تخطى إلى المحتوى

فن اختيار شريك الحياة

موضوع قريته في أحدى المنتديات وحبيت إني أشاركم بالموضوع في منتدانا::::طبيعة العلاقة الزوجية وأبعادها:

قبل أن نتحدث عن فن اختيار شريك الحياة لابد من معرفة طبيعة العلاقة الزوجية أولاً حتى نعرف متطلبات الإختيار وأهميتها :

أولا: العلاقة الزوجية هى علاقة متعددة الأبعاد بمعنى انها علاقة جسدية , عاطفية , عقلية , اجتماعية وروحية , ومن هنا وجب النظر إلى كل تلك الأبعاد حين نفكر فى الزواج , وأى زواج يقوم على بعد واحد مهما كانت أهمية هذا البعد يصبح مهدداً بمخاطر كثيره .

ثانياً : العلاقة الزوجية علاقة أبدية ( أو يجب أن تكون كذلك ) وهى ليست قاصرة على الحياة الدنيا فقط وإنما تمتد أيضاً للحياة الآخرة .

ثالثا : العلاقة الزوجية شديدة القرب , وتصل فى بعض اللحظات الى حالة من الإحتواء والذوبان .

رابعاً : العلاقة الزوجية شديدة الخصوصية بمعنى أن هناك أسراراً وخبايا بين الزوجين لا يمكن ولا يصح أن يطلع عليها طرف ثالث .

وأكبر خطأ يحدث فى الإختيار الزواجى أن ينشغل أحد الطرفين ببعد واحد ( أختيار أحادى البعد) ولا ينتبه لبقية الأبعاد .

والزواج ليس علاقة بين شخصين فقط وإنما هو أيضاً علاقة بين أسرتين وربما بين عائلتين أو حتى بين قبيلتين أى أن دوائر العلاقة تتسع وتؤثر فى علاقة الزوجين سلباً وإيجاباً , ومن هنا تتضح أهمية أسرة المنشأ والعائلة والمجتمع الذى جاء منهما كل طرف . ومن التبسيط المخل أن يقول أحد الطرفين أنا أحب شريك حياتى ولا تهمنى أسرته أو عائلته أو المجتمع الذى جاء منه , فالشريك لابد وأنه يحمل فى تكوينه الجينى والنفسى ايجابيات وسلبيات أسرته والبيئة التى عاش فيها , ولا يمكن أن نتصور شخصاً يبدأ حياته الزوجيه وهو صفحة بيضاء ناصعة خالية من أى تأثيرات سابقة , بل الأحرى أنه عاش سنوات مهمة من حياته متأثراً بما يحيطه من أشخاص وأحداث تؤثر فى سلوكه المستقبلى , ولهذا قال رسول الله r : " الناس معادن كمعادن الذهب والفضة , خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الإسلام إذا فقهوا " .

* آليات الإختيار :

بعض الناس يعتقدون أن الزواج قسمة ونصيب وبالتالى لايفيد فيه تفكير أو تدبير أو سؤال , وإنما هو أمر مقدر سلفاً ولا يملك الإنسان فيه شىء . وهذه نظرة تكرس للسلبية والتواكل ولا تتفق مع صحيح العقل والدين , فعلى الرغم من أن كل شىء فى الكون مقدر فى علم الله إلا أن الأخذ بالأسباب مطلوب فى كل شىء , ومطلوب بشكل خاص فى موضوع الزواج نظرا لأهميته التى ذكرناها آنفا , ومطلوب أن يغطى كل المستويات الممكنة. لذلك يمكننا تقسيم آليات الإختيار الى ثلاثة مستويات كالتالى :-

1- الرؤية والتفكير :وذلك بان نرى المتقدم للخطبة ونتحدث معه
ونحاول بكل المهارات الحياتية أن نستشف من المقابلة والحديث صفاته وطباعه وأخلاقه وذلك من الرسائل اللفظية وغير اللفظية الصادرة عنه.

2- الاستشاره :بأن نستشير من حولنا من ذوى الخبرة والمعرفه .

3 – الإستخارة :ومهما بذلنا من جهد فى الرؤية والتفكير والإستشارة تتبقى جوانب مستترةفى الشخص الآخر لايعلمها إلا الله الذى يحيط علمه بكل شئ ولا يخفى عليه شئ , ولهذا نلجأ إليه ليوفقنا إلى القرار الصحيح وخاصة أن هذا القرار هو من أهم القرارات التى نتخذها فى حياتنا إن لم يكن أهمها على الإطلاق . والإستخارة هى استلهام الهدى والتوفيق من الله بعد بذل الجهد البشرى الممكن , أما من يتخذ الإستخارة بشكل تواكلى ليريح نفسه من عناء البحث والتفكير والسؤال فإنه أبعد مايكون عن التفكير السليم . والإستخارة تتم بصلاة ركعتين بنية الإستخارة يتبعهما الدعاء التالى : " اللهم إنى أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك فأنت تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب . اللهم إن كان فى هذا الأمر ( ويسمى الأمر قيد الإستشارة ) خير لى فى دينى ودنيايا وعاقبة أمرى فيسره لى واقدره لى , وإن كان فى هذا الأمر شر لى فى دينى ودنيايا وعاقبة أمرى فاصرفه عنى واصرفنى عنه واقدر لى الخير حيث كان ثم ارضنى به " . ونتيجة الإستخارة تأتى فى صورة توفيق وتوجيه فى اتجاه ماهو خير , وليست كما يعتقد العامة ظهور شئ أخضر أو أبيض فى المنام . والإستخارة تعطى للإنسان سندا معنويا هائلا وتحميه من الشعور بالندم بعد ذلك .

