أود صيام رمضان وأنا حامل، فهل هناك ضرر على الجنين؟
مع العلم بأني سأكون في الشهر الرابع، وأن مدة الصيام في الدولة التي أعيش فيها 18 ساعة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ه.م.ح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الحمل في حد ذاته ليس مرضا، بل هو حالة فيزيولوجية طبيعية خلق الله عز وجل جسم الأنثى مهيأ لها من كل النواحي, وقد أثبتت معظم الدراسات عدم وجود آثار سلبية لصيام الأم على صحتها ووزن الجنين ونموه إذا كان الحمل طبيعيا؛ لذلك فإن كانت الحامل تمتع بصحة جيدة ولا تعاني من بعض الأمراض مثل السكري أو الكلى أو غير ذلك, فإنه يمكنها الصوم مثلها مثل أي سيدة غير حامل, وبدون أن يكون هنالك أي ضرر على الحمل بإذن الله.
فالجنين يصله غذاؤه كاملا عن طريق دم الأم, بغض النظر إن كانت الأم بحالة صيام أم لا, فإن كانت الأم صائمة فإن التغذية للجنين ستتوفر عن طريق مخازن جسمها, فتخرج من هذه المخازن المواد الأساسية اللازمة لنمو الجنين وتمر عبر الدم إلى المشيمة وبسهولة فتتأمن حاجته كاملة, ونحن نشبه الجنين بالطفيلي، أي أنه يتغذى على حساب الآخرين؛ لذلك في حالة الصيام تكون الأم هي الصائمة بينا الجنين لا يصوم, والله عز وجل قد ضمن لهذا المخلوق الضعيف رزقه وهو في بطن أمه, حتى في الحالات التي هي أشد وأقسى من الصيام, مثل حالات مرض الأم الشديد أو في المجاعات أو الحروب؛ حيث قد لا يتوفر للأم الحامل حاجتها الكافية من الطعام في مثل هذه الظروف, فكانت حكمة الله عز وجل أن جعل جسم الأم يبدأ بتخزين بعض الدهون الاحتياطية في جسمها منذ بدء الحمل لتكون مخزونا لهذا الجنين عند الحاجة؛ ولهذا فإن الحامل وبشكل فيزيولوجي وطبيعي تكتسب ما مقداره 3 – 4 كلغ إضافية في وزنها هي عبارة عن دهون احتياطية لا علاقة لها بوزن الجنين, فسبحان الله عز وجل ما أعظم حكمته.
وبالنسبة لمثل ظرفك أقول لك بأن طول فترة الصيام لمدة 18 ساعة أو أكثر لن يكون لها ضرر على الجنين -إن شاء الله- إن استطعت حمل هذه الفترة من الصيام بدون مشاكل لك.
وأرى أن تجربي نفسك فهذه أفضل, فإن رأيت بأنك قادرة على الصيام ولم تحدث لديك أعراض مرضية مثل الدوخة أو هبوط الضغط أو السكر، وكانت المشكلة فقط هي أنك تشعرين بالجوع, فهنا يمكنك إكمال الصوم، ولا خوف على الجنين بإذن الله.
وعندها أنصحك باتباع بعض النصائح لتساعدك على الصيام بإذن الله.
– تناول وجبتين رئيسيتين ومتوازنتين في المحتوى الغذائي عند الإفطار والسحور بحيث لا تقل محتويات الوجبة الواحدة عن 800 إلى 900 وحدة حرارية.
– بين الوجبتين عليك بالإكثار من شرب السوائل مع تناول الفاكهة بكمية كافية.
– حاولي ألا يقل عدد الوحدات الحرارية في طعامك بشكل كلي عن -2400 2200- تقريبا فبهذا لن تخسري أي وزن بإذن الله.
– تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الأذان مباشرة، مع زيادة كمية البروتين فيها.
– عدم الخروج من المنزل خلال النهار ووقت ارتفاع الحرارة مع أخذ قسط وافر من الراحة والنوم خلال ساعات النهار.
– والحفاظ على جو البيت مكيفا لتخفيف الشعور بالعطش.
نسأل الله عز وجل أن يعيد الشهر الفضيل على الجميع بالصحة والعافية، وأن يكمل لك الحمل والولادة على خير.
د.رغدة عكاشة
الله يوفقج يارب