بس هي النقص موضوعي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بلييزززز
تفضلي .. لج ولمن يرغب من القبائل
وبالتوفيق
مرة ثانية لا تأخرين الواجب لين الساعة 2 عسب يمدينا انرد عليج .. ولا تسهرين
هنا نختار لكم مقطع من أجود قصيدة له بعد المعلقة وهي لامية يزيد عدد أبياتها عن الخمسين ويتطرق لذهنك عندما تقرأ بدايتها أن حديثاً دار بينه وبين امرأة بعدما كبر سنه وأن هذه المرأة هزئت به وبصورة ذلك الملك الذي تخيلته عظيماً فلما رأته على حاله تلك كبيراً في السن طريداً شريداً احتقرته وقالت والله أنت لاتصلح لاللحرب ولا للهو فقال هذه القصيدة يفتخر فيها بمغامراته النسائية وهذه القصيدة من أعهر قصائد امرئ القيس ، ولكنك تحس في جوها بعض مبالغات الشعراء وعموما فلاتخلو هذه القصيدة من أبيات تستحق الحفظ والذيوع على أنني أستحي أن أذكر كثيراً من أبياتها لأن فيها فخراً بالفاحشة . لكن شيئاً من جوها في البداية والنهاية يتحدث عن همه في فقدان الملك وسعيه لاسترجاعه. اخترت لكم من القصيدة قوله :
ألا عِم صباحاً أيها الطلل البالي
وهل يَعِمن من كان في العُصُرِالخالي
وهـل يعـمـن إلا سـعيد مـخـلـَّـدٌ
قـلـيــل الـهـمـوم مايـبـيـت بـأوجـال ِ
فـلـو أن ماأسعى لأدنى معيـشة
كـفـاني ولم أطـلـب قلـيـل من الـمـال ِ
ولـكـنـما أسعـى لـمجـد مُـؤثـَّـل
وقـد يـدرك الـمـجـد الـمـؤثل أمـثالي
وما المرء مادامت حشاشة نفسه
بـمـدرك أطراف الـخـطـوب ولا آلي
-أبدع امرؤ القيس في الوصف وبخاصة وصف النساء والإبل والخيل . ولاأبالغ إن قلت أن أكثر من نصف شعره يدور حول هذه الأشياء الثلاثة . ولاعجب فمن له مغامرات امرئ القيس النسائية ليس عجيبا أن يبدع في وصف النساء إما تحببا لهم أو خبرة بهم ، ومن له أسفاره التي قضاها بين الهرب من المناذرة والاستنجاد بالروم ليس عجيباً أن يبدع في وصف الإبل التي هي وسيلة مواصلاته ، ومن عاش بين الصيد والحرب مثله ليس عجيباً أن يبدع في وصف الخيل…ولكن الذي يفسد الكثير من بديع وصفه والذي يجعلنا نتردد في رواية كثير من شعره في الوصف أنه ملأه بالكثير من المفردات الغريبة التي تجعل فهم الأبيات مستحيلاً إذا لم يكن أمام المتلقي معجم لغوي ؛ ولاعجب في صعوبة هذه الألفاظ لسببين : أولهما أن امرأ القيس من عشيرة يمنية وهؤلاء كثير من مفرداتهم غريبة عن العربية الفصحى لغة قريش ، وثانيها أن امرأ القيس قديم ويقال أنه عاش قبل الهجرة بمئة سنة وهو على ذلك لم يتردد على أسواق العرب الأدبية مثل عكاظ وذي المجاز ولم يعرف عنه ذلك ، ولذلك فلم يهتم كغيره من الشعراء بأن يملأ شعره بالكلمات السائدة التي كان يفهمها رواة الشعر ونقاده الذين يترددون على تلك الأسواق . ومع ذلك فلا يخلو شعره من أبيات مفهومة تنبئك عن قوته الشعرية .
– نرى اللهو يطغو على حياة امرئ القيس قاضياً حياته بين الصيد والخمر والتغرير بالنساء خاصة المتزوجات منهم ويبدع في وصف الإبل والخيل والنساء . ونذكر من ذلك أبياتاً جميلة له يتغزل فيها بامرأة ثم يصف ريقها فيقول:
رمتني بسهم ٍ أصاب الفؤاد
غـداة الرحـيـل فـلـم أنتصِر
فأسبل دمعي كفيض الجُمان ِ
أو الـدُّرِّ رقـراقـِهِ الـمُنحَـدِر
كأن المُدام وصَوب الغَـمام
وريح الخُزامى ونشر القُطُر
يُعَـلُّ به بَرْ دُ أنـيابـها
إذا طرَّب الـطائـر المُستـحـِر
-وبينما نراه منغمساً في كل ذلك ويملأ شعره به ؛ إذ بنا نفاجأ بأبيات خارجة عن كل ذلك أجبرته عليها حياته الجديدة التي قضاها بين طلب الثأر والهروب من المناذرة والاستنجاد بالروم. فهاهو في إحدى قصائده يتأسف على هروب بني أسد منه قائلاً:
ألا يالهف هند إثر قوم
هُمُ كانوا الشِّفاءَ فلم يُصابوا
وقاهم جَدُّهم ببني أبيهم
وبالأشقـين ماكان الـعـِقابُ
الجَدُّ المقصود بها هنا الحظ