* التوافق والتكامل وليس التشابه أو التطابق :

وما يهم فى شريكى الحياة أن يلبى كل منهما احتياجات الآخر بطريقة تبادلية ومتوازنه , وهذا لا يتطلب تشابههما أو تطابقهما وإنما يتطلب تكاملهما بحيث يكفى فائض كل شخص لإشباع حاجات الشخص الآخر .
* أنماط من الشخصيات يجب الإنتباه إليها عند الزواج :

أولاً : شخصيات يصعب الحياة معها :

1

-( الشكاك المتعالى )

:

محور هذه الشخصية الشك فى كل الناس وسوء الظن بهم وتوقع العداء والإيذاء منهم فكل الناس فى نظره أشرار متآمرون . هو شخص لا يعرف الحب أو الرحمة أو التسامح لأنه فى طفولته المبكرة لم يتلق الحب من مصادره الأساسية ( الوالدين ) , لذلك لم يتعلم قانون الحب . وهو دائم الشعور بالإضطهاد والخيانة ممن حوله , وهذا الشعور يولد لديه كراهية وميول عدوانية ناحية كل من يتعامل معهم . ويتخذ عدوانه صوراً كثيرة منها النقد اللاذع والمستمر للآخرين , أو السخرية الجارحة منهم وفى نفس الوقت لا يتحمل أى نقد من أحد فهو لا يخطىء أبداً ( فى نظر نفسه) وهو شديد الحساسية لأى شىء يخصه . وهذا الشخص (الشخص البارانوى)يسمي كذلك في علم النفس) لا يغير رأيه بالحوار أو النقاش فلديه ثوابت لا تتغير , ولذلك فالكلام معه مجهد ومتعب دون فائدة , وهو يسئ تأويل كل كلمة ويبحث فيما بين الكلمات عن النوايا السيئة ويتوقع الغدر والخيانة من كل من يتعامل معهم . وهو دائم الإتهام لغيره ومها حاول الطرف الأخر إثبات براءته فلن ينجح بل يزيد من شكه وسوء ظنه , بل ان محاولات التودد والتقرب من الاخرين تجاهه تقلقه وتزيد من شكوكه . وفى بداية حياته تكون لديه مشاعر اضطهاد وكراهية للناس ولذلك يسعى لامتلاك القوه ( امتلاك المال أو امتلاك المناصب أو غيرها ) فإذا استقرت أوضاعه المالية والاجتماعية ووصل الى مايريده فإنه يشعر بالإستعلاء والفخر والعظمة ويتعالى على الأخرين وينظر اليهم بإحتقار .
والسؤال الآن : كيف نكتشفه فى فترة التعارف أو فى فترة الخطوبة ؟ :
نجده كثير الشك فى نوايا خطيبته , يسألها كثيراً أين ذهبت ومع من تكلمت , وماذا تقصد بكلامها , ويجعلها دائماً فى موقف المتهمة المدافعة عن نفسها , وهو شديد الحساسية تجاه أى نقد , فى حين يتهكم ويسخر من الآخرين بشكل لاذع . وإذا كانت فتاة نجدها شديدة الغيرة بشكل مزعج حتى من أقرب الناس شديدة الحساسية لأى كلمة أو موقف , كثيرة الشك بلا مبرر , وخطيبها فى نظرها كذاب ومخادع وخائن , تعبث فى أرقام الهاتف لتعرف أرقام من يتصلون به , وتتنصت على مكالماته وتعبث فى أوراقه أو أجنداته أو درج مكتبه للبحث عن دلائل الخيانة . وهذه الشخصيات لايجد الطرف الآخر أى فرصة معها للسعادة فالوقت كله مستنزف فى تحقيقات واتهامات ودفاعات وطلب دلائل براءة ودلائل وفاء .

والسمات البارانوية ربما نجدها بشكل ما فى العوانس والمطلقين والمطلقات وفى الأشخاص ذوى الميول المتطرفة .

والحياة الزوجية مع هذه الشخصيات بهذه المواصفات تكون أمراً صعبا وأحيانا مستحيلاً .

2- الشخصية النرجسية ( الطاووس – المتفرد – المعجبانى ) :

وكلمة النرجسية جاءت من اللغة اليونانية من لفظ Narcissus ومصدرها أسطوره يونانية تقول أنه كان شاباً يونانياً يجلس أمام بركة ماء فأعجبته صورته فظل ينظر إليها حتى مات . فالنرجسى معجب بنفسه أشد الإعجاب , يرى نفسه أجمل البشر وأذكاهم وأقواهم , يعتقد أنه متفرد بكل صفات التفوق ’ وبالتالى هو محور الكون , والكل يدورون حوله يؤدون له واجبات الولاء والطاعه ويهيئون له فرص النجاح والتفوق ويمتدحون صفاته المتفرده . تعرفه حين تراه فهو شديد الاهتمام بمظهره وبصحته وبشياكته , يتحدث عن نفسه كثيراً وعن إنجازاته وطموحاته . مغرور الى درجة كبيرة لايرى أحداً بجواره . يستخدم الأخرين لخدمة أهدافه ثم يلقى بهم بعد ذلك فى سلة المهملات . ليس لديه مساحة للحب , فهو لا يحب إلا نفسه وإذا اضطر للتظاهر بالحب فإن حبه يخلو من أى عمق وأى دفء . يميل كثيراً للتباهى والشهرة والظهور ويهتم بهذه الأشياء أكثر من أهتمامه بجوهر الأشياء .

