الشيخ الفاضل حياك الله
في الحديث الصحيح الذي قال به رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل الجنة سبعون ألف من غير حساب فقال له عكاشة ادع الله لي أن أكون منهم .. إلى آخر الحديث
هل يُفهم من هذا الحديث أن من أكمل التوحيد عند المرء أن لا يطلب الدعاء من أحد مع جواز ذلك ؟
جزاكم الله خيرا ووفقكم لك خير
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
وحياك الله وبياك .
بل قد يُستدلّ بالحديث على عكس ذلك !
فإن عُكاشة سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله الله من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، فإنه قال : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ . قَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ . كما في الصحيحين .
وقد يُقال : إن مِن كَمال التوحيد أن لا يطلب الدعاء من الآخَرِين لِقوّة تعلّق قلبه بالله .
بل لا يسأل الناس شيئا .
فقد روى مسلم من حديث عَوْف بْن مَالِكٍ الأَشْجَعِيّ رضي الله عنه قَال : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً ، فَقَال : أَلا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ ؟ وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ ، فَقُلْنَا : قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . ثُمَّ قَال : أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقُلْنَا : قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . ثُمَّ قَال : أَلا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَال : فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا ، وَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَعَلامَ نُبَايِعُكَ . قَال : عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَتُطِيعُوا ، وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً : وَلا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا . قال عوف : فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ .
وأما ما كان مِن عُكاشة فإنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعوته صلى الله عليه وسلم مُستجابة .
وإذا الْتَفَت القلب إلى الناس كان عنده من ضعف التوحيد بِقَدْر ذلك الالْتِفات .
والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
ياَ ربي لا أسألك إلا رضاكَ
ياَ ربي لا أسألك إلا رضاكَ
سبحان الله
مشكورة حبيبتي ع هالمعلومة