الكثير من الناس يدعون اللهم عز وجل ولكن لا تتوفر لديهم الرغبة العظيمه لما يتمنونه
وأسباب ذلك :
الأول: أنه يشعر بأن الله له مُكره على الشيء، وأن وراءه من يستطيعأن يمنعه،
فكأن الداعي بهذه الكيفية يقول: أنا لا أُكرهك، إن شئت فاغفر وإن شئت فلا تغفر.
الثاني: أن أقول القائل: (إن شئت) كأنه يرى أن هذا أمر عظيم على
الله فقد لا يشاؤه لكونه عظيماً عنده، ونظير ذلك أن تقول لشخص من الناس – والمثال للصورة بالصورة
لا للحقيقة بالحقيقة – أعطني مليون ريال إن شئت، فإنك إذاقلت له ذلك، ربما يكون الشيء عظيماً يتثاقله،
فقولك: إن شئت، لأجل أن تهون عليه المسألة، فالله – عز وجل – لا يحتاج أن تقول له: إن شئت، لأنه –
سبحانه وتعالى – لايتعاظمه شيء أعطاه، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام:(وليعظم الرغبة،
فإنالله لا يتعاظمه شيء أعطاه).
قوله: (وليعظم الرغبة)، أي: ليسأل ما شاء من قليل وكثير ولايقل: هذا كثير لا أسأل الله إياه،
ولهذا قال:(فإن الله لا يتعاظمه شيءأعطاه)، أي: لا يكون الشيء عظيماً عنده حتى يمنعه
ويبخل به – سبحانه وتعالى – كل شيء يعطيه، فإنه ليس عظيماً عنده، فالله – عز وجل –
يبعث الخلق بكلمة واحدة،وهذا أمر عظيم، لكنه يسير عليه،قال تعالى:(قل بلى وربي لتبعثن ثم
لتنبئن بما علمتم وذلك على الله يسير) [التغابن: 7] وليس بعظيم، فكلما يعطيه الله – عز وجل –
لأحد من خلقه فليس بعظيم يتعاظمه، أي: لا يكون الشيءعظيماًعنده حتي لا يعطيه،بل كل شيء
عنده هين.
الثالث: أنه يشعر بأن الطالب مستغن عن الله، كانه يقول: إن شئت فأفعل، وإن شئت فلا تفعل
فأنا لا يهمني، ولهذا قال: (وليعظم الرغبة) أي يسألبرغبة عظيمة، والتعليق ينافي ذلك، لأن
المعلق للشيء المطلوب يشعر تعليقه بانه مستغن عنه، والإنسان ينبغي أن يدعو الله تعالى وهو
يشعر أنه مفتقر إليه غاية الإفتقار،وأن الله قادر على أن يعطيه ما سأل، وأن الله ليس يعظم عليه شيء،
بل هو هين عليه،إذا من آداب الدعاء أن لا يدعو بهذه الصيغة، بل يجزم فيقول: اللهم
أغفر لي، اللهمارحمني، اللهم وفقني، وما اشبه ذلك.
..يزااج الله خير ..في ميزان حسناتج يااارب ..