ترى من السبب فيما يعيشه الواحد من مشكلات زوجية ؟ الإجابة أنت أوأنتي سبب مشكلتك وليس سواك
هل هو زوجك ؟ أو زوجتك ؟ أم هم أهلكم ؟ أم المقربين منكم؟ الإجابة أنت أوأنتي سبب مشكلتك وليس سواك
هل تعاني الزوجة من ظلم زوجها ؟ السبب أنتي وليس سواك
خيانته؟ السبب أنتي وليس سواك
قهره؟ السبب أنتي وليس سواك
إهماله لها؟السبب أنتي وليس سواك
بخله؟ السبب أنتي وليس سواك
نظره للأخريات؟ السبب أنتي وليس سواك
وأنت أيها الزوج هل تعاني من إهمال زوجتك ؟
من فسادها ؟ أنت وليس سواك
من إيذائها ؟ أنت وليس سواك
من صراخها ليل نهار؟أنت وليس سواك
من عدم أدائها لواجباتها الزوجية؟ أنت وليس سواك
الخ ذلك من المشكلات المتأزمة في كثير من بيوتنا.
أحبتي أعذروني على هذه الأسئلة المتعددة والتي إجابتها واحدة ، ولكن الله تعالى أخبرنافي كتابه الكريم أن ما يصيبنا من مشكلات ومصائب ومحن إنما هي من عند أنفسنا في المقام الأول وليست من سوانا.
يقول تعالى "أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنىّ هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير" [آل عمران: 165].
لقد بين الله تعالى للمسلمين بعد ما أصابهم في أحد أنما أصابهم من أنفسهم : ((قل هو من عند أنفسكم)) لقد قصر المسلمون يوم أحد فأصيبوا ولما تساءلوا ((أنى هذا؟)) رد عليهم الخالق سبحانه وتعالى ((قل هو من عند أنفسكم))
. أليس عصياننا لأوامر الله ونواهيه وعصياننا لرسوله كل يوم وكل وقت هو سبب المشاكل تلو المشاكل مع أزواجنا وزوجاتنا فهي من عند أنفسنا فقط . نحن الذين نتسبب في أنفسنا وفي مشكلاتنا لكننا نعلقها على أزواجنا وزوجاتنا قبل أن نراجع أنفسنا .
الزوج أو الزوجة يخطيان في حقك ويظلمانك ، لكن ذلك بسبب ذنوبك وتقصيرك في حق الله.
أخي الكريم أختي الكريمة حينما يقع الواحد منا في مشكلة مع حبيبه او حبيبته فليبحث في نفسه ماذا فعلت؟ بماذا عصت ربها؟ ثم يتوب ويعلن التوبة إلى الله ويستغفر كثيرا كثيرا. وللإستغفار والتوبة أثر عجيب في زوال المشكلات الزوجية لم يذق طعمه إلا من أكثر من الإستغفار وداوم عليه.
يقول أحد الصالحين: (( إني لأرى أثر المعصية في سلوك زوجتي ودابتي )) ولقد ورد في الأثر: ( ما فرق الله بين اثنين متحابين إلا لذنب ارتكبه أحدهما أو كلاهما ) .
يقول الله تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير"[الشورى:30]. ويقول المصطفى عليه -الصلاة والسلام-: "إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه" رواه أحمد(21881)، وابن ماجة(90) من حديث ثوبان –رضي الله عنه-. والله -عز وجل- يقول: "فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا"[العنكبوت:40]، وكل هذا بسبب الذنوب والمعاصي، وكانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تردد قوله تعالى: "وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ"[الشورى:30].
ويقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله: "إذا همّت نفسك بالمعصية فذكرها بالله، فإذا لم ترجع فذكرها بأخلاق الرجال، فإذا لم ترتدع فذكرها بالفضيحة إذا علم بها الناس، فإذا لم ترجع؛ فاعلم أنك في تلك الساعة انقلبت إلى حيوان".
وفي هذا المعنى يقول نابغة بن شيبان:
إن من يركب الفواحش سرا حين يخلو بسره غير خالي كيف يخلو وعنده كاتـباه شاهداه وربه ذو الجـلال، والمعاصي تذهب الخيرات وتزيل النعم.
وقد قال العباس – رضي الله عنه- في دعائه للاستسقاء: (ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة) انظر فتح الباري(2/497) وصححه الألباني في التوسل .
وقد كتب العلامة ابن القيم في الجواب الكافي لمن سئل عن الدواء الشافي جملة من الآثار ومما ذكره رحمه الله: أن المعاصي سبب للوحشة بين العبد وربه وهي سبب لذهاب البركة
وسوء الخاتمة، ونفرة الخلق،وقلة الرزق.
م،ق
الله يغفرلنا ويرحمنا برحمتو