كُثر بهذا الزمان ,إفتاء الجاهل من دون علم منه , متجاهلاً العقوبه الحاصله له إن كانه بها متعمداً
وإن لم يكن متعمداً وجب عليه أن يتعلم وأخذ رأي العلماء بهذا الشأن
ويُسعدني أن أُلقي بين أيديكم هذه الفتوى لسماحه الشيخ ابن جبرين حفظه الله
السؤال
1- ما حكم القول على الله بغير الحق؟
2- ما حكم تفسير القرآن للجاهل؟
3- ما حكم توضيح السنة، وشرحها، وهو جاهل؟
4- ما حكم الإفتاء من الجاهل؟
5- هل ورد في السنة إشارة لمثل هؤلاء الناس؟
6- هل يجوز للإنسان أن يتبنى قولا دينيا، لم يقله أحد من الصحابة؟
7- ألا يجوز للمسلم إذا لم يعلم أن يسأل العلماء؟
8- ما هي نصيحتكم للمسلم الذي يريد تعلم الدين؟
9- ما هي الكتب التي تنصحون بها دراسة، وقراءة؟
الاجابـــة
1- قال الله تعالى: وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وقال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ وقال تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ فعلى المسلم أن يتعلم الأدلة من الكتاب، والسنة، وأقوال الصحابة، والأئمة، وأن يقتصر عليها، ولا يجوز له أن يتخرص في شرع الله، ودينه، ولا يتكلم بغير علم، بل يقتصر على ما يعلمه، ويقول: (الله أعلم) فيما يجهله، فإنها نصف العلم، فالذي يقول بغير علم: قد يكون ذنبه أكبر من الشرك، لأنه ينصب نفسه مشرعا، وحاكما.
2- لا يجوز للجاهل توضيح السنة، فقد جاء في الحديث: من قال في القرآن برأيه، أو بما لا يعلم، فليتبوأ مقعده من النار وقد كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يتحرجون من تفسير بعض الآيات إذا لم يظهر لهم معناها، ويجعلونه من التكلف الذي قال الله فيه: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ وذكر عن أبي بكر رضى الله عنه ـ أنه قال: (( أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت: في كتاب الله بغير علم )).
3- لا بد أن الذي يتكلم في الدين يكون عالما بمعاني اللغة، ومنطوقها ومفهومها، وبمعاني الكتاب والسنة، ومعرفة الخاص والعام، وصحيح السنة وضعيفها، وكل ما يتعلق بذلك، فمن قال: في السنة، وشرحها بغير علم دخل في قوله تعالى: لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ .
4- حرام على الجاهل الإفتاء، وإذا أفتى، فإنه يتحمل الإثم، إذا عمل الناس بقوله، وقد جاء في الحديث: من أُفتي بغير ثابت، فإنما إثمه على من أفتاه .
5- جاء في الحديث: يجيء ناس يقرءون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يقولون: من خير قول البرية وانطبق هذا على الخوارج، وقال صلى الله عليه وسلم: يجيء قوم يشهدون، ولا يستشهدون، ويقولون، ولا يؤتمنون ووصف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعض من يأتي بأنهم دعاة على أبواب جهنم.
6- إذا حدثت مسائل، وتجددت أحوال، احتيج إلى معرفة حكمها، وإن لم يوجد عليها دليل منقول، وإن لم ينقل ذلك عن الصحابة، وعليه أن يسأل أهل العلم الموجودين في زمانه لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العي السؤال .
7- أولا: نوصي بالحرص على التعلم، والاستفادة، وذلك عن طريق مجالسة العلماء، وسؤالهم، وسماع كلام هـم للاستفادة، وعن طريق قراءة الكتب المفيدة النافعة في العقيدة، والأعمال، والآداب، وعن طريق السماع لما يذاع، أو يسجل في أشرطة دينية، أو علمية تنبه السامع، وتفيده في العاجل والآجل.
8- وثانيا: نوصي الطلبـة بالعمل بالعلم، وتطبيق المعلومات، وظهور آثارها على العالم، سواء تعلقت بالعبادات، أو بالمعاملات، أو بالأخلاق، أو بالآداب؛ ليكون ذلك معينا على الحفظ، وبقاء الفوائد، وزيادة المعلومات، ودافعا للغير إلى الاقتداء، والاتباع له، وسببا في تقبل غيره ما يدعو إليه، أو يوضحه، أو يعلمه.
9- وثالثا: نوصي الطلبة بالبيان، والبلاغ، وتعليم ما عرفوه، فكل من عرف حكم مسألة لزمه أن يعلمه من يجهله، وكل من رأى جاهلا، فعليه أن يعلمه بقدر ما معه من العلم لحديث: بلغوا عني ولو آية وليس من شرط التعليم أن يكون المعلم قد استوفى المعلومات بل من عرف حكما، فعليه بيانه.والله أعلم.
10- كتاب السُنَّة للإمام أحمد ولابنه عبد ال له، ولتلميذه الخلال ولابن أبي عاصم وكتاب الإيمان لابن أبي شيبة ولأبي عبيد ولابن منده ومثل كتاب التوحيد لابن خُزيمة ولابن منده وكتاب الإبانة الصُغرى، والكُبرى لابن بطة والرد على الجهمية للدارمي وعلى المريسي له أيضًا، وشرح السُنَّة للبربهاري وشرح اعتقاد أصول أهل السُنَّة للالكائي والشريعة للآجري
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
المصدر
موقع سماحة الشيخ ابن جبرين حفظه الله
مشكووووووره على التوااجد الطيب
وجعله في ميزان حسناتج إن شاء الله
حياكن الله منورات