أمابعد …
فهذه مشاركة منى أرجو من الله نفعها لي وللمسلمين وهى منقولة من كتاب (
الفوائد لابن القيم) رحمه الله تعالى…
وإذا سبقنى أحد بنقلها فاجعلوها تذكرة (فأن الذكرى تنفع المؤمنين)
قال رحمه الله : الوصول ألى المطلوب موقوف على(هجر العوائد وقطع العوائق)
فالعـــــــــوائد السكون إلى الدعة والراحة وما ألفه الناس واعتادوه من الرسوم والاوضاع التى
جعلوها بمنزلة الشرع المتبع بل هى عندهم أعظم من الشرع.
فإنهم ينكرون على من خرج عنها وخالفها مالا ينكرون على من خالف صريح الشرع.
وربما كفروه اوبدعوه وضللوه اوهجروه وعاقبوه لمخالفة تلك الرسوم ، وأماتوا لها السنن ونصبوها
أندادا للرسول صلى الله عليه وسلم يوالون عليها ويعادون .
فالمعروف عندهم ماوافقها والمنكر ماخالفها.
وهـــــــذه الاوضاع والرسوم قد استولت على طوائف من بنى ادم من الملوك والولاة
والفقهاء والصوفية والفقراء والعامة فربى فيها الصغير ونشأ عليها الكبير واتخذت سننا بل هى
اعظم عند اصحابها من السنن.
الواقف معها محبوس والمتقيد بها منقطع ، عم بها المصاب وهجر لاجلها السنة والكتاب
من استنصر بها فهو عند الله مخذول ، ومن اقتدى
بها دون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو عند الله غير مقبول ،
وهذا أعظم الحجب والموانع بين العبد وبين النفوذ الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
***
وأما العــــــــــوائق: فهى انواع المخالفات ظاهرها وباطنها فانها تعوق
القلب عن سيره الى الله وتقطع عليه طريقه وهى ثـــــــلاثة امور: (
شـــــــــرك ، وبـــــــــدعة، ومعصيــــــــة). فيزول عائق الشــــرك
بتجـــــــريد التوحيـــــــــد، وعائق البـــــــــدعة بتحقيــــــــق السنـــــــــة ، وعائق المعصيــــــــة بتصحيح التـــــــــوبة
. وهذه العوائق لاتتبين للعبد حتى يأخذ فى أهبة السفر ويتحقق بالسير إلى الله تعالى والدار الاخرة .
فحينئذ تظهر له هذه العوائق ويحس بتعويقها له بحسب قوة سيره وتجرده للسفر وإلا فما دام قاعدا لاتظهر له
كوامنها وقواطعها.
****
وأما العـــــــــلائق: فهى كل ما
تعلق به القلب دون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من ملاذ الدنيا وشهواتها ورئاستها وصحبة الناس والتعلق
بهم . ولا سبيل له الى قطع هذه الامور الثلاثة ، ورفضها إلابقوة التعلق بالمطلوب الاعلى
فإن النفس لاتترك مألوفها ومحبوبعا إلا لمحبوب هو أحب إليها منه واثر عندها منه
، وكلما قوى تعلقه بمطلوبه ضعف تعلقه بغيره وكذا بالعكس والتعلق بالمطلوب هو شدة الرغبة
فيه . وذلك على قدر معرفته به وشرفه وفضله على ما سواه.
انتهى كلامه رحمه الله تعالى وقد اسميتها (فوائد من الفوائد) وإذا يسر الله لى فإنى سأنقل لاخوانى
غيرها سائلا المولى نفعها لى وللمسلمين.
فإنهم ينكرون على من خرج عنها وخالفها مالا ينكرون على من خالف صريح الشرع.
وهـــــــذه الاوضاع والرسوم قد استولت على طوائف من بنى ادم من الملوك
والولاة والفقهاء والصوفية والفقراء والعامة فربى فيها الصغير ونشأ
عليها الكبير واتخذت سننا بل هى اعظم عند اصحابها من السنن.
وفعلا الدين يسبق على العادات والتقاليد
والله يثبتنا
الله يثبتنا عالدين انشالله