تخطى إلى المحتوى

منزله الخوف من الله موضوع يجنن .

حبيباتي في الله الخوف من الله عز و جل من أجلّ منازل العبودية و أنفعها و هي فرض على كل واحد . قال تعالى ( فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين ) و قال عز وجلّ ( و لمن خاف مقام ربه جنتان )

فما هو الخوف يا ترى؟؟

قيل : الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس … الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام …الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره … الخوف غمّ يلحق بالنفس لتوقع مكروه.

و لكن لماذا الخوف و ما الفائدة منه؟

قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد النيسابوري:" الخوف سراج القلب به يبصر ما فيه من الخير و الشر ، وكل أحد إذا خفته هربت منه ، إلا الله عز جلّ فإنك إذا خفته هربت إليه ." – قال أبو سليمان : "ما فارق الخوف قلباً إلا خرب" وقال إبراهيم بن سفيان :" إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها ، و طرد الدنيا عنها ". – قال ذو النون : "الناس على الطريق ما لم يَزُل عنهم الخوف ، فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق" .

وهل الخوف أنواع ؟

نعم هناك أنواع للخوف من حيث الحكم:

1 – الخوف المحمود الصادق :

هو ما حال بين صاحبه و بين محارم الله عز و جلّ ، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس و القنوط . قال عثمان الحيري : صدق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهراً و باطناً. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله .

2 – الخوف الواجب:

هو ما حمل على فعل الواجبات و ترك المحرمات .

3 – الخوف المستحب :

هو ما حمل على فعل المستحبات و ترك المكروهات .

المطلوب الجمع بين الخوف و الرجاء و الحب :

قال بعض السلف كلمة مشهورة و هي : " من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، و من عبده بالخوف وحده فهو حروري – أي خارجي – و من عبده بالرجاء و حده فهو مرجيء ، ومن عبده بالخوف و الحب و الرجاء فهو مؤمن موحد ." .

قال ابن القيم : " القلب في سيره إلى الله عز و جل بمنزلة الطائر ، فالمحبة رأسه و الخوف و الرجاء جناحاه ، فمتى سلم الرأس و الجناحان فالطائر جيد الطيران ، و متى قطع الرأس مات الطائر ، و متى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد و كاسر " .

أيهما يُغلَّب الرجاء أو الخوف ؟

قال ابن القيم : " السلف استحبوا أن يقوي في الصحة جناح الخوف على الرجاء ، وعند الخروج من الدنيا يقوي جناح الرجاء على جناح الخوف ."

و قال : ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف ، فإذا غلب الرجاء فسد .

وهناك أقسام للخوف :[/color]

[color=blue]1 – خوف السر :

و هو خوف التأله و التعبد و التقرب و هو الذي يزجر صاحبه عن معصية من يخافه خشيةً من أن يصيبه بما شاء من فقر ، أوقتل ، أو غضب ، أو سلب نعمة ، و نحو ذلك بقدرته و مشيئته . فهذا الخوف لا يجوز أن يصرف إلا الله عز و جل و صرفه له يعد من أجلّ العبادات و من أعظم واجبات القلب ، بل هو ركن من أركان العبادة ، و من خشي الله على هذا الوجه فهو مخلص موحد ، و من صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر ؛ إذ جعل لله نداً في الخوف ، و ذلك كحال المشركين الذين يعتقدون في آلهتهم ذلك الاعتقاد ، و لهذا يخوِّفون بها أولياء الرحمن كما قال قوم هود عليه السلام الذين ذكر الله عنهم أنهم خوفوا هوداً بآلهتهتم فقالوا ( إن نقول إلا عتراك بعض آلهتنا بسوء ) ، و كحال عُبّاد القبور ، فإنهم يخافون أصحاب القبور من الصالحين بل من الطواغيت كما يخافون الله بل أشد .

2 – الخوف من وعيد الله :

الذي توعد به العصاة و هذا من أعلى مراتب الإيمان و هو درجات و مقامات

3 – الخوف المحرم :

و هو أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف الناس و كحال من يفر من الزحف خوفاً من لقاء العدو فهذا خوف محرم و لكنه لا يصل إلى الشرك .

4 – الخوف الطبيعي :

كالخوف من سَبُع أو عدو أو هدم أو غرق و نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري فهذا لا يُذم و هو الذي ذكره الله عن موسى عليه السلام في قوله عز وجل ( فخرج منها خائفاً يترقب ) و قوله ( فأوجس في نفسه خيفةً موسى ) ، و يدخل في هذا القسم الخوف الذي يسبق لقاء العدو أو يسبق إلقاء الخطب في بداية الأمر ؛ فهذا خوف طبيعي و يُحمد إذا حمل صاحبه على أخذ الأهبة و الاستعداد و يُذم إذا رجع به إلى الانهزام و ترك الإقدام .

5 – الخوف الوهمي :

كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً أو له سبب ضعيف جداً فهذا خوف مذموم و يدخل صاحبه في وصف الجبناء و قد تعوذ النبي صلى الله عليه و سلم من الجبن فهو من الأخلاق الرذيلة ، و لهذا كان الإيمان التام و التوكل الصحيح أعظم ما يدفع هذا النوع من الخوف و يملأ القلب شجاعةً ، فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله ، و كلما ضعف إيمانه زاد و قوي خوفه من غير الله ، و لهذا فإن خواص المؤمنين و أقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمناً و طمأنينة لقوة إيمانهم و لسلامة يقينهم و كمال توكلهم ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل . فانقلبوا بنعمةٍ من الله و فضل لم يمسسهم سوء ) .

ماهي الأسباب التي تورث الخوف من الله عز و جل؟

1 – إجلال الله و تعظيمه و معرفة حقارة النفس .

2 – خشية التقصير في الطاعة و التقصير في المعصية .

3 – زيارة المرضى و المصابين و المقابر .

4 – تذكر أن الله شديد العقاب و إذا أخذ الله الظالم لم يفلته .

5 – تذكر الموت و ما فيه .

6 – ملاحظة الله و مراقبته .

7 – تذكر الخاتمة .

8 – تدبر آيات القرآن الكريم .

9 – المحافظ على الفرائض و التزود من النوافل و ملازمة الذكر .

10 – مجالسة الصالحين و الاستماع لنصائحهم

للاستزادة يُنظر : مدارج السالكين 1/ 507 – 513 ، و شروح كتاب التوحيد باب ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياء ) .

مشكورة اختي على الموضوع ….

والله يعطيج الف عافية ….

[مشكورة اختي على الموضوع ….

والله يعطيج الف عافية …. والله يجعله في ميزان حسناتج يارب

"اللهم إني أسألك حبك وحب نبيك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك وإجعل حبك أحب إلي من نفسي ومالي وولدي ومن الماء البارد على الظمأ"

اللهم صلي على حبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وتبعه بإحسان إلى يوم الدين

شكرا حبيباتى

جزاكِ الله خيراً

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.