وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين انك حميدً مجيد
للرفع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, اردت التأكد من علمكم النير أزادكم الله فيه ونفع بكم الأمة عن مدى صحة هذه الأحاديث حول صلاة الحاجة وهل ثبتت هذه الصلاة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لمن له حاجة أن يفعلها؟ وهل الحاجة هنا تعني أي حاجة من حوائج الدنيا والآخرة كالزواج برجل صالح أو نيل المغفرة بالآخرة؟ « لِمَنْ كَانَتْ لَهُ إِلى اللهِ حَاجَةٌ » عَنْ عَبدِ اللهِ بنِ أَبي أَوْفى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلى اللهِ حَاجَةٌ أَو إِلى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ ، وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ لْيُثْنِ عَلى اللهِ ، وَلْيُصَلِّ عَلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لِيَقُلْ : لا إِلهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيْمُ ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمينَ ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرِّ ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ ، لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ ، وّلا هَمَّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ ، وَلا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضَاً إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ » . أخرجه الترمذي وابن ماجة وَزَادَ ابنُ مَاجَة بعدَ قَوْلِهِ : « يَا أَرْحَمَ الرَّحِمِينَ » ثُمَّ يَسْأَلُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا شَاءَ فَإِنَّهُ يُقَدَّرُ » . « صَلاةُ الْحَاجَةِ وَدُعَاؤُهَا » وَعَنْ عُثْمَانَ بنِ حَنِيفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ أَعْمَى أَتَى إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أُدْعُ أَنْ يَكْشِفَ لِي عَنْ بَصَرِي قَالَ : أَوَ أَدعَكَ » قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ قَدْ شَقَّ عَلَيَّ ذَهَاُب بَصَرِي ، قاَلَ : « فَانْطَلِقْ فَتَوَضَّأْ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتْينِ ، ثُمَّ قُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلْكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيَّي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ إِني أَتَوَجَّهُ إِلى رَبِّكَ بِكَ أَنْ يَكْشِفَ لِي عَنْ بَصَري ، اللَّهُمَّ شَفَّعْهُ فيَّ وَشَفِّعْنِي في نَفْسِي ، فَرَجَعَ وَقَدْ كَشَفَ اللهُ عَنْ بَصَرِهِ (1) » . أخرجه الترمذي وقال حديث صحيح غريب والنسائي واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم (1) هذا التوجه حدث والنبي صل الله عليه وسلم حي.
الجواب و بالله التوفيق:
الأخت الكريمة : صلاة الحاجة مستحبة عند جمهور الفقهاء ، وهي تصلى عندما تعرض للإنسان حاجة من حوائج الدنيا المشروعة ، فيستحب له أن يتوضأ ويصلي ركعتين لله تعالى، ويسأل الله جل وعلا حاجته سواء كانت من أمور الدنيا أو أمور الآخرة . وقد ذكرها كثير من الفقهاء في كتبهم وسموها صلاة الحاجة ، ومن هؤلاء الإمام النووي ، فقال في كتابه (الأذكار ) (1 / 147) : (باب أذكار صلاة الحاجة) ، ثم ذكر ما ورد فيها ، وما يتعلق بها . وقد وردت فيها بعض الأحاديث منها : 1- حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم ، فليتوضأ وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله وليصل على النبي ثم يقل : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ، أسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ، ولا هماً إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين) . رواه الترمذي والنّسائي والحاكم، وفي سنده كلام لأهل الحديث ، ورواه بن ماجة وفيه زيادة (ثم يسأل الله من أمر الدنيا والآخرة ما شاء ، فإنه يقدر) . قال المنذري في الترغيب والترهيب 1/274 : ( رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما من رواية فايد بن عبد الرحمن بن أبي الورقاء عنه . وزاد ابن ماجه بعد قوله يا أرحم الراحمين : ( ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر )، ورواه الحاكم باختصار ثم قال : أخرجته شاهدا ، وفايد مستقيم الحديث ، وزاد بعد قوله (وعزائم مغفرتك) ، (والعصمة من كل ذنب) . فايد متروك روى عنه الثقات وقال ابن عدي مع ضعفه يكتب حديثه) انتهى كلامه . وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة – (1 / 39) : (وقال ابن حجر في أماليه : وجدت له شاهدا من حديث أنس وسنده ضعيف أيضا أخرجه الطبراني وفي إسناده أبو معمر عباد بن عبد الصمد ضعيف جدا قال وللحديث طريق أخرى عن أنس في مسند الفردوس وفي إسناده أبو هاشم واسمه كثير بن عبد الله كأبي معمر في الضعف وأشد . وأخرجه أحمد بإسناد صحيح من حديث أبي الدرداء مختصرا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلا أو مؤخرا ، …… ، ولصلاة الحاجة ألفاظ وصفات كلها ضعيفة إلا حديث أبي الدرداء وحديث ابن أبي أوفى المذكورين ) انتهى باختصار . والحديث وإن كان فيه ضعف إلا أنه تقوى بالشواهد المشار إليها ، ولو سلمنا أنه ضعيف فهو في فضائل الأعمال ، ويجوز فيها العمل بالضعيف. 2- وورد فيها الحديث الثاني الذي سألتم عنه … ، وهو حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه ، هو حديث صحيح كما قال الحفاظ ، فقد أخرجه أحمد (4/138) ، والترمذي (3578) ، وابن ماجه (1385) في سننهما ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (658-660) ، والطبراني والحاكم (1/313) ، والبيهقي وصححوه . والله تعالى أعلم .
و الله سبحانه و تعالى أعلم