تخطى إلى المحتوى

وقفات قبل نهاية العام

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

وقفات قبل نهاية العام

الوقفة الأولى : { وقفة اعتبار في تقلب الليل والنهار }

أيها الأخوة والأخوات تفكروا

في هذه الأيام والليالي فإنها مراحل تقطعونها إلى الدار الآخرة حتى تنتهوا إلى آخر سفركم وكل يوم يمر بكم فإنه يبعدكم من الدنيا ويقربكم من الآخرة فطوبى لعبد اغتنم فرصها بما يقرب إلى مولاه طوبى لعبد شغلها بالطاعات وتجنب العصيان طوبى لعبد اتعظ بما فيها من تقلبات الأمور والأحوال طوبى لعبد استدل بتقلباتها على ما لله فيها من الحكم البالغة والأسرار : { يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ }.ألم تروا إلى هذه الشمس كل يوم تطلع من مشرقها وتغرب في مغربها وفي ذلك أعظم الاعتبار فإن طلوعها ثم غيوبها إيذان بأن هذه الدنيا ليست دار قرار وإنما هي طلوع ثم غيوب وزوال .

ألم تروا إلى هذه الشهور تهل فيها الأهلة صغيرة كما يولد الأطفال ثم تنمو رويدا رويدا كما تنمو الأجسام حتى إذا تكامل نموها أخذت بالنقص والاضمحلال وهكذا عمر الإنسان سواء فاعتبروا يا أولي الأبصار . لم تروا إلى هذه الأعوام تتجدد عاما بعد عام فإذا دخل العام الجديد نظر الإنسان إلى آخره نظر البعيد ثم تمر به الأيام سراعا فينصرم العام كلمح البصر فإذا هو في آخر العام وهكذا عمر الإنسان يتطلع إلى آخره تطلع البعيد فإذا به قد هجم عليه الموت : { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ } ربما يؤمل الإنسان بطول العمر ويتسلى بالأماني فإذا بحبل الأمل قد انصرم وببناء الأماني قد انهدم .

والله المستعان .

الوقفة الثانية : { وقفة مع النفس } .

أيها الأخوة والأخوات

إنكم في هذه الأيام تودعون عاما ماضيا ,وتستقبلون عاما مقبلا جديدا فليت شعري ماذا أودعتم في العام الماضي وماذا تستقبلون به العام الجديد فليحاسب العاقل نفسه ولينظر في أمره فإن كان قد فرط في شيء من الواجبات فليتب إلى الله وليتدارك ما فات وإن كان ظالما لنفسه بفعل المعاصي والمحرمات فليقلع عنها قبل حلول الأجل والفوات وإن كان ممن من الله عليه بالاستقامة فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات عليها إلى الممات .

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك .

الوقفة الثالثة : { مع الحقوق التي علينا }

أيها الأخوة والأخوات

لاشك أن هناك حقوق على كل إنسان , ينبغي عليه أن يؤدي حقها ما استطاع إلى ذلك سبيلا .

فمن تلك الحقوق التي علينا :

حق الوالدين .

وحق الإخوة والأخوات .

وحق الأقارب والأرحام .

وحق الجيران .

وحق الأصدقاء .

وحق الزوجة عليك , أو الزوج عليكِ.

وحق ولاة أمرك عليك.

وحق مجتمعك و وطنك عليك .

وغير ذلك كثير …

فالسؤال : هل قمتم بالحقوق التي عليكم لهؤلاء حق القيام ؟

فإن كان الجواب : نعم , فالحمد لله فأسألوا الله الثبات والتوفيق والسداد .

وإن كان الجواب : لا , فاتقوا الله وحاسبوا أنفسكم ورجعوا أنفسكم , قبل فوات الأوان.

ولا حول ولا قوة إلا بالله .

بارك الله فيكِ و أثابكِ خيراً ،
سبحان الله و بحمدهِ ، سبحان الله العظيمَ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.