مات البارحة؟!!..
نعم مات البارحة.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. توي شفته أمس؟!!
تخيل أخي الغالي، وتخيلي أختي الغالية أنكم أنتم من سمعتم هذه الكلمة من أحد الناس يخبركم عن زميل عمل، أو دراسة، أو جار، أو أخ، أو أخت توفي البارحة، فإذا بحبل الذكريات يدور في رأسك، وتتذكر ما كان عنده من تقصير في جنب الله، إما في الصلوات، أو بتدخين، أو بحلق لحى، أو بكثرة اللعن، والسب، والغيبة، والنميمة، وإن كانت امرأة بالنمص، أو بالمعاكسات، أو باللباس الفاتن، أو النقابات والعباءات الفاتنة التي تخرجها لكل الناس وأحياناً حتى ذكرها ـ ولا أقول رجلها ـ بجوارها الذي ليس عنده من الإحساس شيء…. الخ من المعاصي الأخرى التي تمرد عليها كثير من إخواننا مع الأسف.
ثم إذا بك تقول لنفسك: يا ليتني نصحته، يا ليتني ذكّرته، يا ليتني من سخط الله عليه الآن في قبره أنقذته … ياليتني.. ياليتني.. ياليتني ..
ولن والله يرد الأسف ما سلف..
هذا يجعلنا نطلق كلمة:
كن داعية…
تخيل نفسك جالس على قارعة الطريق، إذا بشخص يصيح بك أن بجانبك أناس، وأطفال أبرياء يحترق بهم منزلهم وإن لم تسرع إليهم الآن ستلتهمهم هذه النيران…
هل بالله عليك ستتردد في أن تنطلق وبسرعة إليهم ولو كلفك الأمر حياتك؟؟!!
يا إخواني هناك والله أناس بجانبنا إن لم ندركهم سوف يحرقون بنار جهنم أعظم من نار الدنيا، وهناك أناس يحتسون سم المعاصي الذي سيفتك بهم في الدنيا والآخرة، هناك بيوت خربة لا تصلي قد بال الشيطان ليس في أذن واحد منهم بل في كل العائلة، هناك أناس يتقلبون في المعاصي بأعينهم، وآذانهم، وأجسادهم ليل نهار..
فلماذا أنت تطالع كل هذه المشاهد وكأن الأمر لا يعنيك؟! ما هذا البرود؟! ما هذا الخذلان؟ أم فقط دورك: ما هذا… لا حول ولا قوة إلا بالله. وفقط
اسمح لي يا من كان منك ذلك أن أقول لك أنك شيطان أخرس..
يا ناس.. يا من يطمع أحدهم في تفطير صائم حتى ينال أجر ذلك اليوم، ويا من تطمع أن تحجج مسلماً على نفقتك حتى ينالك أجر حجه.. أين عقلك؟؟
ألا تطمع في هداية إنسان يكون لك أجره وأجر عمله ونصحه وكل حسناته، وحسنات من اهتدى كذلك على يده إلى يوم القيامة؟؟
والله ليس هناك أي وجه للمقارنة؟ ولكن فقط هو التخاذل.
لذلك يا إخواني استنقذوا إخوانكم مما هم فيه من الضلال، والتعاسة، والضيق، وأوصلوهم إلى طريق السعادة في الدارين، وتذكروا بأننا مسئولون عن التبليغ للناس، بل ذلك هو سبب خيرية هذه الأمة. قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} (110) آل عمران.
وأختم بذكر قصة أوردها لي أحد مشائخي جزاه الله خيراً وقعت معه هو شخصياً:
وهي عن رجل بريطاني أسلم، ثم كلمه شيخي عن الإسلام وعن ما فيه، ثم لما انتهى من كلامه قام هذا البريطاني وقال وهو يبكي: (اتقوا الله يا مسلمين.. والله نحن وآبائنا وأمهاتنا في ذمتكم .. لماذا تحرموننا من هذا الأنس والخير الذي تعيشونه، وتدعوننا نتخبط في تعاسة الدنيا ونيرانها، ثم نؤول إلى نيران الآخرة… والله لن نسامحكم).
قال شيخي: والله ما استطعت أن أنام تلك الليلة من الهم الذي وقع علي، والخشية من الله أن يجازينا في تقصيرنا عن الدعوة إلى دينه سواءً من إخواننا المسلمين المقصرين، أو من الآخرين من الكفار المتخبطين في ضلالات الشرك.
جعلنا الله وإياكم من الداعين إلى هذا الدين على بصيرة، فذلك والله فقط في النجاة، وقد تكلم الله بذلك في القرآن، قال تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون} (160)الأعراف. وفيها بيان أن الذين نجوا هم الذين ينهون عن السوء، أما الساكتين، والممارسين للسوء فقد سكت عنهم، وعمهم بأنهم كلهم ظالمين إلا الناهين عن السوء.
جزاج الله خير مشكووره
يزاج الله خير
جزاج اللــــــــه خير