السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسيم الجنة والسؤال هل للجنة نسيم نعم وردت عدة احاديث صحيحة وصريحة أن للجنة ريح تشم يوم القيامة من مسافة
بعيدة،والناس فيها على درجات بحسب ما علموا, واما الجنة فهي اميرة الجمال ويكفي في وصفها ما اخرجة الامام ابن ماجة
وابن حبان عن أسامة بن زيد ,أن رسول الله صلى الله عليه وسلم,قال لأصحابه ذات يوم,ألا هل مشمر للجنة,إن الجنة
,نور يتلألأ,وريحانة تهتز,وقصر مشيد,ونهر مطرد,وحلل كثيرة في مقام أبداّ,في حبرة ونضرة,في
دار عالية,قالوا,يارسول الله,نحن المشمرون لها,قال,قولوا إن شاء الله)وفي الجنة اربعة نداءات تلغي مشاكل
الدنيا, لأن الدنيا خلقها الله ناقصة بل طبعت على كدر ,فما عيبت الدنيا ,تقلب احوالها وسرعة زوالها فتتبدل صحتها بالسقم,
ووجودها بالعدم, وشبيبتها بالهرم, ونعيمها بالبؤس, وحياتها بالموت,ولذلك ورد في الحديث اذا دخل اهل الجنة الجنة
( ينادي المنادي أن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وأن تحيوا فلا تموتوا أبدا وان لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وان لكم أن
تنعموا فلا تبأسوا أبدا)رواه مسلم,اما طريق الجنة,يقول ابن الجوزي عليه رحمة الله,
طهر قلبك من الشوائب, فالمحبة لا تلقى
إلا في قلب طاهر، أما رأيت الزارع يتخير الأرض الطيبة، ويسقيها ويرويها، ثم يثيرها ويقلبها، وكلما رأى حجراً ألقاه،
وكلما شاهد ما يؤذي نحاه، ثم يلقي فيها البذر، ويتعاهدها من طوارق الأذى,وكذلك الحق عز وجل إذا أراد عبداً حصد من قلبه
شوك الشرك، وطهره من أوساخ الرياء والشك ثم يسقيه ماء التوبة والإنابة، ويرزقه الخوف والإخلاص، فيستوي ظاهره
وباطنه في التقى، ثم يلقي فيه بذر الهدى، فيثمر المحبة (قلت وفي الحديث القدسي عند البخاري( فإذا أحببته كنت سمعه الذي
يسمع به,وبصره الذي يبصر به,ويده التي يبطش بها,وقدمه التي يمشب بها)شباب، غضيضة عن الشر أعينهم، ثقيلة عن
الباطل أرجلهم، نظر الله إليهم في جوف الليل منحنية أصلابهم على أجزاء القرآن الكريم،كلما مر أحدهم بآية من ذكرالجنة بكى
شوقاً إليها، وإذا مر بآية من ذكر النار شهِق شهقة كأن زفير جهنم بين أذنيه،موصول كلالهم بكلالهم, أي تعب النهار بتعب
الليل, قد أكلت الأرض ركبهم وأيديهم، وأنوفهم وجباههم،هؤلاء هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه صلتهم بالقرآن
الكريم، تعظيم له،فما زالت تلك النفس الطاهرة ,إن جاء البلاء فالنفس صابرة تقية، وإن أقبل الموت وجدها من الغش خلية,
فيا طوبى لها إذا نوديت يوم القيامة(ياأيها النفس المطمئنة,ارجعي إلى ربك راضية مرضية,فادخلي في
عبادي,وادخلي جنتي)فإن الجنة متوقفة على الايمان والايمان متوقف على المحبة والمحبة متوقفة على السلام وافشاء السلام
كرم نفس ولايكون الانسان كريم النفس الا حينما يكون سليم الصدر للمسلمين طليق الوجة لهم والذي يفشي السلام لايسب
ولا يشتم ولا يؤذي احدا,وكل ذلك متوقف على التوفيق والتوفيق كله بيد الله,واعظم شيء يجلب التوفيق,الاخلاص, فكل مخلص
موفق ,وما رفع الى السماء عمل اعظم من الاخلاص,والخوف من الله, فاعظم ما يجلب التوفيق الخوف من الله ( ومن يتق الله
يجعل له من امره يسرا ) أسأل الله أن يكرمني وإياكم بتمام تقواه,وبر الوالدين ,من اعظم اسباب التوفيق,ولا يعمل عملاّ
يتقرب به الى الله أعظم من بر الام,كيف تؤدي حق الله ,وكيف يرضى الله عليك فان من فرغ قلبه لله كفاه الله كل هم وتولى امره
فان بيد الله حياتك وموتك وصحتك وسقمك وغناك وفقرك فالامر كله لله وحده,فاستحي من الله ان يرى منك مالا يحب ,والاهتمام
بحق نفسك فهي امانة عندك اسعى في فكاكها من النار ولا يكون الا بتوفيق الله, فالله فرض فرائض فلا تضيعها وحد حدوداّ فلا
تنتهكها ارحم نفسك ولا تغذبها بالمعاصي هذه من ناحية الدين اما من ناحية الدنيا اتق الله واجمل في في الطلب
فلا تكلف نفسك مالا طاقة لك به فترحم هذا النفس فلا تتسبب لها بالامراض فصحتك ثروتك
يزاج الله خير