السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالتي إلى كل عانس..من كل قلبي:
لقد سألت الشيخ عبد الله الجبرين -الله يرحمه-: هل قضاء الله وقدره خيرٌ دائماً للإنسان؟ فقال: نعم.
فقلت: حتى يا شيخ الله يقضي على الكافر النار فيكون هذا خيراً؟ قال: نعم، فالأمر تعبّدي، ولا بدّ لنا من هذا، ولو لم نفقه الحكمة، فقلت: سبحان الله! يا ليت أخواتي اللاتي تأخرن عن الزواج يعقلن مثل هذا.
أختي، الآن في المنتديات تطرح بعض الأخوات موضوع العنوسة و…، وتتسلسل الردود بأن هذه لا تريد الزواج، والأخرى لا تنتهي من البكاء لأنها عانس، وهذه تتذمر من حالتها لأن عمرها تجاوز 25 سنة ولم يأتها شريك حياتها كما يُقال، و و و، فقلت: أشارك أخواتي هذه القضية بهذا التعليق:
– المشكلة أن هؤلاء الفتيات نسين أن الله يراهنّ وهنّ يكتبن هذه المقالات أو الردود، والله هو الذي قدّر الأقدار وكتبها في كتابٍ لا يضل ربي ولا ينسى، وذلك قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، فكل عمل صائب أو خاطئ تقابل الفتاة به هذا القدر فلن يغيّر في القدر شيئاً.
– الله جل وعلا يقول: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم} أي: أن الله لا يغير حال الفتاة من هذا الحال إلى ذاك إلا بعد أن تُغيّر ما بنفسها، فهيّا غيّري، وبعدها يغيّر الله.
– أن هذه الفتاة تبكي، تتضجر، تتأفف، تهتم، تغتم..، ثم ماذا؟ الحال هو الحال، إذن: الحل هو التعايش مع الواقع الذي كتبه الله عليها، فإن أرادت وإلا لتقضي بقية حياتها في التعاسة والبكاء، والمعنى أنها تقضي بقية عمرها في السخط على قضاء الله وقدره، ولا حول ولا قوّة إلى بالله.
– أن بعض المتزوجات هي أيضاً عانس وفاقدة لرحمة الله؛ فهي بين غناء، وتبرج، و..، وبعدها الضنك والقلق، والهمّ والغمّ، والمشاكل الزوجية، أمّا أنت -أختي الكريمة- فلست بعانسٍ يوم أن تكوني ممن يفزع إلى الصلاة بعد نزول الهمّ عليكِ، وتكوني من الراضيات بالقضاء والقدر، بعد أن علمت أن الله يراك ويسمع كلامك.
– الدعاء، الدعاء، الدعاء، فوالله وأنت تقرئين هذه الكلمات إن الله يراك، ويعلم بماذا تفكرين، فارفعي بصرك إلى السماء، وتأمّلي في الكون، واعلمي أن الله يحب أن يتضرّع العبد إليه، فهل تستطيعين أن تكوني ممن يحبهم الله؟ وتأكدي أن العانس هي التي حرمت الدعاء، وحرمت بعده رحمة الله.
– أن معاناة ضعيفات الإيمان -من العنوسة- وطرحهنّ الكثير في المنتديات عن هذه المشكلة دون البدء بالحلول -فتجد أكثرهنّ يطرحن هذا الموضوع للتفريغ النفسي فقط، وهو جميل إذا تبعه عمل، وتغيير الحياة إلى الأفضل- بدأ يولّد عند الفتيات الأخريات نوعاً من الخوف من المستقبل، والخوف من العنوسة، مع أنها في مقتبل العمل، فيبدأ الخوف يلعب بها، حتى إنها قد توافق على أي رجل أو شابٍ يتقدّم لها ولو غير مقتنعة به؛ والسبب: أخاف من العنوسة، فاتقي الله أختي، فها أنت قد قرأت كثيراً عن الحلول في هذا المقال أو في غيره، فهيا شمّري عن ساعد الجد، وقومي وانفضي غبار الكسل، وتحصني بحصن الأذكار من الشيطان الرجيم، واعلمي أن الله خلقك لا ليعذبك، بل ليرحمك، ويهديك، ويدخلك جنّته، وهذا كله بعد العمل، وبعد رحمة الله. نسأل الله رحمته الواسعة.
