تخطى إلى المحتوى

بالاستغفار حياتي تغيرت إلا الزواج!.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالاستغفار حياتي تغيرت .. إلا الزواج!.السائـل: اميرة احمد
2024-09-06 21:42:05استشارات اجتماعية

السؤال:

قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِل السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً).

بفضل الله أنا أستغفر طوال النهار، ومنذ بدأت أفعل ذلك وحياتي تتحول للأفضل إلا الزواج، عندي مشكلة فيه؛ أحتاج معجزة لأتزوج بطريقة عادية، زواجي أقرب إلى كارثة من أن يكون فرحًا.

وعندما أدعو أرى منامات تفسيرها يجعلني أفقد الأمل من الزواج، مع أن معظم ما أدعوه يستجاب لي، ألم يقل الله: (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ)!! أي أنه وعدنا بالزواج إذا استغفرنا، فلماذا لا يستجاب لي؟! ولماذا هذه الآية لا يتحقق منها هذا الشرط بالذات وكل شيء وعدنا به فيها يتحقق معي!! هل أنا أفعل شيئًا خاطئًا حتى يحدث هذا معي؟! فقد قال أيضًا: (ولمن خاف مقام ربه جنتان)، أي أننا إذا كنا صالحين سيرزقنا الجنة بالدنيا والآخرة، ولم يقل: إنه أتى بنا إلى هذا العالم ليشقينا ويعذبنا، وأنا أرفض فكرة أنه عندما يحبنا يبتلينا، فهو عندما يحبنا لا يترك نوعًا من أنواع السعادة إلا يرزقنا إياها..

المستشار: د.يحيى الغوثاني

الإجابة:

الأخت الفاضلة: من خلال قراءتي لرسالتك فهمت أن مشكلتك الحقيقة ليست في استجابة الدعاء، وإنما في تأخر زواجك؛ الأمر الذي جعلك تفقدين الأمل.

وقد وجدتك في بداية رسالتك ذكرتِ أنك أخذتِ بالأسباب من الإكثار من الاستغفار والدعاء، ولكنك لم تجدي النتيجة في تيسير أمر زواجك، علمًا بأنك ذكرتِ أن معظم ما تدعين به يستجاب لك، فهذا يعني أن الاستغفار والدعاء استجيب، وجاءت نتيجته بشكل متكرر معك، وكون زواجك تأخر لا يعني أن الله لم يستجب.

وأقول -أيتها الأخت الفاضلة-: أنت لا زلتِ في العشرينيات من عمرك، والفرص أمامك كثيرة، رفقًا بنفسك -أيتها الكريمة-؛ فالزواج ليس فريضة يهدم دينك إن لم تفعليه، بل هو سنة الله في خلقه، يكتبها لمن يشاء، ويرزق بها من يشاء، ولا رادّ لقضاء الله، فكم من عالم وعالمة أثروا التاريخ الإسلامي بالأبحاث والكتب، ولم يكتب الله لهم أن يتزوجوا!! ومع هذا ذاع صيتهم، وخلفوا وراءهم كنوز فكريه ثمينة، خيرٌ من كنوز الذهب والأحجار الكريمة، ولم يقلل هذا من شأنهم أبدًا.

أختي الكريمة: حذارِ أن تفكري في اعتزال الناس، والعيش في دائرة الحزن، أو أن تكوني معهم بقلب حزين يائس، وكل ذلك بسبب عدم زواجك، فهذا فيه اعتراض على قضاء الله.

أنتِ لا تدرين أين الخير! قد يكون في بقائك دون زواج رحمةً بك في المرحلة الحالية، فاشكري الله على أي حال، ولا تحزني أو تعتزلي الناس، فهذا معناه شعورك بالنقص، وكأنّ عدم الزواج يخل في عقيدتك أو ينقص من إيمانك وكرامتك.

لا تجعلي كل تفكيرك محصورًا في الزواج، فهكذا سيمضي العمر سريعًا وموحشًا عليك، بل اصرفي هذا التفكير عن بالك، وتوكلي على خالقك، واجعلي همك رضا الله وتعلُّم دين الله، فأنتِ إن لم تكوني عالمة بكتاب الله وحافظة له؛ فقد فاتك الكثير، فعليكِ بطلب العلم الشرعي وابتغاء وجه الله الكريم، وهكذا سيمر العمر وأنتِ كلك ثقة بنفسك وبالله لأنك توكلتِ على الله.