ربما يستطيع من خلال تقديره العالى لذاته أن يحقق نجاحات شكلية ظاهرية تدعم لديه شعوره بالتميز , ولكن الحياة معه تكون غاية فى الصعوبة فهو غير قادر على منح شريكة حياته ( أو شريك حياتها ) أى قدر من الحب بل هو يستغل الشريك لصعود نجمه وتألقه ثم يلقيه بعد ذلك فى أقرب سلة مهملات اذا وجد أنه استنفذ أغراضه .

3- الشخصية الهيسترية (الدرامية – الاستعراضية – الزائفة)

هذه الشخصية نجدها أكثر فى الفتيات والنساء عموماً , وهى شخصية مثيرة للجدل ومحيرة وتشكل هى والشخصية السيكوباتية أهم الشخصيات التى كتبت فيهن الأشعار وعنهن الروايات . فهى شخصية تضع من يتعامل معها فى حيرة وتناقض , تراها غالباً جميلة أو جذابة , تغرى بالحب ولا تعطيه , تغوى ولا تشبع , تعد ولا تفى , والويل لمن يتعامل معها . تبدى حرارة عاطفية شديده فى الخارج فى حين أنها من الداخل باردة عاطفياً. تبدى إغواءاً جنسياً يهتز له أقوى الرجال , فى حين أنها تعانى من البرود الجنسى فى الحقيقة , وتكره العلاقة الجنسية وتنفر منها . تعرفها من اهتمامها الشديد بمظهرها , فهى تلبس ألوانا صارخه تجذب الأنظار مثل الأحمر الفاقع والأصفر الفاقع والأخضر الزاهى والمزركشات . وحين تتكلم تتحدث بشكل درامى وكأنها على المسرح وتبالغ فى كل شىء لتجذب اهتمام مستمعيها . ولها علاقات متعددة تبدو حميمية فى ظاهرها لأنها قادرة على التلويح بالحب وبالصداقه , ولكن فى الحقيقة هى غير قادرة على أى منها . وفى بدايات العلاقة تراها شديدة الحماس وترفع الطرف الأخر فى السماء ولكن بعد وقت قصير يفتر حماسها وتنطفىء عواطفها الوقتية الزائفة وتهبط بمن أحبته إلى سابع أرض .

يتعلق بها الكثيرون لجمالها وشياكتها وأحيانا لجاذبيتها وإغرائها , ولكنها تكون غير قادرة على حب حقيقى , وهى متقلبة وسطحية وخادعة ومخدوعة فى نفس الوقت , وبالتالى فإن الحياة الزوجية معها تبدو صعبة .

وهى شخصية هشة غير ناصجة , عندما تواجه أى ضغط خارجى لا تتحمله فيحدث لها أعراض هستيرية ( إغماء – تشنج – شلل هستيرى – فقد النطق – أو غيره ) وذلك لجذب التعاطف والإهتمام ممن حولها وإذا لم تجد ذلك فهى تهدد بالإنتحار بطريقة درامية وربما تحاوله بعد أن تكتب خطاباً رومانسياً أو تهديدياً كل هذا بهدف استعادة الاهتمام بها .

وهى انانية لا تهتم إلا بنفسها , ولا تستطيع الإهتمام بزوجها أو بيتها أو أبنائها , لذلك فهى زوجة فاشلة وأم فاشلة تقضى معظم الوقت فى شراء الملابس والمجوهرات والإكسسوارات وتقضى بقيته فى التزين والفرجة على نفسها فى المرآة واستعراض كل هذا فى المناسبات والحفلات .

4- الشخصية السيكوباتية (النصاب – المحتال – المخادع – الساحر):

كذاب , مخادع , محتال , نصاب , عذب الكلام , يعطى وعوداً كثيراً , ولا يفى بأى شىء منها . لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد وليس لديه ولاء لأحد ’ ولكن كل ولائه لملذاته وشهواته . يسخر الجميع للاستفادة منهم واستغلالهم وأحيانا ابتزازهم .لا يتعلم من أخطائه ولا يشعر بالذنب تجاه أحد . لا يعرف الحب , ولكنه بارع فى الإيقاع بضحاياه حيث يوهمهم به ويغريهم بالوعود الزائفة , ويعرف ضعفهم ويستغلهم . عند مقابلته ربما تنبهر بلطفه وقدرته على استيعاب من أمامه وبمرونته فى التعامل وشهامته الظاهرية المؤقته ووعوده البراقة , ولكن حين تتعامل معه لفترة كافية أو تسأل أحد المقربين منه عن تاريخه تجد حياته شديدة الإضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال اللاأخلاقية , وربما يكون قد تعرض للفصل من دراسته أو من عمله أو دخل السجن بسبب قضايا نصب أو احتيال أو انتحال شخصيات , أو أنه يتعاطى المخدرات بكثرة . وهذا النموذج يعرفه أصحاب الخبرة فى الحياة ولكن تنخدع به الفتيات الصغيرات , فهو ينصب الفخ لفتاة قليلة الحظ من الجمال ويوهمها بالحب , ومن خلال هذا الوهم يبتزها ويستنزفها ( ماديا أو جنسيا ) , ويدفعها للصراع مع أهلها لإرغامهم على الموافقة على الزواج منه , وإذا حاولوا أن ينصحوها بالإبتعاد عنه ( لما يعرفونه عنه وعن أسرته من انحراف ) تزداد هى عنادا وتمسكا به , وإذا وافق الأهل مضطرين تحت ضغط ابنتهم المخدوعة وإلحاحها فإنه سرعان ما يتهرب منها ويغدر بها , وإذا حدث وتزوجها فإنه يذيقها الأمرين بسبب نزواته وانحرافاته وفشله وعدم تقديره للمسئولية .

