تخطى إلى المحتوى

حمض الفوليك وأهميته للأطفال

خليجية

الحقيقه ان اضافه حمض الفوليك من عدمها تثير جدلا لا ينتهي في معظم الدول الغربية، نظرا لتضارب الاراء التي تؤكد اهميته في الوقايه من عيوب الامراض الخلقيه العصبية في الاجنه.

وبين الاراء التي تري ان الجرعات الزائده من حمض الفوليك قد تسبب مخاطر صحيه كبيره، راي يشير الي انها يمكن ان تكون عاملا مساعدا في نمو بعض انواع السرطانات، وذلك لانه يساعد في تكوين الحامض النووي المميز لخلايا الجسم (DNA)، ومن هنا كان دوره مؤثرا في نمو خلايا الجسم خاصه في حالات الانقسام السريع للخلايا كما في حالات الحمل، وكذلك تكوين الجنين وايضا الحالات التي تظهر فيها اورام سرطانيه، حيث ان خلايا السرطان تنقسم بسرعه كبيره، وهو الامر الذي يجعل الاطباء في حيره حقيقيه حول حمض الفوليك، ولكل فريق سواء من مؤيدي اعطائه او الفريق الاخر الذي يري خطوره طبيه من الجرعات العاليه مبرراته الطبيه القويه.

ولذلك توجد بعض الدول التي تقوم بفرض اضافته الي الطعام بالنسب الطبيه الدقيقه مثل الولايات المتحدة، وهناك دول لا تفرضه؛ الا ان معظم السيدات الحوامل في العالم، بما في ذلك الوطن العربي، يتناولن اقراص حمض الفوليك اثناء الحمل بشكل اصبح روتينيا في السنوات الـ10 الاخيره.

* من المعروف ان حمض الفوليك هو نوع من انواع فيتامين «بي 9» وهو يذوب في الماء (بمعني انه يدخل الي الدم ويتخلص الجسم منه عن طريق البول) ولا يقوم الجسم بتخزين حمض الفوليك، لذلك نحتاج الي تناوله بشكل يومي سواء في الاطعمه الغنيه به او عن طريق الادويه، لانه يلعب دورا كبيرا في الكثير من الوظائف الحيويه لأجهزه الجسم المختلفه، فهو يساعد في تكوين كرات الدم الحمراء.

ومن هنا تاتي اهميه دوره للسيدات الحوامل، خصوصا انه يساعد في حمايه الجنين من أمراض القلب، وايضا يلعب دورا بالغ الاهميه في حمايه الجنين من الخلل في تركيب الجهاز العصبي neural tube defects، وهو ما دفع اداره الغذاء والدواء الاميركيه (F.D.A) منذ عام 1998 الي فرض اضافه حمض الفوليك الي الاغذيه بشكل اجباري في الولايات المتحده لما له من تاثير لحمايه الاجنه.

وعلي الرغم من ان حمض الفوليك لا يحمي من امراض القلب بشكل مباشر؛ فانه يلعب دورا في تقليل «الهوموسيستاين» (Homocysteine) (وهو حمض اميني تزيد خطوره الاصابه بامراض القلب بزيادته) وبالتالي يساعد في الحمايه من امراض القلب بشكل غير مباشر، وايضا يساعد في الحمايه من مرض ألزهايمر ويقوي الذاكره ويحسن المزاج ويعمل علي الوقايه من الجلطات، ويساعد في تقليل الام العضلات، ويعتقد انه يلعب دورا ايضا في الوقايه من مرض البهاق (مرض جلدي يتسم باختفاء صبغه الميلانين المميزه للون الجلد، وبالتالي يصبح لون الجلد ابيض).

* علاقه حمض الفوليك بالسرطانات علاقه محيره، حيث ان هناك الكثير من الدراسات التي تشير الي دوره في الحمايه والوقايه من بعض انواع السرطانات مثل: سرطان القولون والمستقيم Colorectal cancer، وايضا في الوقايه من سرطان الثدي Breast Cancer. وايضا يوجد الكثير من الدراسات التي تشير الي انه يمكن ان يكون مسببا لتلك السرطانات.

والحقيقه ان الاطباء خلصوا الي ان حمض الفوليك يمكن ان يكون عنصرا واقيا من السرطان اذا تم تناوله في جرعات صغيره، خصوصا اذا تم تناوله عبر الاطعمه الغنيه به وليس كاقراص؛ ولكن علي النقيض اذا تم تناوله بجرعات كبيره يمكن ان يكون واحدا من العوامل المسببه للسرطان، وحمض الفوليك يمكن ان يقي من بعض انواع السرطانات ويساعد في نمو انواع اخري.

واهم مصادر حمض الفوليك الخضراوات، وبخاصه ذات الاوراق الخضراء مثل: الفجل والسبانخ وكذلك البقوليات مثل البازلاء والذره وفول الصويا والحمص والعدس والفاصوليا، وكذلك القرنبيط والفلفل الاخضر، وايضا المكسرات مثل: اللوز والجوز والفول السوداني والكاجو، والفواكه مثل: البطيخ والموز والفراوله والاناناس والبرتقال.

* الدراسه الجديده التي نشرت في مجله «طب الاطفال»، التي رصدت تاثر سرطانات الاطفال قبل وبعد اضافه حمض الفوليك، اشارت الي ان مرض سرطان الكلي قد ازداد في الاطفال خلال الفتره من عام 1986 وحتي عام 1997 ثم اخذ في التراجع بعد ذلك، وهو التاريخ الذي بدا فيه فرض اضافه حمض الفوليك الي الاغذيه، بمعني ان يضاف الي الدقيق والخبز وغيرهما.

وبالنسبه لاورام المخ كان معدل حدوثها في ارتفاع منذ عام 1986 وحتي عام 1993 ثم اخذ في التراجع بعد ذلك الحين، اي قبل عام 1998، وهو العام الذي تم فيه فرض اضافه حمض الفوليك الي الاغذيه مما يتعارض مع نتيجه الدراسه؛ ولكن يتضح الامر حينما نعرف ان نسبه التراجع في الاورام تزامنت مع بدايه التوصيات للسيدات الحوامل بتناول حمض الفوليك بمقدار 400 ميكروغرام يوميا، وذلك في عام 1992، وهو ما يتوافق مع نتيجه الدراسه من اهميه حمض الفوليك.

وقد قام الباحثون بتجميع المعلومات منذ عام 1986 وحتي عام 2024 من المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحده، وكذلك من المراكز البحثيه المعنيه بأمراض السرطان بجميع انواعه منذ عام 1973 من مختلف الولايات، وشملت هذه الدراسه 8829 طفلا من عمر الولاده حتي 4 اعوام تم تشخيصهم جميعا بمرض السرطان، وجاء تناقص سرطانات الكلي في الاطفال وكذلك اورام المخ، نتيجه لتحليل البيانات وخصوصا تناقص مرض سرطان الكلي في الاطفال ويلمز (Wilms› tumor).

وفي دراسه سابقه قام بها اطباء من مستشفي جون هوبكنز في الولايات المتحده، وهو من اكبر مستشفيات الاطفال في العالم، التي نشرت في مجله «الحساسيه والمناعه الاكلينيكيه» (Journal of Allergy &Clinical Immunology)، وتم اجراؤها علي 8000 شخصا من البالغين بجانب الاطفال من عمر عامين، ظهر ان اعطاء حمض الفوليك يساعد علي تقليل حده استجابه الجسم الي مسببات الحساسيه، وكذلك تقل اعراض الحساسيه سواء الجلديه او حساسيه الصدر واعراض الصفير او غيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.