تخطى إلى المحتوى

شرح أسم الله التواب +أدب التوبه الى الله {مهم.مهم.مهم}

بسم الله الرحمن الرحيم..
الله سبحانه وتعالى خلق الانسان ومنحه العقل ، وجعل الكون نعمةً ، كلُّ ما فيه يدل على أسمائه الحسنى
وأعطاه العقل ، وركّب فيه الفطرة ، وزوّده بالشرع ، وخيّره وأودع فيه الشهوات ، وأعطاه قوة فيما يبدو، وتركه الى أن يأتيه أجَلُهُ ، فإذا هو من أهل النار . فالله عز وجل عامله بالعدل ، لكنه لما كان في مقتبل حياته لو أنه اتجه الى أن يسرق فأدبه الله عز وجل وخَوّفَهُ تارةً وأدبّه تارةً وضيّق عليه تارةً وجمعهُ مع أهل الحق تارةً وقبضه تارةً وشرح صدره تارةً إلى أن صلح هذا الانسان وصار من أهل الجِنان ، بماذا عامله الله عز وجل ؟ بالرحمة .

إذاً : اسم التواب من أين نفهمه ؟ من رحمة الله عز وجل فقد أعطانا العقل ، وأعطانا الاختيار ، وأودعَ فينا الشهوات ، وخلقَ الكون دالاً على أسمائِه وصفاتهِ ، مَنَحَنا قوةً فيما يبدو ، وركّبَ فينا فِطرةً عالية وأرسل الرسل ومعهم الشرع :

"من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد"
(سورة فصلت
هذا هو العدل ؛ لكن الرحمة بالمتابعة ، الله معك في كل خطراتك ، معك في كل حركاتك ، معك في كل تصوراتك ، معك في كل طموحاتك، معك في سرِّك ، معك في جهرك ، معك في خلوتك ، معك في جلوتك ، معك في كل حال من أحوالك ، وكل شأن أنت فيه هو معك وله شأن ، كل شأن أنت فيه فلله معك شأن يقابله ؛ إن كان شأنك الإعراض فشأنه التأديب ، وإن كان شأنك الإقبال ، فشأنه التجلّي ، وإن كان شأنك العدوان ، فشأنه العِقاب ؛ وإن كان شأنُك الإحسان ؛ فشأنه الإكرام .
مُنطلق اسم التواب يبدأ من أنَّ الله عزَّ وجل يُعامل عِباده بالرحمة ؛ لو عاملهم بالعدل ، لاستحقوا الهلاك
كُلُكُم يعلم أنَّ التواب على وزن فعال وهي صيغة مبالغة اسم الفاعل، تقول مثلا : تائب مرة واحدة ، تواب كثير التوبة . إذا ذكرنا أحد أسماء الله عزوجل بصيغة المبالغة فالمقصود أن الله عز وجل كثير التوبة على عباده أو أنه يتوب على عبده مهما كَبُرَ ذنبه، إمّا كمّاً أو نوعاً وهو شيء معروف عندكم .

واسم تواب من فعل تاب . تاب يتوب توبة وتوباً بمعنى رجع وآبَ بمعنى رجع ، وأنابَ بمعنى رجع ، وثابَ بمعنى رجع . تقول : ثابَ إلى رُشدِه . أيّ رجع إلى رُشدِه ، وأنابَ الى ربه وتابَ أي رجع ، وآبَ أيّ رجع ، تابَ وثابَ وآبَ وأنابَ كلُّ هذه الأفعال بمعنى رجع ، إذا قُلنا : الله تواب ، أي يعود على عباده بالخيرات ، ويعود على عباده بالإحسان يعود على عباده بالرحمة وبالغُفران ، هذا معنى أنَّ الله عزَّ وجل تواب وهو معنى من معاني تواب ، ولكنَّ المعنى الدقيق مُستنبط من قوله تعالى :

"ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم"
(سورة التوبة)

فما معنى تابَ عليهم ؟ تابَ عليهم يعني أنه ساقَ لهم من الشدائد كي يَحمِلَهُم على التوبة، لو تركهم هملاً ، وأمدّهُم بصحةٍ جيدة وبأموالٍ كثيرة وأمطارٍ غزيرة وبلادٍ جميلة وهم غارقون في شهواتهم ، في ملاهيهم في أفراحهم ، في نواديهم ، في سُكرهم وانحرافهم في كل الملذّات ، فلو أن الله عزَّ وجل تركهم هكذا ليس تواباً ، ولكن يسوق لهم من الشدائد ليتوب عليهم.

