السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آفاق الوحدة العضوية
في قصيدة "خواطر عانس"
ربما يأتي .. إذا صليتُ في جُنْحِ المساءْ
ربما يأتي .. إذا صعَّدتُ لله الدعاءْ
• • •
ربما يأتي .. إذا رَجرَجتُ في عينيَّ دمعةْ
أو إذا أشعلت في ليل الحزانَى ضوء شمعةْ
• • •
ربما يَنسَلُّ من خلف مجاهيل المدى
ليدقَّ الباب دقاتٍ رقيقات الصدى
• • •
آهِ .. كم يشتاق بابي نقرات من يديه
وجداري الساهم الظمآن كم يهفو إليه
• • •
كل ما في البيت مشدود الذراعين يصلي
مِخْدَعي الباكي .. إناء الزهر .. أحلامي وظلي
• • •
حُزْمة من أغنيات الشوق في صدر البيان
تمطر الليل نشيدًا من حنين وحنان
• • •
مثل ما بالرمل من تَوقٍ إلى سَيْب المطرْ
مثل ما باللحن من شوق إلى بوح الوترْ
• • •
مثل ما بالزورق المجروح من حب القَرارْ
من لُهَاث الشوق للشاطئ في ليل البحارْ
• • •
بي إليه .. غير أني لا أرى يومًا خُطَاه
تزرع الفجر على درب جراحي .. لا أراه
• • •
خلف بابي ألف حُلْم يخنق الوهم صداها
ألف غصن يحرق الجَدْب .. براعيم صباها
• • •
أَمْضَغ الآهات في صمت ضرير لا يُبِينْ
مثل طير راسف في القَيد مجروح الأنينْ
• • •
أتمنى في ظلال الصمت أطياف لقاءْ
تحت كَرْم هارب خلف متاهات الفضاءْ
• • •
أرتمي تحتَ خُطَاه طفلةَ الشوق سليبةْ
وهْو يدعوني إلى دنيا انطلاقات غريبة
• • •
فارسي الموعودَ .. يا حُلْمِي .. ويا فجري الظَّمِي
أَذْرُعِي تدعوكَ من خلف الضباب المُعْتِمِ
• • •
الذي أشتاقه أن تُطْرِقَ الباب .. وتدخُلْ
باحثًا عني .. عن الكَرْمِ الذي أوشكَ يذْبُلْ
• • •
آهِ كم أعبدُ أن تسألَ عني .. عن شرودي
فأنا ما زلت أشتاق سؤالاً عن وجودي
• • •
لا تدعني أقطع العمرَ سؤالاً ما سئلتُ
فأنا أنثى .. +++ .. لكني حُرِمْتُ
التجربة التي نقرؤها في قصيدة "خواطر عانس" للشاعر المصري: "محمد أحمد العزب" – تجربة فريدة في باب الشعر الإنساني؛ لأنها تفتح الباب على مصراعيه لمعالجة القضايا ذات الحساسية المفرطة، والتي اجتمع كل من الوجدانين "الذاتي" و"الجماعي" على سترها بعيدًا، في منأى عن التناول المباشر.
شكرا علي الطرح