للموت سكرات يلاقيها كل إنسان حين الاحتضار ، كما قال تعالى : ( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) [ ق : 19 ] ، وسكرات الموت كرباته وغمراته ، قال الراغب في مفرداته : " السكر حالة تعرض بين المرء وعقله ، وأكثر ما تستعمل في الشراب المسكر ، ويطلق في الغضب والعشق والألم والنعاس والغشي الناشيء عن الألم وهو المراد هنا " (1) .
وقد عانى الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه السكرات ، ففي مرض موته صلوات الله وسلامه عليه كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء ، فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ، ويقول : " لا إله إلا الله ، إن للموت سكرات " (2) .
وتقول عائشة رضي الله عنها في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما رأيت الوجع على أحد أشدَّ منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم " (3) وقد دخلت عائشة رضي الله عنها على أبيها أبي بكر رضي الله عنه في مرض موته ، فلما ثقل عليه
فكشف عن وجهه ، وقال رضي الله عنه ، ليس كذلك ، ولكن قولي : ( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) (4) [ ق : 19 ] .
ولا شك أن الكافر والفاجر يعانيان من الموت أكثر مما يعاني منه المؤمن ، فقد سقنا طرفاً من حديث البراء بن عازب وفيه : " أن روح الفاجر والكافر تفرق في جسده عندما يقول له ملك الموت : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب ، وأنه ينتزعها كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبلول ، فتقطع معها العروق والعصب " .
ووصف لنا القرآن الكريم الشدة التي يعاني منها الكفرة ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) [الأنعام : 93] .
وهذا الذي وصفته الآية يَحْدُثُ – كما يقول ابن كثير – إذا بشر ملائكة العذاب الكافر بالعذاب والنكال والأغلال والسلاسل والجحيم والحميم وغضب الرحمن ، فتفرق روحه في جسده وتعصي وتأبي الخروج ، فتضربهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم قائلين : ( أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ) [ الأنعام : 93 ] ، وقد فسر ابن كثير بسط الملائكة أيديهم في قوله : ( وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ ) [ الأنعام : 93 ] بالضرب ، ومعنى الآية هنا كمعناهـا في قوله : ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ) [ المائدة : 28 ] وقوله : ( وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ ) [ الممتحنة : 2 ] وقد يُحدِّث العقلاء في حال الاحتضار عما يعانونه من شدة الموت وسكراته ، وممن حدَّث بهذا عمرو بن العاص فعندما حضرته الوفاة ، قال له ابنه : يا أبتاه ! إنك لتقول : يا ليتني ألقى رجلاً عاقلاً لبيباً عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجد ، وأنت ذلك الرجل ، فصف لي ، فقال : يا بني ، والله كأن جنبي في تخت ، وكأني أتنفس من سمّ إبرة ، وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي
الذي يخفف عنه سكرات الموت :
أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الشهيد الذي يسقط في المعركة تخفف عنه سكرات الموت ، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة " رواه الترمذي والنسائي
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياه الدنيا والآخره…
اللهم ثبتنا ب لا إله إلا الله عند الموت وجعلها آخر مانتكلم به
في ميزان حسناتك الغاليه
چزآگ آلله گل خير وچعله فى ميزآن
حسنآتگ يوم آلقيمه تسلم
آلآيآدى وپآرگ آلله فيگ
دمت پحفظ آلرحمن ….