تخطى إلى المحتوى

جديدي في المنتدى قصة "العودة" تفضلوا انتظر اراءكم

العودة
يتعمق الشعور في نفسه أعمق، فأعمق يصل إلى حد الطعن في أنفاس نفسه المهزومة..
تيه عظيم، وظلام مر مطبق يعتمر الحنايا، ويزيد من حدة الطعن..
كل شيء يملكه يجده حوله إلا الراحة، إلا الشعور بالسكينة، والاطمئنان..
يكبل أطرافه الأسى الذي يمتد إلى مكامن شعوره، مما يزيد المرارة مرارة، والألم ألماً..
يزيد من سرعة السيارة يخترق سواد الليل، وظلمته يخفف من سرعته، ويضغط على الفرامل، وينطلق صراخ العجلات الذي يراه يصيح معه بالنائمين الناعمين بالسكينة أن استيقظوا، وشاركوني..
ثم يزيد مدى السرعة مرة أخرى يحس معه أنه يتحرر ينطلق مع السيارة يهرب من نفسه بسرعتها..
يزيد من صراخ تلك الطبول التي تصرخ هي الأخرى من مسجل السيارة علها تسكت هي الأخرى ذلك الشعور القاتم الذي يتعالى في نفسه..
لكن لا فائدة هيهات أن تنطلق نفسه، وهي تسكن جنبيه..
والصوت ذلك الصوت لا يخبو أبداً، ولا يسكت؛ لأنه نابع من أعماق أعماق تمتلئ بالوجع.
لا جدوى من السير بلا هدى في الشوارع..
لا يريد أن يذهب ليكمل ما تبقى منه مع أولئك الأصحاب، حتى لا يزداد ذلك الشعور القاتم تعمقاً في نفسه..
يعود للمنزل..
السكون يكتسيه، ومسيرة الشعور القاتم تسكن داخله، وتكمل مسراها..
تأخر في الرجوع كعادته..
وما معنى أن يتأخر.. لا شيء
يسكت تلك الطبول التي تعالى صوتها، ويدخل
لا أحد بانتظاره كالعادة، لا أحد يسأل عن تأخيره لماذا؟ وأين؟ .. لأنه رجل..
يقطع السكون متجهاً إلى غرفته..
يشعل النور..
المصروف بانتظاره على الطاولة مثل كل يوم أنه الوحيد الذي لا ينسى استقباله..
أبوه لا يغفل هذا الجانب أبداً..
ويصرخ الصوت في داخله
أكرهك أيها المصروف، يظنك كل ما احتاج..
آه لو يدري كم احتاجه..
كم احتاج للمسة حانية منه..
كم احتاج لأشعر بقربه مني بدفء أبوته بصحبته، بأني جزء منه، وهو جزء مني..
كم احتاج لأمطر معاناتي بين يديه عبارات تذيب كل الوجع..
ويقطع الصوت رنين الهاتف المتحرك..
وتصرخ شاشة الهاتف فهد يتصل بك..
ويرد حمد: آلو
فهد : آلو أين أنت يا حمد؟
حمد: لن آتي اليوم..
فهد : لماذا؟..
وقبل أن يكمل فهد حديثه ينهي حمد المكالمة، ويغلق الجهاز.
إنه واحد ممن يجعلون ذلك الشعور يتعمق..
إحساس قوي يلح عليه يشعر برغبة جامحة بالبكاء..
يبكي، ويبكي ينتحب تختلط المشاعر في نفسه لا يدري هل شعوره بالألم يتضاءل يتلاشى أم يتعمق..
يخرج سيجارة يشعلها عل ذلك الشعور يتلاشى، ويضيع وسط الدخان لكن لا جدوى..
أطفأت دموعه السيجارة، وبدأ إحساسه بالألم في أعماقه يتضخم، ويكبر..
يفتح أدراج غرفته المملؤة بالأسطوانات، والأشرطة المسجلة يبحث عن شيء يسكن تدفق الشعور بالألم..
موسيقى..
أغاني.. عنوانين كثيرة تعزز الألم، وتزيد من الدموع..
يقلب يبحث..
عيش السعداء..
عنوان على أحد الأغلفة.. أهدي له ذات يوم
يخرجه يضعه على الطاولة بجانب المسجل..
أيسمعه؟ أم أن ما فيه سيزيد ما بنفسه المليئة بالسواد، والخطايا..
يتحدث عن السعداء لكن هو ليس منهم ، وهو لا يمكن أ ن يكون منهم..
لا لا يمكنني أن أكون منهم، وتزداد حدة الدمع..
يفتح التلفاز .. عله يجد ما تسكن به نفسه
مناظر تعمق الأسى، وتزيد الشعور بالضياع..
يغلق التلفاز..
ينظر إلى الشريط أيسمعه؟
يخاف أن لا يزيده الاستماع إلا شعوراً بالأسى يبكي، ويبكي..
وفي غمرة البكاء.. يقرر أن يسمعه..
ويستمع..
بدأ الشريط..آيات قرآنية
لا يدري لماذا سكنت نفسه قليلاً
ثم بدأ يصغي لما يقوله الشيخ..
الراحة، السعادة أنها في قربه..
في معرفته، في سجدة خالصة لوجهه..
ويقطع الصوت المنطلق من المسجل أذان الفجر..
يسمعه حمد، ويبكي يبكي لشعوره بأنه يسمعه للمرة الأولى مع أنه يسمعه كل يوم..
يغتسل يتوضأ يغسل المعاصي، والذنوب التي تلطخه يتمضمض بقوة ليتخلص من رائحة الدخان العالقة في أرجاء فمه، وفي نفسه أنه لن يعود مرة أخرى للتدخين..
يختلط الماء بالدموع..
ينهي وضوءه ..
كم يشعر برغبة جامحة في أن يركع لله، ويسجد له..
ويصلي الفجر يركع يسجد..
وفي كل ركعة ندم، وتوبة..
وبعد أن أنهى الصلاة استمر البكاء، ولكن هذه المرة مع شعور بالراحة، مع شعور بأن ذلك الشعور القاتم يتلاشى، ويتضاءل..
تسكن نفسه، ثم ينام مع قرار بتحويل رحلة لندن إلى الرحاب الطاهرة، ورغبة عارمة بتغير الكثير لكن بعد العودة من هناك بعد هذه العودة..

تمت

خليجية

خليجية

عودا حميدا … و عساه إلا الله أقرب كل يوم

برك الله فيج إختي …. أسلوبك رااااااااااااااااااااااااائع

ماشاالله واااااايد حلو
والله لايحرمنا من قربه وطاعته والشوق اليه
ووبارك الله فيج

رؤى أيتها القريبة البعيدة
الطيوبة..أيتها الطيبة
أشكرك مروركما الجميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.