– سؤال لا بد له من إجابة: هل تتوقعين -أختي الكريمة- أن الله خلقك ويريد لك العذاب لأنه يكرهك، ولأنه يريد أن ينتقم منك؟ كلا والله؛ فالله أرحم بك من أمك التي تبكي عندما تراك باكية من أجل أي مرض أو مصيبة، فالله أرحم بك منها، سبحان الله! فلماذا تسيئين الظن بالله؟! أحسني الظن بالله، فواللهِ ثم واللهِ إن الله سيسعدك بشيء لا تتوقعينه أبداً، وتأمّلي كلامه جل وعلا في الحديث القدسي : (أنا عند حسن ظن عبدي بي، فليظن عبدي بي ما شاء) فإذا ظننتِ بربكِ أنك عانس، وأن القطار قد فاتك؛ فالله سيكون عند هذا الظن؛ لأنك أنت التي اخترت هذا الظن، وإن ظننت بربك أنه رؤوف رحيم، غنيٌ كريم؛ فالله سيكون عند ظنك به، فالله الله بالظن الحسن.
– تأملي في حال فتاتين كلتاهما تعيش 35 سنة أو أكثر، الأولى تمر الأيام عليها ثقيلة كالجبال، تتذمّر من حياتها كل لحظة، تتأفف عندما ترى تلك الفتاة قد تزوّجت وهي أصغر منها، عرفها أهلها أنها عصبية المزاج منذ أن بدأت تحس بهذه المشكلة، ضعيفة العلاقة بالله، فالصلاة على أي شكل، والهوى مُتّبع، والحجاب كما تريد هي لا كما يريد الله، وحياتها جحيم توقده بيدها، وهي تعمل عملاً وظيفياً، ولكن دون إخلاص، وتتمنى أنها لو تتركه للهمّ الذي يلازمها، تهتم بكلام الناس، وتحسب له ألف حساب؛ لأنهم يقولون : إنها عانس -والأمر ليس بيدها-، فهي في قلق، وهمّ، وغمّ، لا تنام الليل إلا وهي باكية، تدخل على النت، وتتعرّف على الشباب لتفرّغ من الضغط النفسي، وهي لا تعلم أنها تزيد منه بإغضاب الله جل وعلا. وأما الثانية، فهي راضية بما كتبه الله لها، فأيامها سعادة وحبور -وهي تعلم أنها عانس-، تحب الخير للناس، وتسعد بنـزول الخير عليهم والتوفيق لهم، تتعامل مع الناس بتعامل النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، فأحبها كل أحد، تخاف الله وترجوه، تُشغل وقتها بالعمل الصالح، والدعوة إلى الله، والعلم النافع -في الحلقات، والمراكز، ودور العلم-، وتبتعد عن مواطن الشبه، وتحفظ نفسها من كل شر، وكلام الناس لم يؤثر فيها أنها عانس، ومع هذا فهي في سعادةٍ وخير، وتتمنى ساعات الليل الآخر لتروي ظمأها من لقاء الله ومناجاته، وفي النهار هي المرأة العاملة للخير، والمتعبة نفسها في قضاء حاجات الناس.
فهاهما مثالان واقعيان أمامك، فاختاري ما شئت، وضعي نفسك في أية حياة، فلا يوجد في الحياة سوى هذين المثالين.
– أخيراً أختي: أعلم أن المشكلة -ولا مشكلة- وقعت على رأسك، فهي مشكلة؛ لأنك اعتبرتِها مشكلة، أما لو اعتبرتِها منحة من الله فهي كذلك، والله لا يظلم الناس شيئاً، ولكن الناس أنفسهم يظلمون.
عموما اعتذر عن خروجي عن الموضوع الرئيسي بس حبيت أوضح ان هالكلمه مب كلمه حلوه تنقال و واجد بنات يتحسسون منها.
ولما الوحدة تتقرب لربها ما بتكون متضايقة من تاخر زواجها .. او اي مشاكل عندها … الواحد لازم بكل حياته يكون متوكل على الله وما يتضايق على شي من امور الدنيا .. وطبعا لنوصل لهالمرحلة لازم نقوي علاقتنا وثقتنا ب رب العالمين ..
يعني المتاخرات عن الزواج والله يرزق كل محرومة