5- الشخصية الإدمانية ( الباحث عن اللذة دائماً ) :

هذا الشخص دائماً لديه رادارا يبحث عن اللذة فى أى شىء وفى أى موقف فاللذة هى المحرك الأساسى لسلوكه ولذلك نراه يجرب سائر أنواع المخدرات والمسكرات ويفاضل بينها وينشغل بها , ويجرب سائر أنواع العلاقات العاطفية والجنسية بحثاً عن الأكثر لذة والأكثر متعة , فهو أولاً وأخيراً ذواقة للأشياء وللبشر ولا يعرف الوفاء لأى شىء ولا لأى شخص وبالتالى لا تدوم معه الحياة ولا يشعر بالمسئولية الدائمة تجاه أحد . وحياته شديدة التقلب شديدة الإضطراب . تعرفه وهو يمسك بالسيجارة ويستنشق دخانها بعمق شديد منسجما ومستمتعا , وتجد لديه تعلقات كثيرة بمشروبات أو مأكولات فهو عاشق متيم بالتدخين وبفنجان القهوة وبسيجارة الحشيش أو البانجو , وكثير التعاطى للمهدئات والمسكنات والمنشطات والمسكرات . والمرأة بالنسبة لهذا الشخص لا تعدو كونها موضوع جنسى استمتاعى مثل أى شئ يستمتع به ثم يلقيه على قارعة الطريق مثل الزجاجات الفارغة أو يضعها فى الطفاية مثل أعقاب السجائر .

وهو رغم ذلك عذب الحديث وجذاب بالنسبة للجنس الآخر ويوهمهم بأنه عازم على ترك إدمانه وأن الحب هو الدواء العظيم له , وتنخدع الضحية وتعتقد أنها ستقوم بدور عظيم فى علاج وهداية هذا الشاب الطيب الذى ظلمته الحياة وظلمه الناس ولم يفهموه , وتصر على إتمام الخطبة والزواج منه رغم معارضة أهلها لما يعرفوه عنه من سلوك إدمانى , وبعد ذلك تحدث الكارثة وتكتشف المخدوعه أن الإدمان فى دمه وليس فى يده .

وعلامات هذه الشخصية التى يمكن أن تظهر فى فترة التعارف أو الخطوبة : التدخين بشراهه , استعمال أنواع متعددة من المخدرات والمسكرات وليس شرطاً أن يكون مدمنا لها جميعاً , تعدد علاقاته العاطفية والجنسية , إضطراب مسار عمله .

ثانيا : شخصيات يمكن التعايش معها مع بعض المتاعب والمشكلات

1- الشخصية الوسواسية (المدقق – العنيد – البخيل):

والشخص الوسواسى يلتزم التزاماً صارماً بالدقة الشديدة والنظام الحرفى فى كل شىء ويهتم بالتفاصيل الصغيرة ولا يدع أى شىء دون مناقشته وبحثه بشكل مرهق وهو عنيد لا يتنازل عن شىء ولا يتسامح فى شىء , وهو حريص وحرصه يصل أحياناً لدرجة البخل , وعقلانى لا يولى المشاعر اهتماما . وعلاماته فى فترة الخطوبه أنه يسأل عن كل التفاصيل ويعمل لكل شىء ألف حساب ويكون ممسكاً جداً فى الإنفاق وفى الهدايا , ومشغولاً بحساب كل شىء . وبخل الوسواسى لايتوقف عند المال فقط , فكما أنه بخيل مادياً فهو بخيل عاطفياً لا يعبر عن مشاعره ولا يحوط شريكة حياته بعواطفه فالحياة لديه جافة وعقلانيه و محسوبه بدقة .

وربما يسأل سائل : وما فائدة الحياة معه إذن , ولماذا يتحمله شريكه أو شريكته ؟

والإجابة هى أن الوسواسى على الرغم من صفاته السابقه إلا أنه إنسان منظم , دقيق , ذو ضمير حى يحاسبه على كل صغيرة وكبيرة , ولديه شعور عال بالمسئولية , ويعتنى بعمله عناية فائقة وينجح فيه , ويعتنى أيضاً بإحتياجات أسرته ( المادية) فى حدود رؤيته لهذه الإحتياجات ( الأساسية فقط ) , وهو حريص على استمرارية الأسرة لأنه لايميل للتغيير كثيراً , ولا يهتم بإقامة علاقات عاطفية خارج إطار الزواج , فهو زوج محترم ومسئول على الرغم من بخله وجفاف عواطفه .

2- الشخصية الحدية (المتقلب فى مشاعره وعلاقاته وقراراته وعمله).

هذا الشخص ( سواء كان رجلاً أم أمرأه ) نجده شديد التقلب فى مشاعره فهو يغضب بسرعه ويهدأ بسرعه ويفرح بسرعه ويتقلب بين المشاعر المختلفة بشكل عنيف فى لحظات قصيرة . والناس يصفونه بأنه سريع الإنفعال ولكنه يمكن أن يهدأ سريعاً فهو " قلبه طيب " , ولكن فى الحقيقة هذا الشخص يدمر أشياء كثيرة مهمة فى حياته أثناء لحظات غضبه ولذلك يمكن أن يخسر صديقاً عزيزاً أو زوجة مخلصة أو عملاً مهماً . وهذا يجعلنا نتوقع تقلبات موازية فى العلاقات بالآخرين فعلاقاته لا تستمر كثيراً , وأيضاً فى العمل نجده ينتقل من عمل لآخر ولا يستقر على شىء , وهذه علامات يمكن معرفتها من تاريخه الشخصى ويمكن أيضا رصدها فىفترة الخطوبة . وصاحب هذه الشخصية ( أو صاحبتها ) يمر كثيراً بفترات إكتئاب ويمكن أن تراوده أفكار انتحارية , وبعضهم يلجأ لتعاطى المخدرات فى محاولة للسيطرة على تقلباته الإنفعالية واضطراب علاقاته الإنسانية واضطراب مساره فى العمل .

