السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا طبيبة تقدم إلي أكثر من خمسة عشر عريسا، وكل المواضيع باءت بالفشل.
الحمد لله على كل شيء، أنا متأكدة أنه خير لأني ألازم الاستخارة في كل عريس فواثقة في اختيار الله لي، و أقول دائما: إني لا أستطيع أن أختار، وإن الله من سيختار، ولذلك ألتزم الاستخارة والدعاء وأترك الأمور تسير.
وكان دائما ما تظهر أمور تجعلنا نرفض أو يأتي الرفض من عند العريس، ولكن الرفض أكثر من العرسان.
أهلي يتهموني أنى ضعيفة الشخصية، وليس لي كرامة، وإني إذا لم يعجبني العريس؛ أرفض وأتعجرف، خصوصا أني من عائلة غنية وعلى مستوى اجتماعي عالي وذات خلق وجمال.
وأنا أعلم أن الرفض يأتي لأن ذلك ابتلاء من الله، وإن الله سيكتب لي الأفضل إن شاء الله.
إني أتعامل مع الله وليس الناس! فهل هناك كرامة مع الله؟ هل أنا مخطئه في عدم الرفض لأي عريس؟
فأنا أرفض فقط إذا علمت أنه غير ملتزم، ولكني أتغاضى عن الشكل والقبول والمستوى.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد. كما أسعدني التزامك باستخارة الله سبحانه وتعالى فما ندم من استخاره سبحانه، ولو أن أحد من هذه الزيجات كان فيه الخير لأتمه الله لكِ.
ومن هنا فالشعور والتصرف الصحيح هو الاطمئنان والرضا لما يقدره الله ويكتبه، فلتقري عينًا ولتطمئني يا أختي وليكن دومًا شعارك: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} .
والمؤمنة من أمثالك تتصبر حتى تنال رزقها، وتعلم أن ما أصابها لم يكن ليخطئها، وما أخطئها لم يكن ليصيبها، وأنتِ مازلت في سن صغيرة وأمامك فرص كثيرة فلا تتعجلي في أمر الزواج.
أما فيما يتعلق بعدم رفضك لأي عريس يتقدم لك إلا لضعف في دينه أو خلقه: فهذا تصرف محمود منك، يدل على عقل راجح وشخصية تعرف دينها حق المعرفة.
فالأصل العام في الزواج هو الدين والخلق، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن في الأرض فتنة وفساد كبير )، فاستمرى يا بنيتي على هذا النهج ، فهذا نهج العقلاء.
ابنتي : اجعلي يقينك بالله قويا، والجئي إليه في كل حين، واسألي الله من فضله، واعلمي أن خزائن الله ملئا، ولكن رزق الله يحتاج إلى الأخذ بالأسباب، فلا ريب أن كل ما يحصل للمسلم في هذه الحياة فهو بقدر، والزواج أو عدمه من قدر الله، ولكن لا يعني هذا أن المسلمة لا تبحث عن الأسباب والعلاج ، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول: “احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء؛ فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان” رواه مسلم.
نفهم من ذلك أنه عليك بالأخذ بالأسباب، فعليك بالحضور الاجتماعي الذي يجعلك حاضرة لدى الأخوات الفاضلات، فإن العلاقة الاجتماعية تدعم فرصة الظفر بالزوج الصالح، فهذه ترغب بك لأخيها وهذه ترغب بك لابنها، كذلك التواصل مع الأسر الفاضلة، فإن مثل هذا الحضور الاجتماعي يعين على أن تكوني حاضرة في أنفسهم، وكم من أمٍّ أو أخت جلست مع فتاة فرأت من أدبها ورأت من أخلاقها واستلطفتها ثم بعد ذلك أشارت بها على ولدها أو على أخيها فتقدم لخطبتها وتمت المصاهرة بإذن الله، و هذا أمر يتم بكرم نفس ودون أن يتفطن أحدٌ إلى أنك تطلبين الزواج.
احرصي على تعلم فنون إدارة المنزل، مثل: فن الطهي وتدبير المعيشة والخياطة والتطريز وتربية الأبناء وغيرها من الفنون، حتى إذا ما تقدم لخطبتك الإنسان المناسب كنت على أتم الاستعداد للزواج.
وانتبهي دوما لطريقتك في الحديث، وحركات جسمك وصوتك، وثقتك بنفسك وملبسك واحترامك للآخرين، وقدرتك على ضبط مشاعرك وانفعالاتك في الحوارات، كل هذا يؤدي لقوة أو ضعف الاتصال مع الآخرين.
وعليك أن تحذري من الأمور التي تمس سمعتك، مثل: الأمور التي تخدش الحياء والعفة والتبرج بالزينة، والتحدث مع غير المحارم، والمراسلة بين الجنسين عبر النت (الشات)، فهي من الوسائل الخاطئة، والتي تلجأ إليها الفتاة أحيانا للتعرف على الجنس الآخر بهدف الحصول على زوج، وكم جرَّت هذه الوسيلة من ويلات ذاقت الفتاة وأسرتها مرارتها.
ومن الوسائل الخاطئة أيضا إهداء الصور للصديقات، أو وضعها في المجلات أو على المواقع الإلكترونية، ليطلع عليها الشباب، مع العلم أن الشباب حتى غير المتمسك بأحكام الدين لا يرغبون في الزواج إلا من صاحبة الحياء والستر والعفاف.
وعليك بكثرة الاستغفار والدعاء وباللجوء إلى الله جل وعلا.
أسأل الله عز وجل أن يرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك، ويكون عوناً لك على طريق الخير والهداية، وأن يرزقكم الله الذرية الصالحة، وأن يجمعنا وإياكم في جناته إنه سميع مجيب.
وفي حلمك مايسد الخلل ,وفي عفوك مايمحو الزلل
اللهم فبقوة تدبيرك وعظيم عفوك وسعة حلمك وفيض كرمك
اسألك ان تديرني بأحسن التدابير وتلطف بي وتنجيني مما يخيفني
ويهمني
اللهم لا أضام وانت حسبي ولا أفتقر وأنت ربي ,
فأصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي
طرفة عين ولا حول ولاقوة الابك
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه
مشكوره عالموضوع