تخطى إلى المحتوى

مكان الايمان

الأيمان وجهته القلب

——————————————————————————–

لا شك أن الإيمان نور يقذفه الله في قلوب من يشاء من عباده، وأن الكفر ظلام يملأ قلوب أصحابه وعيونهم.. قال تعالى:

(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ)(البقرة: من الآية257)

وأحسن شيء الإيمان وأقبح شيء الكفر بعد الإيمان.. روى الإمام ابن كثير في تفسيره قال: "لما وهب الله لداود سليمان قال: يا بني أي شيء أحسن؟ قال: سكينة الله والإيمان. قال فأي شيء أقبح؟ قال: كفر بعد إيمان. قال: فأي شيء أحلى؟ قال روح الله بين عباده. قال فأي شيء أبرد؟ قال: عفو الله على الناس وعفو الناس بعضهم على بعض. قال: فأنت بني"

وإذا خالطت حلاوة الإيمان بشاشة القلوب فلا يمكن للعبد أن يتخلى عن دينه أو أن يرتد عنه مهما كانت الأسباب ومهما بلغت المغريات ومهما تنوعت طرق الإغراء أو الإغواء؛ ولذلك قال هرقل لأبي سفيان ـ كما في البخاري: "وسألتك هل يرتد أحد منهم سخطا على دينه بعد أن يدخل فيه؟ فأجبت: لا.. وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب"

ولقد وضح هذا الأمر جليا في قصة السحرة مع فرعون؛ "فقد كان السحرة قبل إلقاء موسى عصاه كفارًا ضلالا يطلبون المكافأة عند فرعون فإذا بموسى يلقي عصاه فما هي إلا أن عرفوا أن ذلك من عند الله فخروا ساجدين لله مؤمنين به لا يتركون دينهم الجديد حتى وإن قطع فرعون أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبهم في جذوع النخل.. فقد انتهى الأمر وذاقوا حلاوة الإيمان فقالوا:

(لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) (طـه:72)

روى البخاري عن أبي عبد الله خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟

قال: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه. ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه"

وهذا الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم قد حدث مثله فيما ذكره ربنا تبارك وتعالى في سورة البروج قال تعالى: (قُتِلَ أَصْحَابُ الأخْدُودِ، النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ، إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ، وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ، وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)

وقد روى الحديث الذي فيه قصتهم الإمام مسلم في صحيحه عن صهيب رضي الله عنه، وفي الحديث أن الملك عذب الغلام حتى دل على الراهب قال صلى الله عليه وسلم: "فجئ بالراهب. فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فدعا بالمنشار فوضع المنشار على مفرق رأسه. فشقه حتى وقع شقاه. ثم جئ بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فوضع المنشار في مفرق رأسه. فشقه به حتى وقع شقاه"

ولما آمن الناس في النهاية واتبعوا دعوة الغلام وتركوا دين الملك "أمر (الملك) بالأخدود في أفواه السكك فخدت. وأضرم (فيها) النيران. وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها. أو قيل له: اقتحم. ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها. فقال لها الغلام: يا أمي اصبري. فإنك على الحق

خليجية

يزاااج الله خير الغالية

تسلمين الغالية..و في ميزان حسناتج..يزاج الله خير

بارك الله فيك عزيزتي

جزاج الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.