تخطى إلى المحتوى

وكل بدعة ضلالة—غيرةً على الدين والسنة

حق الليلة .. ماله وما عليه !!!

الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة والسلام على نبينا محمد ، و على آله و صحبه ، و سلم تسليما كثيرا، أما بعد :

فإن الله ـ عزوجل ـ قد أنعم على أمة الإسلام بأن أكمل لها الدين ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم

" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " وفي رواية : " من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه مسلم .

وقال صلى الله عليه وسلم : " لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك " . رواه ابن أبي عاصم . و قال صلى الله عليه وسلم : " فإنّ … خير الهدي هدي محمد ، و شر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة " . رواه مسلم .

وعلى هذا الطريق و المنهج مشى الصحابة و الأئمة ، يقول ابن مسعود رضي الله عنه إنا نتبع ولا نبتدع ، و نقتدي ولا نبتدي ، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر .

وقال حذيفة رضي الله عنه : "كل عبادة لم يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها، فإن الأول لم يترك للآخر مقالا".

قال سعيد بن جبير: "ما لم يعرفه البدريون فليس من الدين" وقال الإمام مالك رحمه الله: " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة، لأن الله تعالى يقول: (اليوم أكملت لكم دينكم) فما لم يكن يومئذ دينا فلن يكون اليوم دينا".

وعلى هذا الميزان تقاس العبادات، ولذلك قال زيد بن أسلم: "ما أدركنا أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان".

ومن هنا: ما انتشر في العصور المتأخرة من تخصيص النصف من شعبان بتوزيع الصدقات من الأطعمة والحلويات مما لا أصل له فهو مما أحدث في دين الله عز وجل.

ولكن قد يقول قائل: إن هذه من العادات والتقاليد ، ومن إحياء التراث ولا دخل لها في دين الله عز وجل.

فأقول : المسلم كما قال الله تعالى ((إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون. ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون)):

فلننظر في الأمر ولنرجع لقواعد الشرع :

أولاً : هي صدقة، والصدقة لا شك أنها عبادة.

ثانياً : تسمية البعض لها ب[بحق الله] أو [الثواب] يدل على أن المبدأ دين وليس عادة، وفيها أجر وثواب، ولذلك من أهازيجها [أعطونا الله يعطيكم … بيت مكة يوديكم].

وكذا من يقول: نحن نسميها [حق الليلة] ومعنى هذا : واجب الليلة. من أوجبه؟! الواجب هو الدين وليس العادة.

ثالثاً : تخصيص العبادة بوقت معين يحتاج إلى دليل خاص ، و إلا تكون بدعة كما هو مقرر عند العلماء.

رابعاً : فيها سؤال الناس ، ولذلك يقول الأطفال [أعطونا الله يعطيكم] ، وهذا تسول من غير حاجة ، وحكمه لا شك أنه حرام ، إلا من ضرورة ، قال صلى الله عليه وسلم : ((من سأل الناس من غير فاقة نزلت به ، أو عيال لا يطيقهم جاء يوم القيامة بوجه ليس عليه لحم )) وفي حديث آخر : (( من سأل من غير فقر فكأنما يأكل الجمر )) فبأي حق يعوّد الأطفال وهم صغار على التسول و سؤال الناس؟! ، ولو كان عادة، فالعادات تقبل إذا لم تخالف الشرع.

خامساً : إن مبدأ الاحتفال بهذا اليوم وتوزيع الطعام اعتقاد لبعض الفرق أن المهدي سيظهر في هذا اليوم، ولذلك يحتفلون بهذا اليوم ، فأصله اعتقاد فلينتبه!

سادساً : مَنْ مِنْ العلماء المعتبرين قال بجواز هذا ؟ ، والله تعالى يقول: ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)).

ولذلك يقول ابن تيمية –رحمه الله- في كلام نفيس جداً بعد ذكر أحكام شعبان كلها في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم : ( وصوم شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة ومن العلماء من السلف من أهل المدينة وغيرهم من الخلف من أنكر فضلها ، وطعن في الأحاديث الواردة فيها… وقال: لا فرق بينها وبين غيرها. لكن الذي عليه كثير من أهل العلم ، أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها ، وعليه يدل نص أحمد، لتعدد الأحاديث الواردة فيها ، وما يصدق ذلك من الآثار السلفية ، وقد روي بعض فضائلها في المسانيد و السنن ، وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر ) ثم قال : ( فأما صوم يوم النصف مفرداً فلا أصل له بل إفراده مكروه ، وكذلك اتخاذه موسماً تصنع فيه الأطعمة و تظهر فيه الزينة، هو من المواسم المحدثة المبتدعة التي لا أصل لها وكذلك ما قد أحدث في ليلة النصف من الاجتماع العام لصلاة الألفية، في المساجد الجامعة ومساجد الأحياء والدروب والأسواق …..).

سابعاً: تخصيص يوم يعود كل سنة أو كل شهر أو كل أسبوع يجعل ذلك اليوم عيداً.

قال ابن تيمية –رحمه الله- في اقتضاء الصراط المستقيم : (( العيد اسم لما يعوم من الاجتماع العام على الوجه المعتاد ، عائد إما بعود السنة ، أو بعود الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك.
فالعيد يجمع أموراً منها: يوم عائد كيوم الفطر ويوم الجمعة ، ومنها اجتماع فيه ، ومنها أعمال تتبع ذلك ، من العبادات و العادات ))ا.هـ

فالإسلام ليس فيه إلا عيدان، ولذلك قال أنس رضي الله عنه : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : (( ما هذان اليومان ؟ )) ، قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر)) وهذا لفظ الإمام أبو داوود عليه رحمة الله ، وهذا الحديث نهي من الرسول صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ غير الفطر والأضحى عيدان ، ولذلك لم يبق أثر في الإسلام لأعياد الجاهلية لا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء الراشدين.
قال ابن تيمية –رحمه الله- في اقتضاء الصراط المستقيم : (( ولو لم يكن [أي النبي صلى الله عليه وسلم] قد نهى الناس عن اللعب فيهما ونحوه مما كانوا يفعلونه لكانوا قد بقوا على العادة ، إذ العادات لا تغير إلا بمغير يزيلها ، لاسيما وطباع النساء و الصبيان ، وكثير من الناس متشوقة إلى اليوم الذي يتخذونه عيداً للبطالة واللعب. ولهذا قد يعجز كثير من الملوك و الرؤساء عن نقل الناس عن عاداتهم في أعيادهم، لقوة مقتضيها في نفوسهم ، وتوفر همم الجماهير على اتخاذها، فلولا قوة المانع من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكانت باقية ولو على وجه ضعيف )).

ولذلك يجب أن يكون الإنسان كما قال الله تعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) ، و الإنسان ينظر إلى ما قاله العلماء فيتبعهم ، ولا يقول (( وجدنا آباءنا على أمة )) فنحن نحييها.

((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ))

يقول ابن عباس رضي الله عنه: "لا يأتي عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة، فإذا غيرت البدعة قام الناس وقالوا غيرت السنة".

وقال عبد الله الديلمي: "بلغنا أن أول ذهاب الدين ترك السنة، يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة".

كتبه
أبو عبد الله محمد غيث بن غيث
الواعظ بدائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالشارقة

يزاج الله خير اختي ع التوضيح الكريم….

جزاك الله خير اختي
في ميزان حسناتج

بارك الله في هذه الجهود الطيبه ويستحق التثبيت..~

يزاج الله خير

بارك الله فيج ويزاج الله الف خير وفي ميزان حسناتج
استغفر الله واتوب اليه

وبارك الله فيكم جميعاً وجزاكم الله كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.