تخطى إلى المحتوى

تجديد العلاقة الزوجية فى رمضان موضوع رائع

رمضان فرصة ذهبية لك أخي الزوج ولكِ أختي الزوجة إذا أردتم تجديد العلاقة الزوجية بينكما، فقد يعتريها الفتور طوال العام، ولكن يأتي رمضان ببركاته الندية ورحماته المضاعفة، فيضفي لمسة حانية على تلك العلاقة المقدسة.
ولكن قبل أن نتكلم عن كيفية استغلال رمضان في تجديد العلاقة الزوجية لنتحدث أولًا عن الملل والفتور في الحياة الزوجية وما هو أسبابه.
شكوى زوج:
يقول أحد الأزواج: زوجتي لم تعد تطيقني، ولم تعد تحبني وتضايقني كثيرًا بتصرفاتها، وتهمل رعايتي، وتتعلل بالأولاد، أو بأننا كبرنا ولا ينبغي أن نتصرف مثل الشباب المراهق.
أخي/ أختي الزوجة:
هل بالرغم من مرور سنوات على الزواج يمكن للحب أن يستمر؟
وكيف نتصرف عندما يتسرب الملل والفتور إلى الحياة الزوجية؟
صحيح أنه قد تبدأ العلاقة الزوجية بمشاعر حب وسعادة واحترام متبادل، ثم لا تلبث هذه المشاعر أن تقل شيئًا فشيئًا مع مرور الزمن، وقد تختفي هذه المشاعر نهائيًا نتيجة تراكم مشاكل الحياة اليومية، أو نتيجة الأخطاء والإساءات المقصودة أو غير المقصودة من الزوجين.
ولكننا نقول إن كل إنسان مهما بلغ عمره يمكنه الاستمرار في علاقة من الحب مع شريك حياته، ربما بشكل أفضل مما بدأه معه، بقليل من التعلم واكتساب الخبرة التي تؤهله لأن يرى تعبيرات وجه شريك حياته في الظلام، وتمكن من الإنصات بفهم إلى أنفاسه، وتوصله إلى أن يفهم شريك الحياة من نظرات عينيه ونبرات صوته.
بداية الحياة الزوجية:
(عندما يحب الإنسان لأول مرة، ويرتبط بمن أحب يكون بمقدوره أن يقضي كل دقيقة من اليوم مع ذلك الإنسان الذي يحبه، ولا يشعر بالملل أو بانشغال البال وهو معه، ولحظة وصوله إلى المنزل لا يطيق الانتظار حتى يتحدث إليه، فيبدأ هو في التحدث، وهو يمعن النظر في عينيه…بل إنه يشعر أن ساعات بُعده عنه تساوي دهرًا كاملًا…وتدور أفكاره جميعها حول هذا الإنسان الذي أحبه…!!)

إنه ينتظر موعده ملهوفًا، ويذهب إليه فيجده كذلك ملهوفًا (ويقول له إذا تأخر عن موعده: كم خفت ألا تأتي الليلة، إنني أشعر أنني غريب في الحياة كلها حين لا أراك)

ثم يبدأ الزوجان في بناء عش الزوجية، ما رأيك في هذه الحجرة؟
ما لون الجدران الذي تراه مناسبًا؟..انظر إلى تلك الحجرة الصغيرة، إنها تصلح لطفلنا الجميل.
وفي أشهر الزواج الأولى تنتظر الزوجة عودة زوجها بفارغ الصبر…ويكون هو شديد التعلق بها، كثير الاهتمام بشأنها…ويؤكد كل شريك لشريكه أنه يحب العيش معه حتى نهاية الحياة.
بعد مرور سنوات على الزواج:
ما إن تمر سنوات قليلة..بل ربما لا تمر سنة حتى يستيقظ الشريكان من الأحلام..وقد بهت إحساس الحب بينهما، بل ربما اختفى تمامًا.
ويبدأ دبيب الملل في التسرب إلى العلاقة بين الزوجين (وينشغل الزوج بأحواله وظروف عمله أو مشاكله، وتنشغل الزوجة عن الاهتمام بزوجها إلى رعاية أبنائها، تشكو الزوجة من عدم اهتمام زوجها بها، وإعراضه عنها ومعاملتها بقسوة وجفاء وعدم تقدير.
ونفس الشكوى يرددها الزوج: زوجتي لم تعد تطيقني، ولم تعد تحبني وتضايقني كثيرًا بتصرفاتها، وتهمل رعايتي، وتتعلل بالأولاد أو بأننا كبرنا ولا ينبغي أن نتصرف مثل الشباب المراهق.
هذا الفتور في العلاقة الزوجية ينعكس على كل أحوال البيت، فلا ترتاح الزوجة ولا الزوج ويعيش الأبناء في قلق وتوتر.
الصوت يرتفع لأتفه الأسباب، والمشاكل البسيطة تتعمق ويكبر سوء الظن وتأويل الكلام على الوجه السيء، إضافة إلى تصرفات وسلوكيات أخرى لا ترضي أحدًا)

