ألــوان من آفات اللســـان
كـلام ذي اللسانين
وهو الكلام اللذي يتــردد بيــن إثنين متعــادين ويكلم كلا بما يوافق رأيه أو يــعده أن ينــصره ويكــون معه أو يمـــدحه ويــذم الآخر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تجــدون من شر عباد الله يوم القيامة ذا الوجــهين الذي يــأتي هــؤلاء بحــديث وهــؤلاء بحــديث " ز
الخــوض في الباطل
وهو التحدث في المعاصي وأهلها . كوصف مجالس الفسق والخميــر وذكر أحوال اللصوص وقطاع الطرق وأخبار الجبابرة والظلمة على قصد التأنس والتفـــكه بها في المحاضر…فذلك مما لا يحل الخوض فيه لإنه يحــدث في السامعين جراءة على المعـــاصي وجســـارة على القــبائح
ذكـــر البدل والمـــذاهب الفـــاسدة والعقـــائد الزائغة عن الحق
مثال عقــائد الخوارج وعقـــائد الدهرية . لإن أقل ما في ذكر هذه حدوث الشــك في عقــائد العــوام . فربما يعتقدون أن هذه المذاهب والعقائد على شيئ من الصحة والصواب إلا إذا كان الرجل من أهل العلم فيــذكر هذه الأمور لبيان فســادها وبطــلانها وتحــذير الناس منها فــلا بأس
الجــدال والمراء وخصوصا في أمر الدين
مثال ذلك أن تـــجتهد في نقض كلام غيرك وإبطــال حجته وإثبات كــلامك بقــصد إظــهار علمك وتبيين خطــأ صــاحبك
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ترك المراء وهــو مبطل بنى له بيت في *ربض الجنة ، ومن تركــه وهو محــق بنى له في وســطها ومن حسن خلقه بنى له في أعــلاها " ز
وعن عائشة رضي الله عهنها قالت : قال رسول الله " إن أبغض الرجال إلى الله الألـــد في الخصــم " ز
ربض الجنة * : أي طرف منها
الــسب والفــحش
الفحــش هو ذكر الأمور القبيــحة بكــلام صريح وألفاظ ظاهرة . كــذكر أسماء الفرج والغائط وألفاظ الجمــاع وأشبــاه ذلك في غير مقام التعليم المحــوج إلى البيــان الصراحة . وضد الفحش الحيــاء وهو ذكــر القبــح بكنايات تفهــم المعــنى مع الحشــمة والوقــار
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسوة الله صلى الله عليه وسلم :" الحياء من الإيمان والإيمان من الجنة والبــذاء من الجــفاء والجفــاء من النار " ز
عن أنس رضي الله عنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما كان الفحش في شيئ قــط إلا شــانه . وما كان الحياء في شيئ قـط إلا زانــه " ز
اللـــــــــــــــــــــعن
ومعــناه الطرد والإبعاد ..والملعون معناه المطرود من رحمة الله تعالى . إذا علمت ذلك فلا يحل لك أن تلعــن مخلوقا ولو دابــة أو شجـــرة أو حجـــرا . إلا ما ورد اللعــن فيه عن الله ورســوله وبوصف عام كالكـــفرة والظــالميــن أو على التعييــن كأبي جهـــل وأبي لهــب وأمثــالهما ممن علم أنه مات كافـــرا . أما الحي فلا يجــوز لعنه ولو كافرا لإنه ربما يســـلم فيــما بعد
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن العبــد إذا لعــن شيئا صعدت اللعنة إلى السمــاء فتغـلق أبوابها دونها . ثــم تهــبط إلى الأرض فتغلق أبــوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا . فإن لم تجد مســاغا رجـــعت إلى الذي لعــن فإن كان أهــلا وإلا رجــعت إلى قــائلــها " ز
الإستــهزاء والسخرية
وهــو حرام إذا كان فيه أذى للمسلم قال تعالى " ‘يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خير منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خير منهن " ز
الــوعد الكــاذب
فإن اللسان سباق إلى الوعد ثم ربما لا تسمــح النفس بالوفاء فيصــير الوعد خلــفا وذلك من أخــلاق المنــافقين قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ " ز
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " آية المنافق ثلاث : إذا حــدث كــذب وإذا وعــد أخلــف وإذا أئتمن خــان " ز
الــــــــغيـــبة وهي من أخــطرها
قال تعــالى : وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ " ز
***
عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي مررت بــقوم لهــم أظفــار من نحاس يخمشــون وجــوههم وصــدورهم . فقلت يا جبريل من هــؤلاء ؟ قال : " هــؤلاء الذين يـأكلـون لحــوم الناس ويقــعون في أعـــراضهم " ز
***
عن جــابر رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فارتــفعت ريح منتـنة فقال :" أتـدرون ما هذه الريح ؟ هذي ريح الذين يــغتابون المــؤمنين " ز
***
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتــدرون ما الغيبـة ؟ قالو الله ورسوله أعلم . قال : ذكــرك أخاك بما يكره . قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : " إن كان فيه ما تقول فقد إغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بــهته " ز
***
عن إبن مســعود رضي الله عنه قال : ( من أغتـيب عنده مؤمن فنصره جزاه الله بها خيرا في الدنيا والآخرة . ومن اغتيب عنده مؤمن فلم ينصره جزاه الله بها في الدنيا والآخرة شــرا . وما التقم أحد لقمة شرا من اغتياب مؤمن إن قال فيه ما يعلم فقد اغتابه وإن قال فيه ما لا يعلم فقد بهــته ) ز
***
ومن الغيبة تصديق المغتاب والسكوت عند سماع الغيبة . فإن المستمع شريك القائل إلا أن ينهاه أو يقطع كلامه بكلام آخر .
النمــــــــــيمة
عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة نمــام " ز
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقبرين فقام فقمـنا معه فجـعل لونه يتـغير حـتى رعـد قميـصه . فقلنا مالك يا رسول الله ؟ فقال أمـا تسمــعون ما أسمــع ؟ فقلـنا وما ذاك يا نبي الله ؟ قــال :" هــذان رجـلان يعـذبـان في قـــبورهما عــذابا شــديدا في ذنب هيــن . قلنا فيم ذلك . قال كـان أحــدهما لا يستنزه من البــول وكان الآخـر يؤذي الناس بلســـانه ويمشي بينهم بالنميــمة " ز
وأعلم أن النميـمة كشف ما يكره كشفه ويجب كتمانه ســوا كان كشــفه بالكتباة أو بالقول أو بالإشارة ..فعلى المسلم أن يسكت عما يعلم من أ؛وال الناس التي لا يحبون كشفها إلا ما في كشفــه فائدة أو دفع مفسدة
إذا جائك إنســان بكــلام بسبيــل النميــمة فعليك ب 6 أمور
*1*
لا تصدقه لإن الله تعلى سماه فاســقا فقال
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
*2*
عليك أن تنهاه عن النميـمة لإنه من النهي عن المنكر
*3*
عليك أن تبغض عمله ولا تحب أن ينقل إليك كلام الناس
*4*
ألا تظن بأخيك الغائب ظن السوء
*5*
ألا تتجسس عن الكلام الذي ينقل إليه
*6*
لا تحكي لأحد ما نقل إليك لئلا تكون نماما
****
وأخــــــــيرا أخي المسلم ..تأمل قـوله تعــالى
قــال تعـالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
الله يعينا على أنفسنا