تخطى إلى المحتوى

تفسير الشيخ عبيد الجابري " إنا كل شىء خلقناه بقدر"

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الشيخ عبيد الجابري " إنا كل شىء خلقناه بقدر"

، و دليل القدر قوله تعالى "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" [سورة القمر، الآية: 49]

الركن السادس الإيمان بالقدر خيره و شره " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ " و القدر في اللغة : من التقدير يقال قدرت الشيء إذا أحطت بمقداره و اصطلاحاً: هو تقدير الله للأشياء قبل حدوثها تقديرا يوافق علمه و كتابته كماً و كيفاً و زماناً و مكاناً و له أربع مراتب و هي:
• العلم: أي علم الله بما كان و ما يكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون
• الكتابة:حيث أمر القلم بكتابة ما هو كائن وفق علمه إلى قيام الساعة
• المشيئة: فما شاء كان و ما لم يشأ لم يكن
• الخلق.
هذا التقسيم يسميه أهل العلم القدر العام أو القدر الإجمالي، و هل ثمة مراتب تفصيلية للقدر و ما هي؟ القدر ينقسم إلى قسمين عام إجمالي و تفصيلي فالعام الإجمالي هو ما تقدم وأنتم على علمٍ به تماما. فماذا بقي؟ بقي القدر التفصيلي ، قال أهل العلم كشيخ الإسلام و غيره و تفصيل العلم و الكتابة ينقسم إلى ثلاث مراتب و بقية المرتب متفرعة عن العلم و الكتابة موافقة للعلم و الكتابة

و تلك المراتب هي: عمري، و حولي، و يومي
– فالعمري: ما يجري على الإنسان في عمره من حين يخلق حتى يموت فإنما قدره الله على ذلكم الإنسان أو له قبل خلق السموات و الأرض يفصل منه ما يخص الإنسان المعين مدة عمره ؛و سواء كان عمره طويلاً كمئة سنة أو قصيراً كما شاء الله من السنين و الشهور و الأيام بمعنى إن كل إنسان قبل ولادته يفصل ما يستحقه من القدر العام. فلان من الناس كم عمره مثلاً 100 سنة حين ينفخ فيه الروح يقدر من اللوح المحفوظ الذي كان فيه كل شيء يقدر له نصيبه منه نصيب ذلك الإنسان من خير و شر و رزق كل شيء لا يفوت شيء و دليل هذه المرتبة هي التقدير العمري حديث ابن مسعود و يسمونه الصادق المصدوق " يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ،وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ" هذا التقدير العمري اخذ من أين؟ اخذ من اللوح المحفوظ قبل خلق السموات و الأرض بما شاء الله لان الله لما خلق القلم ماذا قال له؟ اكتب قال: و ماذا اكتب قال اكتب مقادير كل شيء. إذن هذا الإنسان الذي نفخت فيه الروح ما يخصه جديد أم أزلي؟ أزلي و لكن كتابته له -فصله له- جديد الفصل جديد .فالذي تغير ليس علم الله سبحانه و تعالى و لا كتابته و لكن الذي تغير علم الملك، فلان اكتب له كذا من الرزق و كذا من العمر و كذا من جميع معايشه و مصالحه و ما يجري عليه من خير و شر.
– المرتبة الثانية من القدر التفصيلي: التقدير الحولي و هذا وقته ليله القدر و كيفيته انه يفصل من اللوح المحفوظ ما يخص سنة بعينها من ليلة القدر هذه السنة مثلاً إلى مثلها من العام القادم. عرفتم هذا. متى وقت التقدير الحولي؟ ليلة القدر و انتم تعرفون ليلة القدر في أوتار العشر الأواخر من رمضان، يفصل من اللوح المحفوظ ما يخص السنة إلى مثلها فما بخص سنة كذا يفصل ليلة القدر إلى مثلها من العام القادم و دليله قوله تعالى في أول سورة الدخان " حم* وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ* إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" [سورة الدخان الآيات 1-4] يعني في هذه الليلة، ما معنى يفرق؟ قال أهل العلم يفصل من اللوح المحفوظ. استبان و تجلى لكم إن شاء الله.
– التقدير اليومي يعني ما يخص اليوم بعينه و هذا دليله قوله تعالى "كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ" [سورة الرحمن آية:29]يعز و يذل يحي و يمت يعطي و يمنع و يفقر و يغني و يرفع و يخفض.مثلاً فلان من الناس علم الله اسمه و أمه و أباه و قبيلته و كل ما يجري عليه و كتب الله ذلك في اللوح المحفوظ هذا متى؟ قبل خلق السموات و الأرض هذا يسمى تقدير عام .إذا نفخ الروح في هذا فلان ابن فلان فصل ما يخص عمره ، ما يخصه هو فُصل ، هذا فلان الذي عَلِم الله عنه كل شيء و كتبه في اللوح المحفوظ إذا نفخ فيه الروح يفصل و يكتب ما يخصه في عمره كم سنة؟ مئة سنة، مائتين سنة، عشر سنين، خمس أيام، عشرة أيام، مئة شهر، ما قل و ما كثر من عمره، الكون كله علمنا انه عَلِمه الله سبحانه و تعالى عَلِم ما يجري في الكون كله ليس شيءٌ جديد على الله عزوجل هذه خذوها قاعدة حتى لا ينفرط عليكم معرفة القضاء و القدر فإنه ليس باباً سهلاً بل هو بابٌ شائك لكن من ضبط مراتبه سَهُل عليه. الآن عندنا علم الله بالأشياء قبل حدوثها و ماذا أيضا و كتابة ذلك في اللوح المحفوظ يعني كتب في اللوح المحفوظ وفق علمه و كل شيء يجري وفق علمه و كتابته، فنحن بينا لكم التقدير العمري أي ما يخص كل إنسان في عمره هو، خاصة نفسه. أما التقدير الحولي هذا ما يجري في الكون خلال سنة يُفصل للملائكة الموكلين به سنة كذا من ليلة القدر إلى مثلها يجري فيها كذا و كذا. و اليومي كذلك ما يجري في الكون كله و منه الإنسان و الحيوان حتى الذرة.هذا ما ألهمنا الله سبحانه و تعالى و فتح به علينا في باب القضاء و القدر و اسأل الله سبحانه و تعالى إن يتقبل مني و منكم الحسنات و يتجاوز عنَّا جميعاً في السيئات.

من شرح الشيخ عبيد الجابري للأصول الثلاثة

<منقول>.

تسلمين ع موضوع الغالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.