شاب ذكي, شاب حذق, شاب لبق, كل هذه الصفات اجتمعت في محمد, وهو ياتي في المرتبه الثانيه من بين اخوته.تعلم محمد الى ان وصل الى الصف الثاني الثانوي.
اعتاد محمد من عائلته انهم لايتدخلون في طريقة حياته, يصاحب من يصاحب, يجالس من يجالس, ولكن يتدخلون في شي واحد فقط وهو العلم فيامرون بالعلم وهم يبيحون له مابذهنه من لهو وسهر…..الخ.فالعلم مع الهو والسهرلايجتمع ابدا.
ان عائلته متفككه من الناحية الاسريه, الاب مشغول بعمله, والام منهمكة في تقليم الاظافر واستعمال المساحيق.اماالابناء فهم تائهين في بحر التفكك الاسري الذي خيم ظلامه على افراد الاسره. ففيصل الابن الاكبر قد تخرج من التوجيهي بنسبة معقوله وهو يتنقل من مكان الى مكان يبحث له عن وظيفه , وحنان تفكر كما تفكر والدتها بصاحباتها وملابسها…..الخ. اما خالد الطفل البريء يدرس في الصف الاول الابتدائي, محطم القلب , مسلوب الهوايات,اسير لهذا التفكك الاسري , القاتل الفكري والحضاري والاجتماعي للفرد والعائله والمجتمع.على سبيل المثال كان خالد يذهب الى امه ليريها العمل الذي قام يه من رسم اوكتابه او نحو ذلك, فلا تهتم لامره , وكذلك ابيه يقول له اذهب يابني لاخوتك, وهكذا الحال مع بقية اسرته.
انذار؟؟؟
في عصر يوم السبت رن الهاتف في منزل عائلة ابا فيصل , اتجه الاب نحو الهاتف وبعدها اجاب . فقال له المتصل اليس هذا منزل ابافيصل . نعم من انت؟ اني اتحدث من المستشفى فأبنك محمد قد قدر الله وكسرت ساقه بسبب حادث , فأرجوا منك ان تأتي الينا لنكمل بعض الاجراءات القانونيه . ذهب الاب ومعه افراد اسرته الى المستشفى ليتطمنوا على ابنهم . الذي كان يقود سيارته بسرعة تزيد عن المائه وعشرون كيلو متر في الساعه ثم اصطدم بسياره اخرى فكسرت ساقه.
حقيقه؟؟؟
بعد هذا الحادث بحوالي ستة اشهر , ذهب محمد لابيه وقال له اريد ان اذهب مع اصدقائي في رحلة بريه قصيرة لمدة ثلاث ايام فارجوا منك ان توافق على هذا الطلب. وافق الاب على مايريده بكل سهوله. حينما رأى ابيه وافق بهذه السهوله خطر في ذهنه ان يأخذ بندقية ابيه , فقال اريد ياابي العزيز ان ااخذ البندقية!!!لايابني فهي قد تاذي احدكم. وبعد نقاش طويل وافق الاب . ذهب محمد الى اصدقائه ومعه البندقية , فسؤل من اين لك هذا؟؟ انها بندقية ابي , فرح الاصدقاء من اجل البندقية . وبعد ما اكتملت ادواتهم واحتياجاتهم لهذه الرحله, اتجهوا الى المكان الذي يقصدوه. في اليوم الاول كانت ملامح محمد تبدوا عليها الحزن والكئابه, فاندهش منه جابر فقال ماذا بك؟ لاشيء. خرج محمد في نزهه يتامل في هذه الدنيا لعله يروح عن مابداخله. لحقه جابر وقال ماذابك؟ اني لااعلم ياصديقي لكني اشعر بضيقة ما في صدري . من ماذا ؟ اجاب بصوت منخفض لاادري. بكى محمد ولم يلاحظه جابر الى حينما جلسوا على صخره كبيرة. فاندهش وقال لابد ان في الامر شيء!!! لم يجيب عليه. قال انا صديقك العزيز اليس كذلك؟ اجاب بلى. اذن اخبرني عنك؟؟؟ ان عائلتنا اقتحمها التفكك الاسري . ضحك جابر وقال يارجل كل الاسر هكذا . ولكن هل هذا الامر يجعلك تبكي ؟ نعم. اذن كيف؟ لانني لم ارى ابي اسبوع الا في ذلك اليوم الذي طلبت منه ان يسمح لي بالذهاب معكم . انت وابيك في منزل واحد ولم تره منذ اسبوع ؟ نعم . كيف؟ لانني استيقظ من نومي بعد صلاة العصر وابي حينها قد خرج لينجز عمل ما . وانا اذهب اليكم حتى الساعه الرابعه فجرا. وحين ااتي الى المنزل يكون ابي قد نام وهكذا الحال كل يوم. ولكن حينما كنت اريد امرا كنت اجلس في المنزل حتى يعود . هذا الذي كنت افكر فيه . لم افهم عليك ماذا تقصد؟ اي لماذا الان افكر في ابي وفي عائلتي هل لاني بعيد عنهم انا لاادري.قال جابر من غير قصد لو قتلتك ماذا سيفعلون عائلتك؟ربما يصحوا لانفسهم . لان كل فرد من اسرتي لايفكر الا بنفسه كيف ينام , كيف يستسقظ , كيف يقابل اصدقائه , كيف…كيف…كيف… . بدأت الشمس بالزوال فرجعا الى المخيم . عند حوالي الساعه الثالثة فجرا استيقظ محمد من نومه وهو يلهث من كابوس مخيف , فشرب بعض من الماء حتى ارتوى . بعدها توضى ليصلي كي يرتاح . فعلا صلى وشعر بتحسن ثم رفع يديه الى الله وقال دعاء قال فيه ( اللهم اني اطلبك امرا وجدت فيه اصلاح لعائلتي , اللهم اني ارجوك رجاء وجدت فيه خير لعائلتي , اللهم اني استغيث بك بان تاخذ امانتك مني لاني وجدت فيه حفاظا على اسرتي ) قال هذ وهو يبكي . فالتفت الى خلفه فشاهد جابر يبكي معه, فتعانقا وهم داركين ماذا يحصل بعاائلتهما . في صباح اليوم الثاني الذي تفتحت فيه الزهور , وغردت فيه الطيور , وسماؤه الممطره وارضه الخضراء ونسيمه العليل . استيقظوا من نومهم ليستقبلوا هذا الصباح ومن معه…أتى جابر ومعه البندقية , أتى جابر الذي كان في ليلة الامس يبكي مع صديقه العزيز على ألآمه. أتى جابر الذي كان في الامس يجفف دموع صديقه قبل ان يجفف دموعه . أتى جابر الذي كان في ليلة الامس قد عانق صديقه ليخفف عنه احزانه.
ليصوب هدفه نحو محمد ومن غير قصد انطلقت الرصاصه نحوهه فتعمقت بل سكنت باحشاءه لتسقط محمد
على ارض خضراء مبللة بالماء ودماءه اسقطت الذي كان في الامس يطلب ويرجوا ويستغيث بالله من
الكابوس الذي جمح ظلامه على اسرتة والذي سبب له ولاسرته التخبطات الفكريه والنفسيه والعقليه والادراكيه.
هب فهد وعمر ليساعدا صديقهم فوضوعوه في السيارة فاسرعا لعلهم ينقذواصديقهم الضحيه لهذا الكابوس,
لكن لم يكونوا اسرع من قبضة ملك الموت لانه قد قبض روح محمد بامر من الحكيم الرحيم الذي استجاب لدعائه المخلص لانقاذ عائلته.
ذهبااالصديقان الى منزل محمد ومعهما خبرا وحقيقه , فطرقوا الباب . خرج الاب فقال ماذا بكما تبكيان هل مححد على مايرام؟ اجاب فهد انظر داخل السيارة وانت تجيب على سؤالك!!! تقدم نحو السياره فشاهد ابنه ملطخ بالدماء ضحية لشيء لم يكون بالحسبان فتح باب السيارة وعانق ابنه وتكلم عليه لعله يجيب لكن
لاحياة لمن تنادي.
صحوة؟؟؟
بعد هذا الحادث بحوالي ثمانية اشهر , اي بعد نهاية حكم جابر الشرعي بشهرين .ذهب الى منزل ابا فيصل. فتقابل مع الاب واخبره بكل ماقاله محمد له في اليوم الاخير له.
بدأ ابا فيصل بتجميع افكار اسرته على مباديء وقيم اسلاميه صحيحه تدعم وتجمع العائلة والمجتمع تحت ظل واحد. ويسكب افكارهم تحت مصب واحد وهو
جسد واحد, حياة واحدة , اخرة خالدة, باذن الله.
ان نهاية محمد قد افاقت عائلته بل افاقت عدة عوائل كان الكابوس قد احاط بها.
فلماذاتكون نهاية كهذة او غيرهذه من النهايات المؤلمة للعائلة والمجتمع تكون صحوة للعائلة؟
لماذا الاباء عقول داركة لاتصحوا الى بصفعة ؟
لماذا الامهات يجعلن الندم باب للادراك؟
لماذا بعض الابناء ينتابهم شعور بالارتياح والحريه المفرطة بهذا الكابوس؟
منقول