تخطى إلى المحتوى

تفسير ثلاث آيات من المعارج يتضمن نصيحة غالية من الشيخ العثيمين رحمه الله

  • بواسطة

:: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ::

((بسم الله الرحمن الرحيم))

العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
فتاوى الحرم المكي – 1407 – الشريط الثاني عشر – الوجه الأول – الدقيقة (20:20)

تفسير ثلاث آيات من المعارج يتضمن نصيحة غالية من الشيخ العثيمين رحمه الله

(وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ)(المعارج:26) أي بوقوعه وما يقع فيه.
انتبه، فالإيمان باليوم الآخر يوم الدين يتضمن الإيمان بوقوعه والإيمان بما يقع فيه.
ففيه مثلاً الحساب ونشر الكتب وفيه أيضاً الميزان والصراط ودنو الشمس من الناس وغير ذلك من الأشياء التي ذكرت في الكتاب والسنة.

ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بفتنة القبر ونعيم القبر وعذاب القبر.
أما الفتنة فإن الناس يفتنون في قبورهم، إذا مات الإنسان ودفن وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم.

إذا دفن الإنسان في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه وتعاد إليه روحه، ويسأل عن ثلاثة أمور: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟، فـ (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)(إبراهيم:27)، أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم بمنِّه وكرمه.

يقول المؤمن: (ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد) فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة فيأتيه من روحها ونعيمها.

فيكون بذلك منتقلاً من نعيم الدنيا إلى نعيم الآخرة ويكون عشية يومه الذي مات فيه أَسَرَّ منه في صباح يومه الذي مات فيه لأنه خرج من دار النكد والتعب والهم والغم والعمى إلى دار النعيم والسرور.

وفتح له باب إلى الجنة فجعل ينظر إليها في قبره وأُلْبِسَ من الجنة وفُرِشَ من الجنة.
ونادى منادٍ من السماء وهو الله عز وجل: (أن صدق عبدي ما بالك في سرور)، شخص يناديه ربه (أن صدق عبدي) يصدقه الله عز وجل على ما قال من صواب في […]

أما المنافق أو الكافر فإنه إذا قيل: من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ يقول: (هاه هاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته).

لأن هذا الإيمان لم يدخل إلى قلبه وإنما هو شيء سمعه فقاله، ما وقر الإيمان في قلبه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أقوام يقرؤون القرآن ويصلون حتى إن الصحابة يحقرون صلاتهم مع صلاتهم لكن إيمانهم لا يتجاوز حناجرهم – والعياذ بالله – يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية والسهم إذا دخل الرمية مرق منها بسرعة فإيمانهم – والعياذ بالله – لم يتجاوز الحناجر.

ولذلك أيها الإخوة أنصح نفسي وإياكم بأن نتفقد قلوبنا هل وقر الإيمان فيها؟ هل وصل إليها؟

أم نحن كالأعراب الذين قالوا آمنا فقال الله لنبيه: (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)(الحجرات:14).
لننظر ليس العمل مجرد رسوم يقوم بها الإنسان لكن الإيمان كما قال الحسن البصري رحمه الله: (ما وقر في القلب وصدقته الأعمال).

فأنت يا أخي المؤمن فتش أولاً عن قلبك، انظر أين اتجاهك؟ هل هو إلى الله؟ تبتغي وجه الله، تريد ثواب الله، أو إلى أمر تريده من الدنيا إلى هوىً في نفسك تقصده، إلى مال، إلى رئاسة، إلى جاه.

انظر، حاسب، إنك إذا أصلحت قلبك صلح أمرك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).

طهر قلبك يا أخي من الرياء، طهر قلبك من الحقد، طهر قلبك من الغل، طهر قلبك من الفتنة بالدنيا بجميع زهرتها وبجميع زينتها، عن جميع ما ذكر الله عز وجل في قوله: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ)(آل عمران:14) كل هذا زُيِّن، ولكن هل هذا هو النعيم؟ هل هذا هو الغاية؟ اقرأ ما بعدها (ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ . قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ)(آل عمران:14-15) هل أنبئكم؟ الاستفهام هنا يراد به التشويق ما هو الشيء الذي هو خير من ذلك استمع: (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)(آل عمران:15).
يبقون فيها مدة ثم يموتون؟ لا، (خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ)(آل عمران:15)، رضىً من الله عز وجل.

يحل عليهم سبحانه وتعالى رضاه فلا يسخط عليهم بعده أبداً، (وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)(آل عمران:15).

فمن هم الذين اتقوا والذين لهم هذا الثواب (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا)(آل عمران:16) اللهم اجعلنا ممن يقول ذلك.

(رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)(آل عمران:16-17).

لماذا يستغفرون بالأسحار لأنهم قاموا لله تجافت جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً فلما أكملوا قيامهم نظروا في أمرهم وعاملوا أنفسهم معاملة المذنب المقصِّر فجعلوا بعد هذا العمل يستغفرون الله عز وجل (اللهم اغفر لنا)، (اللهم نستغفرك)، وما أشبه ذلك من دعوات الله عز وجل بالاستغفار.

أيها الإخوة:

يقول عز وجل: (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ . وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ)(المعارج:26-27).
مشفقون خائفون من هذا العذاب ومن خاف من شيء حذره ومن حذر شيئاً تجنب أسبابه فإذا كانوا خائفين من عذاب الله فلا بد أن يحذروا منه وأن يتجنبوا أسبابه.

وأسباب عذاب الله إما تفريط فيما أوجب، وإما وقوع فيما حرم، وعلى هذا فهم يَجِدُّونَ كل الجدّ بأن يقوموا بما أوجب الله عليهم، يَجِدُّونَ كل الجدّ بأن يتجنبوا ما حرم الله عليهم، فهم من عذاب ربهم مشفقون.

يقول الله عز وجل: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ)(المعارج:28).
وصدق ربنا جل وعلا من يأمن عذاب الله؟ هل أحد يأمن أن يأتيه عذاب الله بغتة أو جهرة؟
أبداً، لا يأمن عذاب الله إلا القوم الخاسرون.

قال الله تعالى: (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ . أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ . أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)(سورة الأعراف:97-99).
(إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ)(المعارج:28).

ان شاء الله أكون نفعتكم لما فيه صلاح دنياكم وأخراكم …
لا تنسوني من صالح دعاؤكم .

خليجية

يزااج الله خير حبوبه ^_^

والله الكلاام يشرح الصدر ,,,

وربي يجلعنا ويااج ممن ينطقون الشهااده ياربي,,

سبحان الله

يزاااج الله ألف خير

جعله الله في ميزان حسناتج

تسلمين الغاااليه ع الموضوع الحلوووو

وربي يعطيج العااافيه’’

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.