* أيها الأخـوة:
إني سائلكم ومناشدكم بالله عز وجل وأريد أن يكون الجواب من ضمائركم لا من عواطفكم! من مقتضى دينكم لا من مقتضى تقليدكم:
ماتقولون فيمن يبتدعون في دين الله ماليس منه سواء فيما يتعلق في ذات الله وصفات الله وأسماء الله، أو فيما يتعلق في رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقولون نحن المعظمون لله ولرسول الله!!
أهؤلاء أحق بأن يكونوا معظمين لله ورسوله؟!
أم أولئك القوم الذين لا يحيدون قيد أنملة عن شريعة الله، يقولون فيما جاء من الشريعة آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به، وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به أونهينا عنه، ويقولون فيما لم تأت به الشريعة أحجمنا وانتهينا وليس لنا أن نتقدم بين يدي الله ورسوله، وليس لنا أن نقول في دين الله ماليس منه؟
أيهما أحق أن يكون محبا لله ورسوله ومعظما لله ورسوله؟
لا شك ان الذين قالوا آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به وقالوا كففنا وانتهينا عما لم نؤمر به،وقالوا نحن أقل قدراً في نفوسنا من أن نجعل في شريعة الله ماليس منها أو أن نبتدع في دين الله ماليس منه، لا شك أن هؤلاء هم الذين "عرفوا قدر أنفسهم وعرفوا قدر خالقهم،هم الذين عظموا الله ورسوله وهم الذين أظهروا صدق محبتهم لله ورسوله"
لا أولئك الذين يبتدعون في دين الله ماليس منه في العقيدة أو القول أو العمل.
ليعلم أيها الأخوة أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقا للشريعة في أمور سته:
1ـ (السبب) فإذا تعبد الإنسان لله عبادة مقرونة بسبب ليس شرعياً فهي بدعة مردودة على صاحبها
(مثال ذلك) إحياء ليلة السابع والعشرين من رجب (التهجد عبادة لكن لما قرن بهذا السبب الذي لم يثبت شرعا كان بدعة)
2ـ (الجنس) فلو تعبد لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة
(مثال ذلك) أن يضحي رجل بفرس فلا يصح أضحية لأنه خالف الشريعة في الجنس (فالأضحية لاتكون إلا من بهيمة الأنعام الأبل،البقر،الغنم)
3ـ (القدر) فلو أراد إنسان أن يزيد صلاة على أنها فريضة فهذه بدعة
(مثال ذلك) إنسان صلى الظهر خمساً (فصلاته لاتصح بالإتفاق)
4ـ (الكيفية) فلو أن رجل توضأ فبدأ بغسل رجليه ثم مسح رأسه ثم غسل يديه ثم وجهه (فنقول وضوءه باطل لانه خالف الشرع في الكيفية
5ـ (الزمان) فلو أن رجلا ضحى في أول أيام ذي الحجة فلا تقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان
6ـ (المكان) فلو أن رجلا أراد أن يطوف فوجد المطاف قد ضاق ووجد ماحوله قد ضاق فصار يطوف من وراء المسجد فلا يصح طوافه لان مكان الطواف البيت
فالعبــادة لا تصح إلا إذا تحقق فيها شرطان: الإخلاص و المتابعة والمتابعة لا تتحقق إلا بالأمور الستة الآنفة الذكر
*أيها الأخوة:
عضوا على السنة بالنواجذ واسلكوا طريق السلف الصالح وكونوا على ما كانوا وانظروا هل يضيركم ذلك شيئا؟
وإني أقول وأعوذ بالله أن أقول ماليس لي به علم أقول:
إنك لتجد الكثير من هؤلاء الحريصين على البدع يكون فاترا في تنفيذ أمور ثبتت شرعيتها وسنيتها، وهذا نتيجة أضرار البدع على القلوب، فما ابتدع قوم في دين الله بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها أو أشد!
لكن الإنسان إذا شعر أنه تابع لا مشرع حصل له بذلك كمال الخشية والخضوع والذل والعبادة لرب العالمين وكمال الإتباع لإمام المتقين وسيد المرسلين ورسول رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلم
وأسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين وقادة مصلحين وأن ينير قلوبنا بالإيمان والعلم وأن لا يجعل علمنا وبالاً علينا وأن يسلك بنا طريق عباده المؤمنين وأن يجعلنا من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
تم النقل من:
(الإبداع في كمال الشرع وخطر الإبتداع لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله)
(مع تصرف يسير جدا)
**ما سعى العبد في إصلاح شيء أعظم من سعيه في إصلاح قلبه ولن يصلح القلب شيء مثل القرآن **
قال ابن الحاج في المدخل: من كان في نفسه شيء – فهو عند الله لاشيء
<<قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنه للعبد لا يطلع عليها الناس".>>