3- الشخصية السلبية الإعتمادية (ابن أمه – أو بنت أمها):

هذه الشخصية لا تستطيع اتخاذ قراراً أو عمل أى شىء بمفردها بل تحتاج دائماً للآخرين فى كل شىء , فليست لديها القدرة على المبادره أو القدره على التنفيذ وإنما هى تعمل فقط بتوجيه من الآخرين وأحياناً لا تعمل على الإطلاق وتنتظر من الآخرين العون والمساندة طول الوقت . وهو إن كان شاباً نجده يأتى للخطبة مع أمه وهى تتحدث بالنيابة عنه طول الوقت , وفى زياراته التالية لا يستطيع البت فى أى شىء دون الرجوع لأمه ( أو أبيه أو أخيه الأكبر ) . فلا بد من وجود أحد فى حياته يعتمد عليه ’ وإن كانت فتاه نجد أمها تحركها كما تشاء وتسيطر على علاقتها بخطيبها أو زوجها فتتدخل فى كل شىء فى علاقتها. وهذا الشخص فى حالة كونه زوجاً يحتاج من زوجته أن تقوم بكل شىء وتتحمل مسئولية الأسرة ويصبح هو فى خلفية الصورة دائماً وهذا يشكل عبئاً على الزوجة إضافة إلى احساسها المؤلم بضعف زوجها وسلبيته , ومع هذا نجد أن هذ الزوج مطلوب جداً من المرأة المسترجلة قوية الشخصية لأنها ترغب أن تكون هى الأقوى فى العلاقة الزوجية .

4- الشخصية الإكتئابية (الحزين – المهزوم – اليائس):

وهو ( أو هى ) شخصية كئيبة لا ترى فى الحياة إلا الآلام والدموع والبؤس والشقاء والمشاكل , ويرى نفسه سيئاً والحياة سيئة والمستقبل مظلم . وهذا الشخص نجده دائماً يتحدث عن المصاعب والمشكلات والمعوقات والمآسى , وهو غير قادر على المبادرة أو المثابرة , بل ينهزم سريعاً أمام أية مصاعب وييأس بسرعة . وهذه المشاعر الكئيبة اليائسة تنتقل إلى من يتعامل معه فيشعر معه بهذا البؤس واليأس ويعيشان معاً فى جو من الكآبة والهزيمة والتشاؤم . وفى هذا الجو لا نتوقع إنجازات كبيرة ذات قيمة لأن الشخصية الإكتائبية تعيش حالة من العدمية لا تسمح كثيراً بالنجاح والتميز .

5- الشخصية النوابية (تقلبات المزاج الدورية):

هذا الشخص نجده لعدة أيام أو أسابيع ( وأحيانا شهور ) مرحاً منطلقاً نشيطاً ومليئاً بالحيوية والأفكار ثم يتبع ذلك فترة نجده وقد انقلب حزيناً منطوياً يائساً ومتردداً . وهكذا تستمر حياته بين تقلبات المرح والإكتئاب . وهذه الشخصية منتشرة بين المبدعين والمفكرين , وهى شخصية ثرية وساحرة ومتعددة الألوان والمستويات , ولكنها تحتاج من الطرف الآخر جهداً كبيراً لمواكبة هذه التغيرات النوابية من النقيض إلى النقيض .

6- الشخصية فصامية الشكل (غريب الأطوار والأفكار):

هذا الشخص نعرفه من ملابسه الغريبة غير المتوافقه مع المجتمع الذى يعيش فيه حيث تتسم بالغرابة , وأيضاً أفكاره وكلامه نجد فيه نفس الغرابة فنجده مثلاً يهتم بشىء هامشى ويعتبره قضية محورية ( مثل ثقب الأوزون أو مثلث برمودا أو انواع معينة من الكائنات أو الأطباق الطائرة أو الظواهر الخارقة للعادة ) . وسلوكه أيضاً يتسم بالغرابة ولهذا يصفه الناس بأنه غريب الأطوار " لاسع " " مخه ضارب " على الرغم من أنه ليس مجنوناً . ومن السهل التعرف عليه فى فترة الخطوبة من خلال آرائه الغريبه واهتماماته الهامشية وملابسه وكلامه وجلسته . وهذا الشخص يكون أكثر قابلية للإصابة بمرض الفصام , وهو يميل إلى العزلة حيث يعيش عالما خاصا به يشكله من أفكاره وتخيلاته الذاتية , ومع هذا لايفقد صلته تماما بالواقع فهو يتصل به على قدر حاجته الضرورية منه .

* فارق السن :

هناك سؤال يردده كثير من الناس :ما هو فارق السن المثالى بين الزوج والزوجة ؟

وللإجابة عن هذا السؤال نستخدم نتائج الإحصاءات حول التوافق الزوجى , فقد وجد أن أفضل فارق فى السن هو أن يكبر الرجل المرأة بــ 3 – 5 سنوات , ولكن حين يزيد هذا الفارق عن 10 سنوات تبدأ علامات عدم التوافق فى الظهور , لأن فارق أكثر من 10 سنوات ربما يجعل كلاً من الزوجين ينتمى الى جيل مختلف تماماً وبالتالى تختلف اهتماماتهما وأفكارهما بشكل كبير ربما يجعل التفاهم والتوافق يمر ببعض الصعوبات , فالفتاة الصغيرة ترغب فى المرح والإنطلاق والإستكشاف فى حين يميل زوجها العجوز إلى الجدية والهدوء والتأمل والإستقرار , هذا فضلا عن الفوارق فى الإحتياجات العاطفية والجنسية .

