فلما وصلني بريدٌ مِن أكثر من مصدر وبعناوين متعددة، منها: "رحلة مصوّرة"، يحتوي عرضًا لمغسلة أموات، ومنها ما هو خاص بقسم النساء (وهي خالية منهن طبعًا)، مع شرح الخطوات بدءًا من مكتب تدوين المعلومات (!) إلى الدفن، وهدفُه -كما هو مصرَّحٌ فيه- الوعظُ عمومًا، وعِظةُ النساء المتهاونات في واجبات الدِّين مِن حجاب ونحوه- خصوصًا، وغير ذلك مِن أمور اشتمل عليها البريد، ولما كانت هذه الطريقة ليست على هدي السلف في الوعظ؛ رأيت أن أودع المدونة شيئًا من الفتاوى المتعلقة بهذا الشأن، واللهَ نسأل أن يهدينا صراطه المستقيم.
الفتاوى:
س: أثابكم الله معالي الشيخ هل ما يفعله بعض إخواننا مِن مغسّلي الأموات مِن ترك دخول بعض الشباب داخل المغسلة بغرض النظر إلى الميت للاعتبار به هل هذا الفعل جائز؟
الجواب:
هذا كله مِن التكلفات، والشباب -أصلحهم الله- لهم اصطلاحات ولهم أشياء ما أنزل الله بها من سلطان، الذي يريد أن يَعتبر يَعتبر ولو ما دخل على التغسيل، فلا يجوز هذا، وليس هذا من باب التذكير، ولا الوقت وقت تذكير، الوقت وقت عمل، وهذا سرّ من الأسرار، لا يجوز أن يطلع عليه أحد إلا للضرورة فقط، فهذا العمل لا أصل له، ولا يجوز، نعم. لكن لو دخل معهم واحد يريد أن يتعلم من باب التعلم والتدريب، واحد؛ لا بأس، أما كثرة، [يأتون بفريق] من الناس يقولون: تعالوا تعلّموا على الميت!؛ لا، هذا ما يجوز. نعم.
س: يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله: يوجد في الأسواق شريط فيديو يتكلم عن الموت ويُعرض فيه طريقةُ تغسيل الميت وكذلك عَرْضٌ للمقبرةِ وطريقةِ الدفن ، فهل يجوز أن يعرض هذا الشريط للرجال وللنساء ؟
الجواب:
لا، هذا مِن المبالغات والتكلف، وربما يَحصُل بسببه شيء مِن الوحشة لبعض الناس، فهذا لا [يجوز]، والناس يَعرفون -ولله الحمد-، المسلمون يَعرفون كيف يُغسّلون الميت وكيف يدفنونه وكيف يصلّون عليه، بدون هذه الأمور وهذه الصور وهذه البلاوي التي حطّوها الآن. نعم.
س: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، تقول في سؤالها الثاني: هناك امرأة غسلت امرأة متوفاة وقد أحضروها مِن مصر للمملكة، فقد غُسّلت هنا في المملكة، ورأت منها مناظر لا تسرّ العين، علمًا بأن أهل المتوفاة يلحون في السؤال عنها، ولكن مغسّلتها ممتنعة عن الإجابة، فهل تجيبهم عما رأت، أم تسكت ولا تجيب لهم شيئًا؟
الجواب:
مَن غسّل مسلمًا فإنه يَستر عليه، ولا يَذكر شيئًا مما رأى، فهذه أمانة وسِرّ، فلا يجوز للإنسان أن يتحدّث عن الميت المسلم أنه حَصل منه كذا عند الدفن، أو حصل منه كذا عند الغسل، ينبغي أن يستره، لأنه أخوه وأمانة بين يديه. نعم.
س: تقول : إذا رأى المُغَسِّل للموتى ما يكره من سوء وَجْهِ الميت وتغير صورته ، وكان الميت صاحب بدعة في العقيدة هل يحْرُم عليه أن يُحَدِّث بذلك ، وما توجيهكم للذين يُغَسِّلون الموتى؟
الجواب:
الذين يغسّلون الموتى أُمَناء، يجب عليهم أن يستروا ما يروا ولا يخبرون به الناس.
أولاً: لأن هذا غيبة للميت
وثانيًا: لأن هذا يسيء إلى أقارب الميت
فلا داعي أو لا يجوز هذا العمل، لا يجوز هذا العمل، وهو أن الغاسل يخبر عن الميت أو ما يرى عليه، لا يجوز له أن يُخبِر بذلك، اللهم إلا إذا رأى ما يسرّ من أحوال الميت فإنه يخبر بذلك لأن هذا مما يسرّ، أما إذا رأى شيئًا غير ذلك؛ فإنه يَستر عليه.
جزاها الله خـيراً