بل إنني أعرف أزواجًا يعيشون في بيت واحد، تحت سقف واحد ولكن المسافات بينهما بعيدة جدًا ووصلوا إلى مرحلة من عدم التلاقي، فيما يسمى بـ (الطلاق النفسي)، ونجد أزواجًا (مضى على زواجهم سنوات طويلة، وبعد أن كانت تجمعهم المحبة والود، فقد أصبحوا بعد سنوات من خيبات الأمل والاحباطات، وسوء التفاهم، أصبحت العلاقة بينهم باردة، ووصلوا إلى حالة صعبة من اليأس في إمكانية تجديد وتقوية علاقتهم الزوجية، وقد يقول بعضهم: لقد حاولنا كل شيء فلم نفلح، إننا لا يمكن أن نتفق أبدًا، إننا مختلفان تمامًا)

فتور العلاقة الزوجية:
إن شبح الملل يمكن أن يحوم في أجواء كل علاقة (مما يفقدها بعض ما تتمتع به من بريق ورونق…بذلك تبدأ جاذبية الطرف الآخر في التلاشي مع الوقت، ومعه أيضًا (مشاعر الحب القوية الجياشة، وذلك ما لم نسع جاهدين لإنقاذ الوضع الخطير المنذر بالتدهور)

أسباب الملل في الحياة الزوجية:
أسباب الملل كثيرة من أهمها:
(تنافر الطباع، وتصادم آراء الزوجين في الحياة وأمورها، واختلافهما في درجات التطور، وفي تأثرها بالعادات الموروثة.
وهناك ألوان كثيرة أخرى من المخاطر والمتاعب والصعوبات التي يتعرض لها الزوجان، وثمة صخرة كبيرة هي أن التجاذب الحسي قد ينطفئ بعد الزواج، فيحل محله نفور حسي، وهذا النفور الحسي يظهر إذا اعتلت قوة الميل المتبادل، ويكون النفور قويًا بقدر ما كان التجاذب طاغيًا وشديدًا، بل ربما يصبح عداوة وكراهية شديدة وهذا التنافر بلا شك يهدد الحياة الزوجية بشكل مستمر)

وقد لا يحدث تشاجر ولا نزاع بين الزوجين، ولكن رغم ذلك تفتقر حياتهم إلى حرارة الحب والعواطف..بل ربما صارت فارغة من كل محتوى حتى تغدو مجرد علاقة رفيقين في غرفة واحدة، يسيطر عليها البرود والرتابة..أما الحب ودفء العواطف فلم يعد أي منهما يرفرف على علاقتهما.
ومما يزيد هذا البرود وهذا الجفاء، أن ينفصل الزوجان في الفراش فينام كل واحد منهما في فراش، أو في غرفة أخرى، وقد سمعت قصة زوجين كل واحد منهما كان ينام في غرفة, وأنا أرى أنه مع التباعد هذا في الفراش يكون التباعد في المشاعر، ويختفي الدفء العاطفي والارتباط بين الزوجين.
وعلى العكس من ذلك أعرف أيضًا زوجين حتى إن تشاجرا أو حدث بينهما خلاف فإن الارتباط واضح في العلاقة بينهما، فهما ينامان في فراش واحد في غرفة واحدة، بل بالعكس هذا التقارب يكون سببًا في سرعة انتهاء المشكلة، وإعادة الدفء إلى حياتهم الزوجية، لأنني على يقين من أن جفاف البيوت يبدأ من جفاف المشاعر.
بيضة غير ناضجة:
بعد مرور وقت من الزواج تتغير الأحوال، فالزوج الذي كان يهيم حبًا بزوجته (صار اليوم ينتقد بيضة غير ناضجة أو خبزًا غير طازج، والعاشق المتيم الذي كان يغمر زوجته بتعبيرات حبه بمناسبة وغير مناسبة، صار يغادر البيت في الصباح دون أن يفكر بطبع القبلة التقليدية، كما أن تعامل الزوجة معه أصبح خاليًا من أي شكل من أشكال التقدير، ولو حتى مثل تلك التي تقدمها لضيوفها)

ونحن لا نلوم الزوج أن يقضي وقته في العمل، فهو يريد النجاح في الحياة، وفي ذات الوقت يريد القيام بمسئولياته كزوج له بيت وأولاد.
وأيضًا لا نلوم الزوجة إذا انشغلت ببيتها وأولادها وعملها إن كانت تعمل فهي مسئولة وراعية في بيتها، ولكننا لا نريد أن تنطفئ مشاعر الحب ويحل محلها الجفاء والبرود العاطفي، في زحمة الحياة وكثرة الأعباء, لأنه إذا ضعف الحب خرجت المشكلات إلى سطح العلاقة بين الزوجين (فالعاطفة التي كانت تعمل على إذابة الفروق والاختلافات الفطرية أصابها الضعف…فتبدأ الحواجز النفسية في البروز بينهما، وتظل تنمو شيئًا فشيئًا حتى ينفصلان روحيًا ونفسيًا عن بعضهما…وتظل المشكلات قائمة تغذيها الحواجز، فيستسلم الزوجان للواقع الأليم…ولا يتطلعان إلى مستقبل جديد بل ربما بحث كل منهما عن حب جديد أو انفصال أكيد بالطلاق)