وبارك الله لكلِّ من تاب بعد مصيبة ، ولكن الأكمل والأقوى أن تعرفه في الرخاء لا في الشِدة، أن تعرفه وأنت غني وأنت قوي .

فما بال أحدنا إذاً ينتظر الشدة أن تقع ، إذاً فليُعدْ إلى الله بلا شدة وبلا تأديب وبلا مشكلة وبلا مصيبة وبلا تضييق ، هذا هو الذكاء ، وهذا هو العقل ، وهذه هي الحِكمة

**من أدب التوبه الى الله وهذا أمر مهم يغفل عنه ىكثير من الناس:{مهم.مهم.مهم}
الله عزَّ وجل يتوب على عبده ابتداء أي يسوق له من الشدائد ما يحمله على التوبة وأما تمام التوبة أن يقبَلُهَا منه وأن يُثبّته عليها ، فمثلاً : لو قال عبد : يا رب أنا تُبتُ إليك ، فهذا الذنب لا أقع فيه مرة ثانية ، ولم يقل : يا رب ثبتني اللهم يا مثبّت القلوب ثبّت قلبي على دينك ، ثبت قلبي على طاعتك . فلو قال أنا تبت واكتفى بمقاله هذا . وقال : لم يبق عليه شيء بعد ذلك ؟ فهذا الذي ينسب التوبة إلى نفسه ويعتدُّ بإرادته وبقدرته على متابعة التوبة ربما ضَعّفَ الله مقاومته ، فوقع في الذنب مرةً أخرى . لذلك تمام التوبة قبولها والثبات عليها لأنَّ الإنسان إذا تاب من ذنب ثم عاد إليه يختل توازنه وينهار ، فلو فعلت هذا الذنب للمرة الألف قبل التوبة أهون من أن تفعله مرة واحدة بعد التوبة ، دققوا ، لأنك إذا فعلته بعد التوبة انهارت معنوياتك وشعرتَ كأنَّ الطريق الى الله عزَّ وجل غير سالك . أما الشيء الذي يُلفت النظر قوله سبحانه وتعالى :

"والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما"
(سورة النساء)
"لَله أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد ومن العقيم الوالد ومن الظمآن الوارد" أعرابي ركب ناقة عليها طعامه وشرابه ، ثم جلس ليستريح فشردت عنه فأيقن بالهلاك فجلس يبكي حتى نام ثم أفاق فرأى الناقة عند رأسه فمن شدة فرحه اختل توازنه فقال : يا رب أنا ربك وأنت عبدي . : يقول عليه الصلاة والسلام : " لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من هذا البدوي بناقته " .

واللُه عزَّ وجل يريد أن يتوب عليكم ، إذا رَجَعَ العبدُ العاصي إلى الله نادى منادٍ في السموات والأرض أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله . " وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا "

جالسْ أهل الدنيا ، جالسْ مع أهل الشهوات ، جالسْ أهل الفجور هذا الفاجر وهذا العاصي يتمنى أن يَجُرَّكَ إليه حتى إنه يقول له : ضعها برقبتي ومَنْ أنت حتى أضع خطيئتي برقبتك ؟ ثم يقول : الله تواب رحيم وغفور رحيم ولا تُدقق فالله لا يدقق فما هذا الكلام ! هذا ما يقوله الضال لمن يضل ، فاسمع وله تعالى : " وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا " يجب أن تُقدّس هذه الإرادة الإلهية ، فالله عز وجل يُريد لكَ الخير، كما يريد لك السعادة الأبدية .

الخلاصه:

تواب : أي أنه لن يتركنا بل يُريدنا ، نحن مطلوبون إليه خلقنا ليرحمنا ، خلقنا ليُسعدنا في الدنيا والآخرة . فافهم أنَّ الحُر تكفيه الإشارة ، فإذا قصّرت يأتي بِكَ
انظر الى النحاس كم هو جميل ، من كثرة الطرق أصبح جميلاً وهكذا المؤمن كلما ازداد عليه الطرق يُصبح أديباً وكلامه يصير مضبوطاً وليسَ عِندَهُ كِبْرْ ولا تطاول ، هذا معنى التأديب الإلهي وهو معنى التواب أي يُعالجك حتى تُصبح نقياً كالمَلَكِ تماماً .

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اذا رجع العبد العاصي الى الله نادى منادٍ في السموات والأرض أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله " .

أستغفر الله التواب الرحيم واتوب اليه ..اللهم اسالك أن ترزقنا التوبه والثبات عليها أميييييين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لج الاجر العظيم انشاء الله
(( يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.