نظرة و فلسفة في حياتنا
عندما ننظر حولنا .. نرى ألوان و أشكال عديدة ترسم لنا حياتنا التي نعيش فيها كل لحظة بشكل مختلف .. عندما تأتي كلمة الحياة إليك الآن .. فإنك مباشرة تربطها بكلمات نسجتها مع الحياة تلقائيًا كأن تقول :" الحياة حلوة و جميلة " أو أن تقول :" ما أتعسها من حياة " . إن الاختلاف في الأراء يكمن نتيجة الحياة التي يعيشها كل فرد منا .. فالحياة ما هي إلا واحدة .. و لكن أبوابها كثيرة ، منها ما يؤدي إلى بر الأمان .. و الآخر قد يؤدي إلى طريق الهاوية ، و أنت يا من تقرأ سطوري لا يمكن أن تتشابه معي أو مع صديقك في طريقة الحياة أو ما يسمى في هذه الأيام (( LIFE STYLE)) .
لو قارنا بين فردين قي هذا المجتمع .. لنقل أنت وزميلك في العمل الذي بجوارك في العمل .. لنفترض أن زميلك موظف متقاعس عن عمله .. يتكل عليك في إنجاز المهام التي من المفترض أن يؤديها ، و كلاكما تحصلان على الراتب نفسه . فأنت تشقى في حياتك أما هو فيأخذ الحياة لهو و سهولة أي أنه يأخذ مبدأ " take it easy" في حياته .. ، كل منكما له أسلوبه في حياته، و لكن نرى أن هناك نوعين من أسلوب الحياة .. الأول إيجابي الذي بولد المشاعر الإيجابية مثل المحبة و الوفاء ، وأما النوع الآخر فهو السلبي الذي يولد المشاعر السلبية مثل : الكذب و الغدر و الكره . فنستنتج من خلال الموقف السابق ، أن أسلوب الحياة لزميل المكتب هو سلبي ؛ لأنه و بكل تأكيد قد ولد مشاعر الكره .. التي تنتمي إلى المشاعر السلبية .
إنّ كل فرد قد يستخدم أيا من نوعي أسلوب المعيشة حتى يصل إلى مبتغاه في هذه الحياة .. قد يكذب ، يسرق ، يقتل … من اجل أن يصل إلى هدفه و غايته .. والذي هو هدف دنيوي زائل .. فلنضرب مثلا في رجل أراد الوصول إلى منصب كبير وراقي .. مثلا منصب وزير ليس من أجل أن يطور بلاده و يجعلا في مصب الدول المتقدمة ، و لا من أجل مساعدة الناس التي تحتاج على من يسندها ماديًا .. بل من اجل تحقيق مصلحته و تقوية نفوذه .. و ما أقصده هو المال فالمال ثم المال … فهو الذي يتكلم في هذه الأيام . ( لديك مال قف جنبي، لا تملك المال ابتعد عني ) .. و أنا برأي إن المال هو الذي جعل النفوس طاغية ظالمة و غسلها من المشاعر الخيرة و النبيلة . قد يستطيع الشخص أن يرسم أحلامه و يلونها بألوان زاهية و وصافية .. لا تعبثها شوائب. من أسلوب راقي وايجابي .. حتى يحصل على شيء إذا لم يفد منه في دنياه ادخره للآخرة ..
فلنضرب مثلاً في ذلك الشخص المتوسط الدخل ، و الذي يتصدق على الفقراء بشكل دوري سواء كان ، يوميا أو شهرياً أو سنويًا .. فهو يعلم أن المال الذي تصدق به لن يضيع عند الله .. فله الحسنات التي تثقل ميزانه يوم الدين .
إن الخداع هو أسلوب من أساليب التي يتخذها البعض حتى يحصلون على ما يريدون .. هناك عدة أسباب يجعلهم يتخذون هذه الوسيلة .. أما كما تطرقنا سابقً عنه هو الحصول على المال .. أو قد يكون لكسب المحيطين بهم.. حيث يتطرقون للحديث عن أشياء بطولية وهمية قاموا بها حتى يعجب بهم المحيطون . إن معظم الأساليب السلبية التي يستخدمها معظم الناس ما هي إلا لتحقيق مآربهم في الحياة ..
و لكن هناك أسلوب فطري يتخذه الناس ينتمي للنوعين ..
ألا و هي الغيرة … من الطبيعي أن يغار الزوج على زوجته أو العكس فهو أسلوب إيجابي دليل على المحبة بين الزوجين .. و هناك الغيرة السلبية … التي قد تكون غيرة الأخ من أخيه الذي ينال الاهتمام الأكثر ، و غيرة الشخص لزميله الناجح .. و غيرها من الغيرة التي تولد المشاعر السلبية و لاسيما البغض و الكره .. حتى أنها يمكن أن تصل إلى حد الانتقام ..
و إن تطرقنا إلى الأساليب الأخرى فستنفد الأوراق .. و يجف الحبر .. لأن الحياة التي نعيشها ما هي إلا قصص وروايات امتزجت لتعطينا الحياة التي تتفاعل معنا و نتفاعل معها، يلعب قي تلك القصص و الروايات أبطال يتلألئون في سطورها .. ألا وهم " نحن" ، قد تمتزج و تختلط قصتي في قصتك أو قصة ابنك او زميلك .. و يرجع هذا إلى أننا نعيش في عالم متشابك كما تتشابك الخيوط لتنتج شبكة متصلة .. فاعلم يا من تقرأ سطوري إن الحياة عبارة عن تحدي مستمر في حلقة مغلقة ليس لها نقطة بداية و لا نهاية .. يولد اليوم شخص و غدا يكبر فيصبح يافعًا ثم يهرم و يشيخ فيموت .. و يولد غيره في هذه الحياة و هكذا دواليك….
فكيف تكون متميزًا عن غيرك ؟ ذلك هو سر الحياة .. بل هو المفتاح لترتقي و تختار طريقك و أسلوبك في الحياة … فاعمل لغد مشرق .. و اجتهد لترتقي .. و اعمل لترتقي