ويسود التأثر والانفعال معظم الناس اليوم , نتيجة طبيعية لإيقاع الحياة المعاصرة , وينضوي تحت عنوان القلق , جميع الذين يتأثرون بسرعة , وينفعلون بعصبية ,فلا يستقرون علي حال , وكذلك العاطفيون الذين يثورون لأتفه المضايقات , إضافة إلي المتحمسين والمتعصبين والذين يغضبون بسرعة لأسباب بسيطة .
والقلق بصفة عامة , إضافة إلي التأثر والانفعال ,هو إحساس خاص بالخوف من موقف أو من حالة اجتماعية أو عاطفية , ترافقه عادة مظاهر جسدية تمثل الخوف والانفعال , ومنها السرعة في دقات القلب , ضيق في القفص الصدري , وصعوبة في التنفس والمشي , واصفرار في الوجه , وبرودة في الأطراف , وعدم القابلية للأكل , كما ترافقه أحيانا حالة إسهال حاد وألم في الأمعاء . ويصاحب القلق شعور بالكآبة يتطور أحيانا ليظهر علي الوجه بنظرات مخيفة وبحركات عصبية .
مظاهر القلق :
هناك ستة مظاهر واضحة في الغالب تكون آنية لأنها تظهر فجأة وتختفي فجأة .
· قلقل انفعالي مصحوب بهياج عنيف وصراخ ومحاولات اعتداء علي الأشخاص بالضرب , وعلي الأشياء بالتحطيم .وفي حالة كبت الشخص لحالته النفسية والسيطرة علي تصرفاته فتتقلص عضلات وجهه ويبدو الاحمرار في عينيه والشحوب في وجنتيه .
· يؤدي الانفعال إلي التسرع والتصرف الأرعن , فيقدم الإنسان علي أعمال , يندم عليها فيما بعد , ويحاول إن يبررها أمام محيطه , وقد يلقي اللوم أحيانا علي إحساسات عضوية مؤلمة أفقدته توازنه وسيطرته علي أعصابه .
· القلق الانفعالي يساعد علي إظهار العواطف السلبية أو الايجابية , فلا يستطيع الشخص إخفاء عواطفه من حب وكره أو استياء , فيعلن مواقفه بصوت عال تصاحبها الحركات والإيماءات التمثيلية المسرحية .
· حالة القلق الانفعالي تظهر بسرعة وتختفي بسرعة , فأتفه الأسباب تسر صاحب هذا القلق , وأتفه الأسباب تحزنه , لذلك يوصف هؤلاء بالأمزجة العصبية المتقلبة .
· صاحب القلق الانفعالي متعصب , لكن تعصبه ليس من النوع الثابت الذي يؤدي إلي مواقف عدائية تترجم بأفعال مؤذية , بل إن تعصبه أو غضبه يقف عند حدود الكلام ولا يتعدي إلي الأفعال .
· من الظلم إن نصف الإنسان القلق انه كذاب , لأنه لا يريد تضليل الغير , وكل ما في الأمر إن سرعة تأثره بالإحداث تغش حواسه , وبسب عدم قدرته علي الكتمان فانه يعلن ما يرى وما يحس وما يسمع بدون تدقيق وروية .
تصنيف المصابين بالقلق :
يصنف علماء النفس المصابون بالقلق أربع فئات هي :
· العصبيون : وهم الذين يواجهون الأحداث والمواقف بعصبية واضحة وعنف بارز . وهم لا يؤمنون بالأمور الوسط . والعصبي متقلب المزاج , يستعجل نتائج أعماله ولا يصبر علي التطور الطبيعي في الحياة , ولا يخطط للمستقبل , دائم الحركة بدون تخطيط سهل الاستمالة والاقتناع , يعجز عن ضبط تصرفاته وأفكاره , يستسلم بسهولة لنزواته , يختار الأعمال السهلة .
· السريع الغضب : ينفعلون بسرعة وبقوة تقرب حد التهور , شديدو الحساسية يعبرون عن حبهم وكرههم بسهولة مطلقة لا إحراج فيها , ولا تحدها الضوابط الاجتماعية , يمارسون الكذب عن غير قصد رغبة في تجيل الأمور أو إظهار البشاعة يقومون بإعمالهم باندفاع قل مثيله , بعيدون عن الأنانية وحب الذات , ثابتون في عواطفهم , واثقون من خطواتهم .
