و همزات الشياطين :
و بعدُ :
فهناكَ لؤلؤةً برَّاقةً ، غاليةً ثمينةً ، تَمْشي على الأرضِ مصونة داخلة محارتها ..
و فجأة .. في زمنِ عُميَتْ فيهِ الأبصار ،،
خرجتُ اللؤلؤة المصونة ، و تخلَّتْ عن محارها و حيائها
فأصبحت عيون الكائناتِ تُرميها بسهامها ، و هي عاجزةٌ عن صدِّهَا !
كانت يُقال عنها [ برَّاقة جميلة ] .. و مع عبث الكائنات بها أضْحَت … [ باهتةٌ يغشاها التراب ]
فمـا أحزنني على تلكَ اللؤلؤة ..
كانتْ غالية ، لا تُقدَّرُ بثمين و لا نفيس ، كمْ كُنَّا في حاجة لها و هي في خِدْرها !
لؤلؤة … هكذا هي ابنةُ الإسلام المصونة
لؤلؤة … هكذا هي ابنة الإسلام الرائعة
أنتِ أختَ العقيدة
فطركـِ اللهُ على فطرة الحياء و العز ، على فطرة الإسلام الذي يحفظكِ من الرذائل
فمالي الآنَ و قدْ رأيْتُكِ خارجةً للأسواق .. تتسوقينَ دونَ ضابطٍ بين محلات الأزياء و التجميل !
مالي رأيتُ الطرقاتِ و قد امتلأتْ بكِ و بأمثالك ، فتتعرضن للإختلاط بالرجال !
بالله هل ترضين بتحقير نفسك ؟ بفساد قلبك ؟ بذهاب حيائك ؟
بالطبع لا
فلماذا إذًا تخرجينَ من بيتكِ إبتغاء قضاء شهوة الشراء و الدوران حولَ الأسواق ؟
لماذا تخرجينَ منْ بيتكِ فتختلطين بالرجال فتعتادين ذلك و يذهب حياؤكِ ؟
اعلمي إن لم تكوني تعلمينا
أنكِ في هذا المجتمع ذات قدرٍ لا يفوقه الوصف
أنتِ زينةُ البيت , و سراجهِ و شذى عطرهِ
و أنتِ البنتُ و الأختُ و الأم و الجدة
و أنتِ مربية أجيالٍ عظيمة
فكوني حرةً مصونةً ، و تعلمي كيف تحافظين على نفسك ، و عودي إلى حيث أوامر الإسلام
و تعاليمهُ السامية العظيمة .
و إنَّ القرار في البيت ، هو ما حكَمَ به الإسلام على المرأة الحرة المصونة
قال تعالى
[وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى] سورة الأحزاب آية 33
و إنَّ خروجكِ من البيتِ يا أختَ الإسلام رخصة ، لا تكون إلا عندَ ضرورة أو حاجة .
فإياكِ إياكِ أيتها المُسلمة أن تكوني سببًا في فتنة و فساد ، أو سببًا في تعريض نفسكِ للهلاك
ولا يغرنكِ كثرة الإنفتاح , والجمُ الغفير , من نساء هذا العصر , لا تغتري بالمتمردات على شرع الله وأحكامِهِ, لا تغتري بالمتبرجاتِ , الداعراتِ , الماجناتِ , السافراتِ , المتفرنجاتِ .
قال تعالى : [وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ] سورة :الأنعام آية 116
وقال عز و جل : [لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ] سورة : الزخرف آية 78
بل أنتِ مسلمة عفيفة ، قدوتكِ أمهاتُ المؤمنين و الصالحات ، متبعة لأحكام دينكِ و شرائعه
محافظة على عرضكِ و حياؤكِ و جلالك .
مقرة في بيتكِ .. مملكتكِ .. عالمكِ الخاص ، لا تخرجين إلى خارجها فتصيبكِ الأمراضَ الجسيمة بقلبكِ
و تختلطين بعالم الرجال ، فتُفتني و تَفْتني .
و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : [ إن المرأة إذا خرجت إستشرفها الشيطان ].
و حذار من اتباع هواكِ ، و اتباع شهوة الشراء و تضييع الأوقات
قال تعالى : [ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ] سورة القصص : آية 50
فإنَّ قراركِ في البيت فيه وفاءٌ لأداءِ حقوق والديكِ عليكِ من خدمتهما
أو زوجكِ أو أولادكِ ..
كما أن فيه وفاءٌ بما أوجب الله عليكِ من صلواتٍ خمس في أوقاتها .
هكذا و أنه ليس لكِ أي واجبٌ خارج البيت ، حتى لما صار الحج مفروضًا ، صار شرطًا أن يكون معكِ محرم .
وقد ثبت في حديث أبي واقد الليثي – رضي الله عنه -أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم – قال لنسائه في حجته :
[هذه ثم ظهور الحصر ] رواه أحمد و أبو داوود .
قال ابن كثير في التفسير : يعني : ثم الزمن ظهور الحُصْر و لا تخرجن من البيوت .
و أخيرا إليكِ ضوابطًا هامة إذا ألحت الضرورة لخروجكِ من البيت :
1- أن تتحجبي بحجابكِ الشرعي الساتر الفضفاض .
2- أن تأمني الفتنة بكِ و عليكِ .
3- ألا تخرجي متزينة متعطرة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : [ إن المرأة إذا تطيبت و خرجت من بيتها فهي زانية ] .
4- ألا تزاحمي الرجال في الطريق .
5- ألا يترتب على خروجك محظور شرعي .
6- غض البصر .
7- الإعتدال في المشي ، و عدم الإسراع ، أو البطء .
8- إذا خرجتِ للمسجد ، فلتدخلي من الباب الخاص بالنساء و لا تعرضي نفسك للرجال .
9- خير صفوف النساء آخرها .
10- عليكِ الخروج من المسجد قبل الرجال ، كما في حديث أم سلمة رضي الله عنها .
تلكَ عشرة كاملك ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم ،،
جعل ذلك في موازين حسناتك