وقد خطب أبو بكر وعمر رضى عنهما فاطمة بنت رسول الله r فقال : " إنها صغيرة " , فلما خطبها علىّ رضى الله عنه زوجها إياه . وقد يقول قائل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة رضى الله عنها وهى صغيرة وكان يكبرها بكثير , والإجابة هنا أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصيته المبنية على كونه رسولا وأيضا على خصائصه الشخصية المتفردة , وقد اتضح ذلك بعد زواجه من السيدة عائشة حيث كان قادرا على إسعادها بكل الوسائل فكان يسابقها ويلاعبها ويمازحها ويلطف بها وكانت هى غاية فى السعادة بزوجها العظيم رغم فارق السن .

وهذا يجعلنا نقول أن القاعدة العمرية – على الرغم من أهميتها – لها استثناءات فى ظروف بعينها كما سنرى لاحقا .

* أنماط الزيجات:

هناك ثلاث أنماط رئيسة للزيجات قائمة على فارق السن وعلى الدور الذى يلعبه كل شريك مع الأخر :

1- الزوجه الأم : وهى غالباً أكبر سناً من الزوج وتقوم هى بدور رعايته واحتوائه .

2- الزوجه الصديقة : وهى قريبة فى السن من زوجها ولهذا فالعلاقة بينهما تكون علاقة متكافئة , أقرب ما تكون الى علاقة صديقين يرعى كل منهما الاخر بشكل تبادلى .

3- الزوجة الإبنة : وهى تصغر الزوج بسنوات كثيرة , ولذلك يتعامل معها كطفلة يدللها ويرعاها ويتجاوز عن أخطائها , بينما تلعب هى دور الطفلة وتسعد به .

وربما يسأل سائل : ما هو النمط المثالى من بين هذه الأنماط ؟ .. والإجابة هى : ان الزواج مسألة توافق بين الطرفين , فكلما كان كل طرف يلبى احتياجات الآخر كان التوافق متوقعاً ومن هنا يصعب القول بأن نمطاً محدداً هو النمط المثالى حيث أن لكل زوج وزوجة احتياجات متباينة يبحث عنها فى نمط معين يلبى هذه الإحتياجات , وإن كانت القاعدة العامة هى أن يكبر الزوج الزوجة ويسيقها فى مراحل النضج النفسى والإجتماعى .

والرسول صلى الله عليه وسلم كان له فى حياته هذه الأنماط الثلاثة من الزيجات , فقد كان له الزوجة الأم ممثلة فى السيدة خديجة رضى الله عنها وكأنما كان يعوض بها حنان الأم الذى افتقده وهو صغير , وكان وجودها مهما جدا فى هذه الفترة من حياته حيث كان فى حاجة إلى من يحتويه ويرعاه ويسانده خاصة فى المراحل الأولى من الدعوة . وتزوج فى مراحل تالية الزوجة الصديقة متمثلة فى السيدة حفصة والسيدة زينب بنت جحش ثم كان له نمط الزوجة الإبنة ممثلا فى السيدة عائشة والتى اقترن بها فى مرحلة من عمره استقرت فيها الدولة والرسالة وأصبح فى وضع يسمح له برعاية واحتواء وتدليل زوجة صغيرة , وكأنما كان صلى الله عليه وسلم يواكب احتياجات فطرته كما يواكب احتياجات رسالته , فزيجاته كانت تحقق فى مراحلها وأنماطها المختلفة تلبية لاحتياجات فطرية مشروعة وتلبية لاحتياجات الرسالة من مصاهرة وتقوية صلات ورواية حديث ورعاية أسر مات عائلها .

* التكافؤ :

وهو يعنى تقارب الزوجين من حيث السن والمستوى الإجتماعى والثقافى والقيمى والدينى , ذلك التقارب الذى يجعل التفاهم ممكناً حيث توجد مساحات مشتركة تسمح بدرجة عالية من التواصل بين الطرفين . وكثيراً ما يحاول المحبون القفز فوق قواعد التكافؤ اعتقاداً بأن الحب كفيل بتجاوز الحدود العمرية والإجتماعية والثقافية والدينية , ولكن بعد الزواج حين تهدأ حرارة الحب تبدأ هذه العوامل فى التكشف شيئاً فشيئاً وينتج عنها عوامل شقاق عديدة .

وكلما توافر للزواج أكبر قدر من عوامل التكافؤ كلما كانت احتمالات نجاحه أعلى . وهذه القاعدة لها استثناءات عديدة فأحيانا يكون هناك عاملا أو عاملين من عوامل التكافؤ مفقودا ولكن يعوضه أو يعوضهما عوامل أخرى أكثر قوة وأهمية .