بعد قدوم الأطفال:
إن قدوم الأطفال يفرض علينا أعباء جديدة، فالزوج يبذل جهدًا أكبر في توفير نفقات الأسرة, وقد يضطر للعمل ساعات أطول أو التماس أعمال إضافية لزيادة دخله، وتدبير مصروفاتهم…والزوجة تنتهي من حياتها تقريبًا ساعات التزين لزوجها, وأيام الانسجام والعطر الفواح.
ويزيد انشغال الزوجين، ويغرقان في مشاكل الدراسة والمعلمين والعمل المتواصل حتى تصبح العلاقة بينهما باردة، يكاد بردها أن يصل إلى حد الطلاق.
حياة بين قلبين:
ليست الحياة الزوجية علاقة بين جسدين بل هي حياة بين قلبين (امتلأ كل منهما بحب الآخر، والخوف عليه والرضا به، والاطمئنان لوجوده، والشعور بافتقاده إذا غاب، وأروع ما في هذه الحياة هو ما عبر عنه القرآن الكريم: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21])

أفعالك هي مقياس نواياك:

قد تقول أخي الزوج إن علاقتي بزوجتي لها الأولوية عندي، وأنا أمنحها قدرًا كبيرًا من الأهمية.
فاعلم أن أفعالك هي مقياس نواياك، وأفعالك تتعارض مع نيتك في جعل علاقتك مع زوجتك لها الأولوية في حياتك (فأنت تبخل مثلًا باقتطاع جزء من وقتك لتقضيه مع هذه التي تقول عنها إنها حبيبتك, وينصب اهتمامك على أبنائك فقط، فيبدو الأبناء وكأنهم حاجز قد قام بينك وبين زوجتك، لا أحد يدعوك لتقليل حبك لأبنائك، وإنما عليك أن تحب أبناءك، وتحوطهم بالحنان، وتتمنى أن يكونوا في أفضل حال.
ولكن في نفس الوقت تحب زوجتك بصدق، وتربط بينكما صداقة حميمة، فتقضي معها بعض الوقت بمفردكما، لتتجاذبا أطراف الحديث، ويعبر كل منكما عن حبه للآخر وتضحكا معًا..وتستشعرا معًا شراكة الحياة.
لا تتعجب فإن أفضل ما تقدما لأبنائكما هو القدوة الحسنة في الحب العميق المتبادل بين الزوجين, وأنه لا تشغله مسئولياته عن رعاية شريك حياته والاهتمام به)

الملل عند علماء النفس:
يحذر أساتذة علم النفس من خطورة الشعور بالفراغ العاطفي والفتور على الحياة الزوجية الذي يؤدي إلى الملل، وهذا الحال يؤثر على علاقة الحب بين الزوجين فما قيمة الحياة التي يحياها كل شريك مع شريكه بجسده بينما عواطفه ومشاعره بعيدة كل البعد عن سماء البيت الذي يسكنون فيه.
إن إسعاد الناس ليس براحة الأجسام وإنما بطمأنينة القلوب فتجد الحب والسعادة في البيت ويشب الأبناء في ظل الرعاية وفي ظل هذا المحضن الآمن حيث الأمن النفسي والعاطفي والحب والدفء.
رمضان والتجديد المطلوب
وفي رمضان يكون التجديد متاحًا بسبب الظروف التي تحوط ذلك الشهر الكريم، فالزوجان يجتمعان كل يوم على مائدة الإفطار والسحور، وقد يذهبان معًا لصلاة القيام في المسجد، وتكثر المناسبات والعزومات التي يخرج فيها الزوجان سويا.
فلم لا ننتهز تلك الفرصة العظيمة ونبدأ في مرحلة جديدة من تجديد العلاقة الزوجية، مرحلة شعارها "لنقضي على الفتور"، حتى لا يدب الملل في حياتنا.
ماذا بعد الكلام:
وما عليك فعله أخي/ أختي الزوجة الآن هو:
احرصا على قراءة بعض آيات القرآن سويًا كل يوم والذهاب معًا إلى صلاة التروايح والقيام.
لا تتباعدا في الفراش فتتباعد القلوب والأجساد.
لا تقطعا العلاقة الخاصة بينكما في رمضان بحجة العبادة فهي تقوي من أواصر المحبة وتضفي نوعا من التجديد على الحياة الزوجية عموما.
أفعالك هي مقياس نواياك، فإذا كانت أفعالك تتعارض مع نيتك في جعل شريك الحياة له الأولوية في حياتك، فارجع إلى نفسك ولا تلم غيرها.

مفيش اى تعليق ما عجبكم الموضوع

مشكوره حبيبتي خليجية

الله يسعد الجميع

خليجية

يعطيج العافية

تسلمى حبيبتى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.