اقتربت من تلك المقاعد المثبتة إلى الأرض..ألقت عليها نظرة طويلة..تنهّدت..دمعة تترقرق مثل طير يصارع الموت في عينيها..
"منذ عشر سنوات..وأنا في سن المراهقة.وفي تلك الأيام الفاضلة..أيام ذي الحجة..جلست صديقاتي على هذه المقاعد..يتحدثن ويضحكن..جئت أنا وحماس الغفلة يملؤني..وضعت الشريط في المسجل..رفعت الصوت..الغناء يعبث بالمجلس..يهز الجدران:
– هيا يا بنات..حان وقت الرقص..
كم فتاة رقصت بسببي تلك الليلة؟
وكم من عجوز دعت عليّ في تلك الليلة؟"
تقدّمت تجرّ خطواتها إلى حيث كان الرقص..
"هنا وقفت..وهنا رقصت..اللهم اغفر لي..لا إله إلا أنت سبحانك..إني كنت من الظالمين ..أهذا كل شيء؟ واخجلاه..!! كيف أجهر بالمعصية وأسر بالتوبة؟"
وحملتها قدماها إلى مديرة المركز الترفيهي:"عفواً..أيمكنني إلقاء كلمة بسيطة للفتيات هنا؟"
عقدت المديرة حاجبيها.."وماذا لديك لتقوليه؟"
وفي لحظات..كانت هناك..حيث وقفت يوماً للرقص..تقف الآن تمسح بذكر الله تلك المعصية التي شهدتها تلك البقعة من الأرض..
***
لسنا ملائكة..كلنا خطّاؤون..وخير الخطائين التوابون..
قلّب صفحات حياتك..أمسك قلماً..ضعْ خطاً تحت المعاصي التي ارتكبتها مهما كانت صغيرة..
لا تذهب بعيداً في الصفحات..افتح الصفحة ما قبل الأخيرة..انظر إلى آخر مجلس لك فيه..أين؟ومع من؟وفيم كان؟مَنْ مِن الناس كان فاكهة مجلسك في تلك الصفحة؟ هل تستطيع العودة بالممحاة إلى ذلك المجلس؟إنّ كتاب حياتك يحتاج إلى هذه العودة..إذاً..افتح صفحة جديدة..وفي فقرة مشابهة..حين تجلس مع نفس الأشخاص..تحدّث بصورة جيدة عن ذلك الشخص الذي اغتبته..استغفر له فيها..وادع له..
انظر إلى هذه الصفحة أيضاً..يا لها من صفحة مزرية..أيمكنك تمزيقها..ليلة لم يكن فيها سوى الله رقيباً عليك..وكان فيها أهون الناظرين إليك..
قد تكون جلست فيها أمام مناظر مخزية..في الإنترنت أو التلفاز..أو عن طريق أي شيطان آخر..ليالٍ من الاستغفار والتوبة والصلاة وقراءة القرآن جديرة بأن تمحو تلك الصفحة..
***
أأنت كاتب؟ رسام؟ بائع؟ أو…أأنت ممن يقدم للناس شيئاً ما؟ تأمل صفحاتك..ماذا كتبت؟ماذا رسمت؟ماذا قدّمت للبشرية؟
أتريد أن تتوب؟
أقلعْ عن الذنب..استغفر ربك..وقدّم من جنس ما صنعت خيراً يمحُ ما قد مضى..
نحن مذنبون..فلنختم ذنوبنا بنهايات سعيدة..بدايتها التوبة..
ونهايتها..الجنة..
نحن مذنبون..فلنختم ذنوبنا بنهايات سعيدة..بدايتها التوبة..
ونهايتها..الجنة..
يزاااااااج الله خييييييييييير
نحن مذنبون..فلنختم ذنوبنا بنهايات سعيدة..بدايتها التوبة..
ونهايتها..الجنة..
يقول علماؤنا: قد يأتيك الله بالذنب لتتوب ويكون سببا للوصول..
جزاك الله خيرا قطرة_ندى مواضعيك رائعة شائقة منتقاة