* سوء التوافق المحسوب :

أحياناً نجد زوجين بينهما اختلافات هائلة فى العمر أو فى المستوى الإجتماعى أو الثقافى أو الدينى , وهذه الإختلافات تنبىء باضطراب التوافق بينهما , ولكننا نجد فى الواقع أنهما متوافقين ( أو على الأقل متعايشين رغم مابينهما من عوامل شقاق ) , والسبب فى ذلك أن كلا منهما يحتاج الآخر على الرغم مما بينهما من سوء توافق ظاهرى , فمثلاً نجد زوجة حسناء صغيرة السن قد تزوجت رجلاً يكبرها كثيراً فى السن , فنحن نتوقع لها التعاسة , ولكنها فى الحقيقة متوافقة لأن المال والحياة المرفهة تعنى الكثير بالنسبة لها وهى لاتستطيع الإستغناء عنها , إضافة إلى أن هذه الزوجة الصغيرة افتقدت فى طفولتها حنان الأب وهى فى حاجة شديدة إلى من يعوضها هذا الحنان لذلك نجدها تنفر من أبناء جيلها وتعتبرهم شباب طائشين غير ناضجين وتتوق إلى الزواج من شخص ناضج حتى ولو كان يكبرها بسنوات عديدة . أو أننا نرى زوجة قوية ومسترجلة تقود زوجها وتسيطر عليه , فنتوقع أنهما غير سعيدين , ولكن فى الواقع نجد أنهما متوافقين لأن الزوج لديه الرغبة فى أن يحتمى بأحد وأن يرعاه أحد , فيجد ذلك عند زوجته , خاصة إذا كان قد حرم حنان الأم فيحتاج إلى أن يلعب دور الطفل مع زوجة تلعب دور الأم . وهناك الكثير من الخيارات التى تبدو شاذة أو غريبة ولكنها فى الحقيقة تحقق هذه الحالة من عدم التوافق المحسوب .

ومن المفارقات أن نجد فتاه عانت من قسوة أبيها واستبداده ومع هذا نجدها عند زواجها قد اختارت زوجاً قاسياً مستبداً وكأنها قد أدمنت العيش تحت السيطرة والقهر فلا تستطيع أن تحيا بغير هذا النمط من الرجال , ونجدها تفعل ذلك وتتوافق معه على الرغم من شكواها المستمرة من القسوة والإستبداد .

* أهمية أسرة المنشأ :

تلعب أسرة المنشأ دوراً هاماً فى تشكيل شخصية شريك الحياة , فالشخص الذى عاش فى جو أسرى هادىء ودافىء فى حضن أبوين متحابين متآلفين ومع إخوة وأخوات يتعلم معهما وبهما معنى العيش مع آخرين , هذا الشخص نتوقع نجاحه أكثر فى الحياة الزوجية لأن نموذج الأسرة بكل أركانها يكون مطبوعاً فى برنامجه العقلى والوجدانى , فهو أكثر قدرة على أن يحب ويحب , وأن يعطى ويأخذ وأكثر قدرة على العيش المستقر الدائم مع شريك الحياة . وعلى العكس من ذلك نجد أن الشخص الذى رأى وعاش تجربة انفصال والديه وتفكك الأسرة , نجده أكثر قدرة على الهجر وعلى الإنفصال عن شريكه , لأنه تعود على الهجر وتعود على الإستغناء عن الآخر , ولا يجد صعوبة فى ذلك , كما أن نموذج الأسرة ليس واضحاً فى عقله ووجدانه .

وقد قام " والتر ترومان " وهو أستاذ لعلم النفس بأحد الجامعات الألمانية بدراسة طبائع الشبان والشابات بناءاً على ترتيبهم أو ترتيبهن فى أسرة المنشأ ومناسبة النماذج المختلفة لبعضها البعض فوجد التالى :

– الفتاة التى تبحث عن قوة الشخصية والثروة عليها أن تركز جهودها فى البحث عن أكبر إخوته فهو ( عادة ) أكثرهم توفيقاً ونجاحاً و( عادة ) أقواهم شخصيه وأقدرهم على فهم الناس وعلى الإنجاز .

– وإذا كانت تبحث عن الحنان فستجده فى قلب شاب له أخوات أصغر منه .

– وإذا كانت تبحث عن زوج ضعيف الشخصية تحركه كيف تشاء , فإنها تجد هذا فى أصغر الأبناء فى الأسرة فهو قد تعود على تلقى الأوامر والتعليمات ولم يتعود على إصدارها والعروس التى تبحث عن هذا النمط من الأزواج هى ( عادة ) الأخت الكبرى والتى قد تعودت أن تكون صاحبة الرأى والسلطة .

– والعريس الملائم لأصغر أخواتها هو أكبر إخوته فقد تعود أن يكون الحاكم بأمره , وتعودت هى على تلقى الرعاية وتلقى الأوامر .

* سر الإنجذاب السريع لبعض الأشخاص (الحب من اول نظرة):

يرجع ذلك إلى الإحتمالات التالية منفردة أو مجتمعة : .

1- الخبرات المبكرة فى الحياة , حيث ارتبطت فى أذهاننا صور بعض الأشخاص الذين ربطتنا بهم ذكريات ساره أو قاموا برعايتنا , لذلك حين نقابل أحداً يشترك فى بعض صفاته مع أولئك الذين أحببناهم فإننا نشعر ناحيته بالإنجذاب , وهذا الشعور يكون زائفاً فى كثير من الأحيان فليس بالضرورة أن يحمل الشخص الجديد كل صفات المحبوب القديم بل ربما يتناقض معه أحياناً رغم اشتراكهما فى بعض الصفات الظاهرة .

2- قد يكون الإنجذاب سريعاً وخاطفاً ولكنه قام على أساس اكتشاف صفة هامة وعميقة فى المحبوب , وهذه الصفة لها أهمية كبيرة لدى المحب وهو يبحث عنها من زمن وحين يجدها ينجذب إليها وقد تكون شخصية المحبوب محققة لذلك التوقع وقد لا تكون كذلك .