· العاطفيون : هم عصبيون بالطبع , مرهفو الإحساس , يتدرجون بإظهار انفعالاتهم , لكنهم يفضلون العزلة وكتمان الإسرار , يسترجعون الماضي باستمرار ويقيسون الحاضر عليه قبل الإقدام علي أي عمل أو اتخاذ أي موقف , سلبيين مترددون إلي حد الخوف وعدم إعلان المواقف والآراء , يغضبون بسرعة لكن غضبهم يزول بسرعة لا يحقدون وينسون الأساة . يتأثرون بتقلبات المحيط الاجتماعي وكثيرا ما يصابون بالإمراض الوهمية والوسوسة يتصرفون بطرق مختلفة أمام الحادث نفسه بحسب مزاجهم , فمرة ينفعلون من إساءة توجه إليهم ومرة يتقبلون الإساءة بطيبة خاطر . متمسكون بالأخلاق والفضائل والتقاليد والعادات الحسنة .
· المولعون : يحبون العمل والنشاط , يتأثرون بمواقف الغير , حماسيون ملتزمون بمواقفهم يبرزون في المجتمع , يستذكرون الماضي لكنهم لا يتوقفون عنده , عاطفيون في علاقاتهم , شديدو الحساسية , سريعو التصميم وتنفيذ الإعمال .
التخلص من القلق وعوارضه :
ليس القلق وعوارضه مرضا بالمعني الصحيح للكلمة , وليس له أية اثأر عضوية , يمكن إن تعالج بالأدوية , بل انه يشكل انحرافا أو وهما عند الإنسان , يمكنه بقليل من الإرادة والمثابرة والصبر إن يتخلص منه .
ويقضي العلاج بان يراقب الإنسان نفسه , بروية وهدوء , فيكتشف ويصنف مظاهر القلق عنده , من تأثر , واندفاع , وعدم استقرار في المواقف , واتخاذ جانب العزلة , والاسترسال في الخيال والحلم , وبالتالي عليه إن يمرن نفسه علي الابتعاد عن المشاريع والأفكار غير القابلة للتنفيذ , والسيطرة علي العواطف والتصرفات أمام المواقف المثيرة , وكبت الانفعالات غير المبررة لأسباب مفرحة أو محزنة , وعدم التصرف تحت تأثير الانفعال من غضب أو فرح , وطرد الأفكار المزعجة واليائسة , وعدم الابتعاد عن الناس والمجتمع , وتقييم كل عمل بهدوء وروية , والاحتفاظ بالجانب الجيد , وتنميته في مواقف أخري مشابهة .
إن جميع هذه الضوابط التي يمارسها الإنسان علي نفسه , يمكن إن تؤدي إلي طرد القلق ومظاهره المتعددة , مبتعدا عن النتائج السلبية , مستفيدا من النتائج الايجابية
احذري من هذا أوكيك :1 (32):
ماقلت لكم الأخت تمارس صلاحياتها في المنتدى
خخخخخخخخخخخخخخخ
ولكن قد تكون ردة فعل الإنسان طبيعية مبنية على موقف ما ، وقد تكون السرعه في معظم الأحيان لظروف قاهرة خارجه عن الإرادة وليس كل من يخرج عن إرادته عصبي أو منفعل بل هو إحساس النفس الداخلي الذي يعبر عن الضغوط النفسية وسرعان ما يعود الإنسان لحالته العادية والألم عندما يكمن في نفس الإنسان يجعله قلقا متوترا ومشدود الأعصاب وكثيرا ما يفكر في نفسه فيضطر إلى التنفيس عن ذاته والإفصاح عن ما في الخاطر بأيه وسيله ممكنه سواء بالبكاء أو بالصمت أو بالكلام أو بالانفعال أو حتى بكلمة .
تشكرين يا " نسيت الماضي " على مرورج الكريم والله يعطيج العافية على هذي الطلة الحلوة .