ابنتي الفاضلة: لا تبالي بتلك الأوصاف التي تطلق عليك؛ فالعنوسة الآن تشمل الشباب قبل الفتيات، وكلنا نعرف الكثيرات في الثلاثين من أعمارهن، تزوجن بشباب تتراوح أعمارهم ما بين الثلاثين والخامسة والثلاثين، وفي هذا التأخير حكمة عظيمة شعر بها هؤلاء الفتيات والشباب معًا، وهي أنهن عرفن قيمة الزواج، وجعلهن هذا الأمر يقدرن الحياة الزوجية، وكان دافعًا لهن لقيامهن بواجباتهن على أكمل وجه؛ ابتغاء مرضاة الله، ولتعويض ما فاتهن. وسبحان من يوزع الأرزاق كما يشاء!! وغيرهن كثيرات من تزوجن وهن في منتصف الثلاثينيات، بل وحتى في الأربعين، وعشن في سعادة وهناء، فليس المهم طول الحياة الزوجية، المهم وقت السعادة الحقيقية فيها.

ابنتي الفاضلة: لا تكرري كلمة عانس على عقلك، وإن تكررت رغمًا عنك فاجعليها رمزًا لعزتك وافتخارك بنفسك، ولا تجعليها خنجرًا مسمومًا تغرسينه بيديك في قلبك إن شعر الآخرون بعظم شخصيتك ونجاحك وعلو قدرك، فسيخجلون من توجيه هذه الكلمة لك، ولو حدث ووجهوا لك هذه الكلمة، فهذا لن يهز ثقتك بنفسك وثقتك بمن خلقك وصورك وشق سمعك وبصرك، فمن أنعم عليك بهذا قادر على أن ينعم عليك بما هو خير لك.

ولله الحمد تاريخنا الإسلامي فيه من الأمثلة الكثير لنساء ترملن في سن صغيرة وبعضهن لم يتزوج، وجعلن هدفهن نشر العلم، والرقي بأنفسهن ومجتمعاتهن، ولم يجعلن الحياة تتوقف لأنهن بلا أزواج، فما أبشع الحياة لو عشناها في انتظار مجهول!! قد يأتي أو لا يأتي.

بنيتي الفاضلة: بأي عمر كنتِ، في العشرين أو الثلاثين أو الأربعين أو حتى أكثر، أتعلمين بماذا أشبّه حالك؟!

حالك كحال تلك اللؤلؤة الثمينة، الساكنة في أعماق البحار، لا أحد يراها، فهي محفوظة في تلك الأصداف التي لم تستخرج بعد! وأقول: (بعدُ) لأنه لم يأت ذلك الصياد الماهر الذي يعرف كيف يستخرج الجواهر الثمينة، أو بسبب وجودها في أماكن بعيدة وعميقة يصعب على الصيادين الوصول إليها، وما أكثر اللؤلؤ الذي لم يُستخرج بعدُ من أصدافه، لأي سببٍ كان!! فهل يعني هذا أنه رخيص أو ثمنه قليل؟!

بنيتي الفاضلة: ارفعي رأسك عاليًا؛ ليس من أجل العباد، بل من أجل رب العباد، واملئي قلبك بالعزة والرضا بقضاء الله، واجعلي هذا اليوم هو البداية الحقيقة لك، وتوجهي فيه لله، وادعيه أن يعينك على ذكره وشكره وحُسن عبادته، وأن ييسر أمرك، ويفقهك في أمور دينك، ويجعلك نورًا لمن حولك، وأكثري من هذا الدعاء وردديه صبحًا ومساءً: (اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك).

وتذكري أنك لؤلؤه مكنونة، في صدفة محفوظة، تعيش حياة ساكنة في أعماق البحار، وعدم اصطيادها لا يقلل من قيمتها أبدًا، ولا تيأسي من رحمة الله، واستمري على طاعته وعبادته والاستقامة على منهجه، والإكثار من الدعاء.

وفّق الله فتيات وشباب الإسلام لما فيه الخير في دينهم ودنياهم.

سبحان الله شكرا على الموضوع

كلمات رائعه و جميله. .يزاج الله كل خير أختي

مشكورة وجزاك الله خير

خليجية

يزاج الله كل خير

مشكورة

كلام جميل
يزاج الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.