تخطى إلى المحتوى

كـــــــــــــــــــرمـــــــــــــــــاء

  • بواسطة

اليوم اخترت لكم شيء من التراث الأدبي … أرجو أن ينال رضاكم

أجواد كرماء

من أجلِّ صفات البشر (الجود والكرم)، وإنَّ أجود الناس قاطبةً هو الذي كان لا يقول: لا، لمن سأله عليه الصلاة والسلام، وهو الذي قال عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يردُّ أحداً سأله إلا بحاجته أو بميسور القول، وهذا والله غاية الجود والكرم، وإنَّ في كلمة (ميسور القول) من المعاني الجميلة ما يعجز القلم عن تصويره. وفي تاريخ البشر من الأجواد الكرماء، من استحقَّ بعضهم قول الشاعر:

ولو لم يكن في كفِّه غير روحه

لجاد بها، فلْيتَّقِ الله سائلُه

لقد تحدَّث الناس كثيراً عن حاتم الطائي الذي كان إذا اشتدَّ البرد وكان الشتاء أمر غلامه فأوقد ناراً في أكثر من موقع لينظر إليها السائرون في ليالي الشتاء فيبادروا إليه، وهو القائل لغلامه:

أَوْقِدْ فإنَّ الليلَ ليلٌ قُرُّ

والرِّيح يا مُوقِدُ رِيْحٌ صِرُّ

حتى يرى نارك من يَمُرُّ

إنْ جَلَبَتْ ضيفاً فأنتَ حُرُّ

كما تحدثوا عن هرم بن سنان ممدوح الشاعر زهير بن أبي سُلْمَى الذي يقول في هرم:

تراه إذا ما جئتَه متهلِّلاً

كأنك تعطيه الذي أنتَ سائلُه

وفي هذا البيت من الوصف بالجود والكرم ما لم يصل إليه شاعر قبل زهير، وإن معنى هذا البيت لمنطبق بصورة متكاملة على سيدنا ورسولنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، الذي لم يكن يرد سائلاً أبداً، وقد كان كبار الصحابة – رضي الله عنهم – إذا رووا شيئاً من الشعر العربي فيه مديحٌ لافتٌ للنظر، يقولون، رسول الله صلى الله عليه وسلم أحقُّ بهذا المديح، فقد سمع عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قول الشاعر:

متى تأته تعشو إلى ضوء ناره

تجدْ خيرَ نارٍ عندها خير مُوْقِدِ

فقال – رضي الله عنه – : ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقالت عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: لو أن الشاعر أبا كبيرٍ الهذليّ رآك، لعلم أنَّك أحقُّ بقوله:

ومُبَرَّأ من كلِّ غُبَّرِ حَيْضَةٍ

وفسادِ مُرضعةِ وداءٍ مُغْيِلِ

وإذا نظرتَ إلى أسرَّةِ وجهه

بَرَقَتْ بروقَ العارض المتهلّلِ

وكان من أجواد العرب وكرمائهم (كعب بن مَامة الإيادي)، فقد ذهبت حياتُه بسبب تقديمه لصاحبه السَّعديّ، وإشارة بالماء القليل الذي كان معهما في سفر، حتى مات عَطَشاً ونجا صاحبه.

ومن الأجواد المشاهير عبيد الله بن العباس، أخو عبدالله بن عباس – رضي الله عنهم جميعاً – ومن طرائف أخباره أنَّ رجلاً أتاه وهو بفناء داره فقال: يا ابن عبَّاس، إنَّ لي عندك يداً، وقد احتجت إليها، فصعَّد فيه بصره وصوَّبه فلم يعرفه، فقال له: ما يَدُك عندنا – يعني ما المعروف الذي قدَّمته لنا – قال الرجل: رأيتك واقفاً بزمزم، والشمس قد صهرتك فظلَّلتُك بطرف كسائي حتى شربت.

قال عبيدالله: أجلْ، إني لأذكر ذلك، ثم قال لغلامه: ما عندك؟ قال: مائتا دينار وعشرة آلاف درهم، قال: ادفعها إليه، وما أراها تفي بحقِّ يده عندنا.

قال له الرجل: والله لو لم يكن لإسماعيلَ ولدٌ غيرك لكان فيه كفاية، فكيف وقد ولد سيِّد الأولين والآخرين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم؟.

ومن الأجواد المشاهير عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، وسعيد بن العاص، وطلحة بن خالد الخزاعي الذي كان يسمَّى (طلحة الطلحات) وغيرهم كثير.

إنَّ الجود من الصفات العظيمة التي يتحقَّق للإنسان بها المجد والسؤدد في الدنيا، والأجر العظيم في الآخرة إذا صلحت نيته، وصفت سريرته.

* إشارة:

ما قال (لا) قَطُّ إلا في تشهُّده

لولا التشهُّد كانت (لاؤه) (نَعَمُ)

رااااااائعة قصص الجود والكرم
وأروعها تلك التي تتكلم عن جود حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال عمه أبو طالب في وصفه ووصف كرمه صلى الله عليه وسلم:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
أسئل الله أن يهبنا قطرة من سحائب جوده لا تدع لنا ذنبا ولا حاجة
دمتي بود رؤى وشكر الله سعيك وانتقاءتك الرائعة أختي الغالية

أشكرك عزيزتي على حضورك الرقيق و كلماتك المشجعة للانتقاء الكلمة الهادفة الراقية

حفظك الرحمن

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.