– ويستمر شاعرنا على هذا المنوال بين مساجلة لشاعر، أو مدح لقبيلة أكرمته ، أو وصف لرام ماهر شاهده. إلى أن نقف أمام قصيدة كانت مثار خلاف أدبي بين من ينفيها عن امرئ القيس مدعياً أن بها روحاً إيمانية وأفكاراً فلسفية صوفية يستبعد أن يقولها شاعرٌ كافرٌ عربيد مثل امرئ القيس ، ومن يثبتها بدعوى أن الروح الإيمانية ليست غريبة عن امرئ القيس الذي احتك بالنصارى الروم أما الفكرة الفلسفية الواردة في القصيدة فهي فكرة بسيطة يعرفها أجهل راع ٍ فما بالك بملك شاعر مثل امرئ القيس . ومنها قوله:
أرانا مُوضِعين لأمر غـيبٍ
ونُسحَرُ بالطعام وبالشراب ِ
عـصافيرٌ و ذبانٌ و دودٌ
وأجرأ من مُجَلـَّحةِ الذئاب ِ
فبعض الـلـَّوم عاذلتي فإني
ستكفيني التجارب وانتسابي
إلى عـِرق الثـَّرى وَشَجَت عروقي
وهذا الموت يسلبني شبابي
وقد طوَّفـتُ في الآفاق حتى
رضيت من الغنيمة بالإياب ِ
أُرَجِّي من صروف الدَّهر لـِيناً
ولم تغفل عن الصُّم ِّ الهـِضابِ
وأعلم أنني عما قريب
سأنشب في شبا ظُفُر ٍ وناب ِ
ففي البداية يتحدث عن فكرة الموت وكيف أن الناس تنشغل عن ذكره بالمتعة، ثم يتحدث عن البشر هذه المخلوقات الضعيفة التي تشبه العصافير والذباب والدود ولكنها في تكالبها على الدنيا هي أجرأ من أشرس الذئاب ، ثم يفخر بتجربته للدنيا ويتحدث عن أصل البشرية وهو الثرى أي التراب ويتحدث عن الموت وكيف يقضي على شباب المرء ، ويذكر تعبه في الدنيا الذي لم يجده نفعاً ويقول أنه بحث عن السعادة فلم يجدها بل ولم يجدها العظماء من قبله الذين أشبهوا في قوتهم الجبال والهضاب ، وفي النهاية يقول أنني مهما هربت من الموت فعن قريب سينشب أظفاره وأنيابه في جسدي في كناية جميلة عن أن الموت يشبه السبع… ولاأعتقد أن كلاماً بسيطاً مثل هذا يحتاج إلى فيلسوف مثل سقراط فلا يحتاج إلا إلى شاعر مجرب مثل امرئ القيس .
– ويستبد الهم بامرئ القيس بعد هروب بني أسد والغريب أنه يقال أنه أوقع بهم وله قصيدة في ذلك يذكر فيها كيف ظفر بهم لكن لعله كان من هؤلاء القساة عديمي الرحمة الذين لم يكن يشفي غليلهم سوى إبادة أعدائهم دون رحمة، ثم يزداد همه بمطاردة المناذرة له ولأفراد عائلته وقتل أعمامه…فيصف لنا همه هذا بقوله:
ظـَلـِلـْتُ ردائي فـوق رأسي قاعـدًا
أعـُدُّ الحَصَى ماتنقضي عـَبَراتي
أعـِنـِّي على التـُّهـمام والذ ِّكَراتِ
يبتن على ذي الهم معـتكرات ِ
بـلـيـل الـتـَّمام أو وُصِلـن بمثله
مُقـايَـسَـة ً أيامـهـا نـَكـِراتِ
– ويدفعه الهم إلى الاستنجاد بقيصر الروم لينصره على المناذرة أعوان الفرس ، ويسافر ويصطحب معه في رحلته راوي شعره وصديقه الشاعر عمرو بن قميئة اليشكري ، ولكن لما طال السفر حن عمرو إلى دياره وبكى وكاد أن يترك امرأ القيس ، فقال امرؤ القيس في ذلك :
بَكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
وأيقن أنـَّا لاحقـان بقـيصـرا
فـقـلـت له لاتبك عينك إنَّما
نحاول ملكـاً أو نموت فـنُعذ َرا
إذا قـُـلـتُ هذا صاحب قد رضيته
وقـَرَّت به العينان بـُدِّلـْتُ آخرا
كذلك جـَدِّي ما أصاحب صاحباً
من الناس إلا خانني وتغيرا
– ويصل شاعرنا إلى القيصر ويرسل القيصر معه جيشاً لينصره على المناذرة ويضم العرب إلى سلطان الروم ، ولكن مكيدة من الطماح الأسدي الذي كان عند القيصر في ذلك الوقت تغير نفس القيصر على امرئ القيس ؛ فيغدر به القيصر، ويرسل إليه حلةً مسمومة يلبسها امرؤ القيس فيسري السم في جسده وتصيبه القروح القاتلة ويرثي نفسه ولكنه لاينسى وهو يموت أن يفخر بشجاعته في الحرب وجدارته بحب النساء، فيقول:
تأوَّبني دائي الـقـديم فـغـَلــَّسا
أُحاذ ِرُ أن يرتـدَّ دائي فـأُنكـَسا
فيارُبَّ مكروب ٍ كرَرْتُ وراءه
طاعـَنتُ عنه الخيلَ حتى تنفـَّسا
ويارب يوم قـد أروح مـرجلا
حبيباً إلى بــِيـض الكواعب أملسا
أراهـن لا يحببن من قـلَّ مالـُهُ
ولا من رأين الشيب فيه وقـَوَّسـا
وماخفت تبريح الحياة كما أرى
تضيق ذراعي أن أقـوم فـألـبسـا
فلو أنها نفـسٌ تمـوت جميعـة ً
ولكـنها نفـسٌ تـَـساقـط ُ أنفـُسا
وبـُدِّلـتُ قـَرحاً دامياً بعـد صِحَّة ٍ
فيالـَكِ من نُعمَى تحوَّلـنَ أبؤُسا