستانها الأسود ….
تصلب بحالة يأس … تختلي بنفسها … تستذكر أيام ماضيها … تستعرض صور ذكرياتها …
ترقص مع شخص ما وسط المسرح … الرقصة مصاحبة لإيقاعات عقارب الساعة التي تغلب عليها رتابة الإيقاع ….
شيئا ً فشيئا ً تتعثر المرأة أثناء الرقص …
يتحول جسدها إلى جسد امرأة عجوز ، حدباء الظهر ، شعرها أشعـَــث …
تتوقف عن الرقص …
تنتبه إلى الساعة … تذهب إليها محاولة إيقاف عقاربها التي لاتكف عن الحراك …
تستمر المقاومة لكن لافائدة من ذلك ….
تبحث عن شيء لتربط به عقارب الساعة لكي تمنعها من الحركة …
تلتجئ إلى شعرها الطويل … تقص منه خصلة … تربط بها عقارب الساعة العملاقة …
الخصلة لا تفي بالغرض … تقطع المزيد من خصال شعرها …
يستمر القص للشعر مع ربط عقارب الساعة بصوره همجية …
تتحول هذه العملية إلى حالة هستيرية ….
بعد عناء طويل تتمكن من إيقاف حركة عقارب الساعة المقيتة ….
ولكن أصبح شكلها مشوّه نتيجة شعرها الذي بات مقصوصا ً بشكل غير نظامي …
… لحظات ….
عقارب الساعة تقطع خصال الشعر المثبتة بها ….. تنهار المرأة …
تحاول تثبيت العقارب …
تتحسس وجهها وتجاعيد ه … تتحسس ملابسها وفستانها الأسود …. تتحسس شعرها المقصوص …
تركض إلى إحدى المرايا … تدرك أنها خسرت كل شيء …. ليس باستطاعتها أن توقف تجاعيد وجهها من النمو والانتشار ….
…. لحظة صمت ….
تخرج لوحة الموناليزا … تعلقها وسط المسرح …. تخلع اللوحة عن إطارها …. تحدق في وجه شخصية الموناليزا في اللوحة … تغضب من شدة غيرتها منها …. تمزقها ….
تثبت الإطار الفارغ جيدا ً …. تقف وراءه مقلدة لحركة وابتسامة شخصية المرأة في لوحة الموناليزا …. تقف جامدة … ولكن شكلها مضحك لأنها لاتشبه الموناليزا .. فأنها مقصوصة الشعر وشاحبة الوجه ومرتدية ً لفستانٍ أسود ….
تقف خلف الإطار كأنها لوحة الموناليزا …. فترة وجيزة ….
………إظـــــــــــــلام ……..
سيناريو وتأليف : ذوالفقار خضر
مسرحية صامتة
أشكر مروركما هنا .. دمتما على خير