إن كيفية الوفاة وموعدها ومكانها وسببها من الأمور الغيبية التي لايعلمها إلا الله تعالى إلا إن هناك نهايات إن ختم بها عمل ابن آدم ومات عليها فإنه تعد من قبيل البشارات بأن هذا المتوفى قد مات ميتة حسنة وآخر على خلافه والغالب على من كان حسن السريرة والعمل وموفقاً إلى حسن إستغلال وقته أن تكون نهايته طيبة.
الشيخ ابن قدامة رحمه الله كان إماماً في كيفية إستغلال وقته حتى قال عنه صاحب كتاب"شذرات الذهب في أخبار من ذهب":
"إنه حفظ القرآن والفقه والحديث وكان مقرئاً ، زاهداً ، عابداً ، منيباً إلى الله ، كثير النفع لخلق الله ، ذا أوراد وتهجد واجتهاد ، وأوقاته مقسمة على الطاعات من الصلاة والصيام والذكر وتعلم العلم والفتوة والخدمة".
إخواني..من كانت هذه بدايته فكيف تتوقعون نهايته؟!
"لايكاد يسمع دعاء إلا حفظه ودعا به ، ولايسمع ذكر صلاة إلا صلاها ، ولايسمع حديثاً إلا عمل به ، وكان لايترك قيام الليل من وقت شيبوبته ، وقلل الأكل في مرضه قبل موته حتى عاد كالعود ومات وهو عاقد أصابعه يسبح".
فماذا تقولون بهذه النتيجة؟ وماسبب توفيق الله له بهذه الخاتمة؟ بل إعلموا أن الإمام قد"دفن في يوم شديد الحر فأقبلت غمامة فأظلت الناس إلى قبره وهم يشيعون جنازته".
_ من كتاب(الوقت عمار أو دمار)للأستاذ جاسم محمد المطوع بتصرف.