تخطى إلى المحتوى

][®][^][®][ما حكم تصوير النعيم أو العذاب الأخروي ؟][®][^][®][

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الشيخ عبد الرحمن السحيم

السؤال
بعض الصور والمنشورات الدعوية انتشر فيها تصوير النعيم أو العذاب ، فيُصوَّر عذاب المسبل ، أو تُصوَّر النار ، أو يُصوّر عذاب القبر أو بعضه ، أو تُصوّر القصور والنعيم .
ما حكم ذلك كله ؟

الجواب :
هذا كله لا يجوز ، وذلك لأمور :
أولاً : هذه أمور غيبية ، ولا نعلم كيفيتها فبأي تصوّر سوف تُصوّر .

ثانياً : يرى العلماء أن أحاديث الوعيد تُـمَـرّ كما جاءت من غير تفسير للوعيد الوارد فيها ؛ لأنه أغلب في الزجر والردع ، هذا مجرّد تفسير أحاديث الوعيد ، فكيف بتصويرها ؟؟

ثالثاً : ما في هذا التصوير أحيانا من تهوين لهذا المصوَّر ، فالذي يُصوّر بعض صور العذاب في القبر أو في النار هو في حقيقته قد هوّن شأن هذا العذاب .
وقد رأيت صورة صوّر فيها عذاب المسبل ، فصوّر المصور قدمي مُسبِل والنار تلتهب في أسفل ثوبه ، في حين أن القدمين في صورة أقادم غضة ناعمة كأنه لم يمسّها عذاب !
وآخر أراد أن يُصوِّر رحلة المسلم من الولادة إلى النهاية ، فرسم إطاراً ذهبيا وبداخله لهب نار !
هل علِم هذا أن نار الدنيا التي لو سُلّطت على أهل الدنيا لأحرقتهم ، هل علِم أنها جزء من سبعين جزءا من نار جهنم . كما في الصحيحين
والنبي صلى الله عليه وسلم لما قال لأصحابه : نَارُكُم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم . قيل : يا رسول الله إن كانت لكافية . قال : فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرّها . رواه البخاري ومسلم .

رابعاً : إذا صوّر المصوّر نعيم الجنة فقد تجرأ وتجاوز حدوده ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فاقرؤوا إن شئتم : ( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) رواه البخاري ومسلم .
فهذا أمر أخفاه الله عن عباده تشويقا لهم
فيأتي من يتجرأ على الله ويُصوّر هذا الأمر ؟
والجنة فيها ما لا يخطر على قلب بشر ، فكيف يُتصوّر ؟
ومن ذلك ما ورد السؤال عنه في صورة قصر كُتب عليه : هل أنت من عشاق القصور ؟
ولا أشك أن من فعل هذا أنه يُريد الخير .
ولكن الأمر كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : وكم من مريد للخير لن يصيبه .
والله تعالى أعلى وأعلم .

المصدر: شبكة المشكاة الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.