التوحيد ""حق الله على العباد"" س: ما حكم العبادة إذا اتصل بها الرياء؟
الجواب: حكم العبادة إذا اتصل بها الرياء أن يقال اتصال الرياء على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس من الأصل كمن قام يصلي لله مراءاة الناس من أجل أن يمدحه الناس على صلاته فهذا مبطل للعبادة .
الوجه الثاني: أن يكون مشاركاً للعبادة في أثنائها: بمعنى أن يكون الحامل له في أول أمره الإخلاص لله، ثم طرأ الرياء في أثناء العبادة، فهذه العبادة لا تخلو من حالين:
الحال الأولى: أن لا يرتبط أول العبادة بآخرها فأولها صحيح بكل حال، وآخرها باطل .
مثال ذلك: رجل عنده مائة ريال يريد أن يتصدق بها فتصدق بخمسين منها صدقة خالصة، ثم طرأ عليه الرياء في الخمسين الباقية فالأولى صدقة صحيحة مقبولة، والخمسون الباقية صدقة باطلة لاختلاط الرياء فيها بالإخلاص .
الحال الثانية: أن يرتبط أول العبادة بآخرها فلا يخلو الإنسان حينئذ من أمرين:
الأمر الأول: أن يدافع الرياء ولا يسكن إليه بل يعرض عنه ويكرهه، فإنه لا يؤثر شيئاً لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم)) .
الأمر الثاني: أن يطمئن إلى هذا الرياء ولا يدافعه، فحينئذ تبطل جميع العبادة لأن أولها مرتبط بآخرها . مثال ذلك أن يبتدئ الصلاة مخلصاً بها لله –تعالى- ثم يطرأ عليها الرياء في الركعة الثانية فتبطل الصلاة كلها لارتباط أولها بآخرها .
الوجه الثالث: أن يطرأ الرياء بعد انتهاء العبادة فإنه لا يؤثر عليها ولا يبطلها لأنها تمت صحيحة فلا تفسد بحدوث الرياء بعد ذلك .
وليس من الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته، لأن هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة، وليس من الرياء أن يسر الإنسان بفعل الطاعة، لأن ذلك دليل إيمانه قال النبي –عليه الصلاة والسلام-: ((من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك مؤمن)) وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم، عن ذلك فقال: "تلك عاجل بشرى المؤمن
.______________________________________
كفارة الرياء
*******
ما كفارة الرياء، وما هو الرد على من أثنى عليّ بالمدح، كمن يقول: فلان يصلي ويذكر الله، حتى لا يدخل في عملي الرياء -وقانا الله وإياكم شر هذا المرض-؟
كفارة الرياء التوبة إلى الله، وهكذا كل معصية وكل شرك، توبته ودواؤه التوبة إلى الله التوبة النصوح، بالندم على الماضي، والإقلاع من الرياء ونحوه والعزم الصادق أن لا يعود فيه، وإذا مدحك، تقول: يا أخي اتق الله لا ينبغي المدح، الرسول قال: (إذا رأيتم المدَّاحين، فاحثوا في وجوههم التراب)؛ لأن المدح قد يفضي إلى العجب والكبر، فينبغي للأخ إذا دعت الحاجة أن لا يستطيل في المدح، بكلمات قليلة إذا دعت إليها الحاجة
_______________________________________
ويزاج الله خير ع الموضوع
وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ،
اللهّم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ،
اللهّـــم آميـــن .
جزاك الله خيرا اختي