وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
وقال صلى الله عليه وسلم: "أفضل العبادة الدعاء" ، وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء" وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".
وقد حثنا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الدعاء، بل وذم من لم يدْعُ فقال: "إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه"، وقال: "أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام"، وقال: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر الدعاء، قال:" الله أكثر".
أما فضل الدعاء فحدث ولا حرج، ورد في الحديث {لن يهلك مع الدعاء أحد } كيف تهلك والدعاء معك؟ كيف تموت والدعاء معك؟ كيف تخزى في الدنيا والدعاء معك؟ قال أبو الحسن علي بن أبي طالب : [[عجباً لكم! معكم الدواء ومعكم الداء، داؤكم الذنوب ودوؤكم الدعاء والاستغفار ]] فأكثروا من الدعاء وألحوا في الاستغفار.
– وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان يقول : اللهم إني أسألك الهدى ، والتقى ، والعفاف ، والغنى . رواه مسلم ( 2721 ) .
– وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان يدعو بهذا الدعاء : اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي ، وإسرافي في أمري ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي جدي وهزلي ، وخطئي وعمدي ، وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، وأنت على كل شيء قدير . رواه البخاري ( 6398 ) ، ومسلم ( 2719 ) .
– وعن علي رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل : اللهم اهدني وسددني ، واذكر بالهدى هدايتك الطريق ، والسداد سداد السهم . وفي رواية : اللهم إني أسألك الهدى والسداد . رواه مسلم ( 2725 ) .
– وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي ، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر . رواه مسلم ( 2720 ) .
– وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك . رواه مسلم ( 2654 ) .
– وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم إني أعوذ بك من العجز ، والكسل ، والجبن ، والهرم ، وأعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات . رواه البخاري ( 2823 ) ، ومسلم ( 2706 ) .
– وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : اللهم إني أعوذ بك من الكسل ، والهرم ، والمأثم ، والمغرم ، ومن فتنة القبر ، وعذاب القبر ، ومن فتنة النار ، وعذاب النار ، ومن شر فتنة الغنى ، وأعوذ بك من فتنة الفقر ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد ، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب . رواه البخاري ( 6368 ) ، ومسلم ( 3705 ) .
– وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك ، وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك . رواه مسلم ( 2739 )
– وعن مصعب بن سعد ، عن أبيه رضي الله عنه قال : تعوذوا بكلمات كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهن : اللهم إني أعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر . رواه البخاري ( 6374 ) .
– وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه : اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت وشر ما لم أعمل . رواه مسلم ( 2716 ) .
– وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تعوذوا بالله من جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء رواه البخاري ( 6616 ) ومسلم ( 2707 )
قوله : درك الشقاء أي : أن يدركني الشقاء .
– وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، كان يقول : اللهم إني أعوذ بك من العجز ، والكسل ، والجبن ، والبخل ، والهرم ، وعذاب القبر ، اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها . رواه مسلم ( 2722 ) .
– وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، اللهم إني أعوذ بعزتك ، لا إله إلا أنت أن تضلني ، أنت الحي الذي لا يموت ، والجن والإنس يموتون . رواه مسلم ( 2717 ) .
– وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء : اللهم إني أسألك من الخير كله ، عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله ، عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك ، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك ، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا رواه ابن ماجه ( 3846 ) .
– وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو : رب أعني ولا تعن علي ، وانصرني ولا تنصر علي ، وامكر لي ولا تمكر علي ، واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي ، اللهم اجعلني لك شاكرا ، لك ذاكرا ، لك راهبا ، لك مطواعا ، لك مخبتا ، إليك أواها منيبا ، رب تقبل توبتي ، واغسل حوبتي ، وأجب دعوتي ، وثبت حجتي ، واهد قلبي ، وسدد لساني ، واسلل سخيمة صدري . رواه أبو داود ( 1510 ) ، والترمذي ( 3551 ) .
– وعن زياد بن علاقة ، عن عمه رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء . رواه الترمذي ( 3591 ) .
– وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه . قالت : فقلت : يا رسول الله أراك تكثر من قول سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه ؟ فقال خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي ، فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه ، فقد رأيتها إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ؛ فتح مكة ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا رواه مسلم ( 484 ) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين .
وفي كل حرف لج حسنه يارب .. امين