وهذه هى أهمية اللقاء الأول والذى يحدث فيه ارتياح وقبول وألفة أو العكس بناءاً على البرمجة العقلية السابقة والصور الذهنية المخزونة فى النفس . واللقاءات التالية إما أنها تؤكد هذا اللقاء الأول أو تعدله أو تلغيه .

* الحب والعناد :

حين يستحكم الحب من شخص فإنه يكون فى غاية العناد فلا يستطيع سماع نصيحة من أحد ولا حتى سماع صوت عقله , فهو يريد أن يعيش حالة الحب فى صفاء حتى ولو كان مخدوعاً , فلذة الحب لديه تفوق أى اعتبارات منطقية , وكلما زادت مواجهة هذا المحب كلما زاد إصراره , ولذلك من الأفضل أن يترك دون ضغوط ليرى بنفسه من خلال المعايشة الحقيقية ( خطوبة مثلاً ) أن فى محبوبه عيوباً لم يكن يدركها فى حالة سكره وعناده , وبالتالى يستطيع هو تغيير رأيه بنفسه , أى أننا ننقل المسئولية إليه ( أو إليها ) حتى يفيق من سكرة الحب ويخرج من دائرة العناد . وهذا الموقف نقابله كثيرا لدى الشباب حيث يصر أحدهم على شخص معين بناءا على عاطفة حب قوية وجارفة ولا يستطيع رؤية أى شئ آخر , وتفشل كل المحاولات لإقناعه ( أو إقناعها ) , وكلما زادت محاولات الإقناع كلما زاد العناد , ويصبح الأمر صراع إرادات تختفى خلفه عيوب المحبوب وتضعف بصيرة الحبيب إلى أقصى درجة , والحل الأمثل فى مثل هذه الحالات هو الكف عن محاولات الإقناع ( وهذا لايعنى عدم إبداء النصيحة الخالصة للطرف المخدوع ) , وترك الطرف المخدوع والمستلب ( تحت وهم الحب ) يخوض التجربة بنفسه ( أو بنفسها ) من خلال إعلان الأهل قبولهم للأمر – رغم معرفتهم بآثاره السلبية – وهنا ومن هذه النقطة تبدأ الحقائق تتكشف رويدا رويدا أمام الطرفين فى فترة التعارف أو مقدمات الخطوبة أو فى فترة الخطوبة ذاتها , وفى أغلب الأحوال يراجع الطرف المخدوع نفسه كليا أو جزئيا وربما تراجع عن هذا الأمر . وفى حالة عدم التراجع فالأفضل للأهل أن يقبلوا هذا الأمر الواقع بعد إبداء النصيحة اللازمة وليتحمل الطرف المصر على ذلك مسئوليته , وفى هذه الحالة سوف تكون هناك خسائر ولكنها ستكون أقل بكثير من اتخاذ الأهل موقف عناد مقابل .

* الإحتياج أساس مهم للعلاقة الزوجية :

والإحتياج هنا كلمة شاملة لكل أنواع الإحتياج الجسدى والعاطفى والعقلى والإجتماعى والروحى . ولذلك فالذين لا يحتاجون لا ينجحون فى زواجهم , فالأنانى يفشل والبخيل يفشل والنرجسى يفشل والمصلحى يفشل لأنهم لا يشعرون بالإحتياج الدائم لطرف آخر , او أن احتياجتهم سطحية نفعيه مؤقته .

* أصحاب التجارب السابقة :

هناك اعتقاد بأن صاحب التجربة السابقة فى الزواج ( أو صاحبتها ) يكون أقرب للنجاح فى علاقته الزوجيه نظراً لخبرته ودرايته , ولكن هذا غير صحيح , فالزواج علاقة ثنائية شديدة الخصوصية فى كل مرة , ونتائج الخبرة السابقة لا يصلح تطبيقها مع الشريك الحالى لأن كل إنسان له احتياجاته الخاصة به , بل على العكس قد تكون الخبرة السابقة عائقاً فى التواصل مع الشريك الحالى حيث يعتقد صاحب الخبرة أن عوامل النجاح أو الفشل فى التجربة السابقة يمكن تعميمها فى العلاقة الحالية وهذا غير صحيح , وربما يحمل صاحب الخبرة مشاعر سلبية من الطرف السابق يسقطها على الطرف الحالى دون ذنب وربما هذا يجعلنا نفهم حديث رسول r حين علم بزواج جابر بن عبد الله من امرأة ثيب فقال له : " هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك " , فالزوجان اللذان يبدآن حياتهما كصفحة بيضاء أقرب للتوافق من زوجين يحمل أحدهما أو كليهما ميراث سابق ربما يعوق التوافق الزوجى ويشوش على الموجات الجديدة .

وأخيرا هذه كانت علامات على الطريق يسترشد بها المقدمون على الزواج أو آبائهم وأمهاتهم أخذا بالأسباب الممكنة , ولكن فى النهاية نسأل الله التوفيق لشريك يرعى الله فى شريكته.

شو هااااااااااااااااااا ):

29 زيارة
0 مشاركة

والله أدري إن الموضوع طويل …حتى أنا في البداية ما قريته ..ب.س يوم بديت أقراه قلت لازم أخلصه لين الأخير لأنه فعلا شيق ومفيد …

معلومات جدا مهمه انا استفدت منها بصراحه مشكوره على النقل

تسلمييييييييييين ع الموضوع القيييم

الله يوفقج

مشكووووووووووورة

يسلموووووووووووو

مع ان الموضوع وايد طويل

خليجية

رووعة,,
مشكــووورة غنــاتي..ويزاج الله خييير عالموضوع الحلـو..
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.