عندما سمعت أنّ أحدى تلميذاتي الصغيرات
تسرق من أرباح مقصف المدرسة ..!!
أُصبت بالصدمة ..
ولا أنكر أن شعوري تجاهها تغير من مشاعر قبول لمشاعر رفض ونفور
أو بالأصح كرهت حتى مجرد النظر لها
كيف لا وهي سـارقة .. !
ولكن .. عندما سألت عنها وعن أسرتها
تبدلت مشاعر النفور إلى مشاعر شفقه ورحمة
الأم والأب منفصلين عن بعضهم
الأم < — محرومة من رؤية أطفالها بما فيهم تلميذتي
الأب< — يعيش مع زوجته في منزل مستقل وبعيد عن أبنائه
تلميذتي تعيش مع جدتها العجوز ..
والدخل المادي سيء جدا ..
من المذنب هنا ..!!
هل لو توفرت الحياة الكريمة لتلميذتي ستسرق ؟؟
وتمد يدها ..
على من تقع المسؤولية ..؟
الأسرة
المجتمع
البيئة
كيف أقنعها أن السرقة حرام وهي أصلا لم تتربى على تلك القيم ..
والجوع
والحاجة
تدفعها أن تمد يدها ..!
أخذت أفكر في حال كل المجرمين ..
القاتل
والمغتصب
والسارق
.
هل هم ضحايا .. أم مجرمين ..
داخل كل إنسان نوازع خير وشر ..
ربما يكون المجتمع والبيئة هم من يجعلون الخير يطغى على الشر أو العكس ..
.
لا أبرر الجريمة .. ولا أدافع عن ( المجرم )
ولكن كنت ابحث عن أحد أسباب نشوء الجريمة واستمرارها
إن استمرار المجرم في جرائمه بعد عقابه او توبته السبب الرئيسي فيه يكمن في المجتمع
الذي لا يغفر الخطيئة ..
فالمجتمع يلفظ خارجه كل من ( يخطئ ) وكأننا ملائكة ..
فبدلا من احتواء المجرم وتهيئته للتوبة ولكي يكون إنسانا سويا صالحا ..
يكون المجتمع دافعا قويا كي يستمر المجرم في جرائمه بل ربما يكون اشد وأقوى ..!
المجرم ضحية لمجتمعه سمعت هذه العبارة كثيرا ولم أكن أتفق معها أبدا
لكن بعد اليوم بتُّ أؤمن بها ..
لأني رأيت بعيني كيف يكون المجرم ضحيةً
من الظلم أن نخلق من أطفالنا مجرمين.. !!
ومن الظلم أن ننجب أطفالا لمجرد الإنجاب ونتركهم يواجهون العالم دون أدنى إحساس بالمسؤولية تجاههم ..
أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض .. فلماذا نصنع منهم قنابل موقوته قد تنفجر في أي وقت ..؟
اما الاطفااااال اكيد هناك اسباب خلتهم يمشو في طريق الاجرااام …بعضها نفسي وبعضها اسري وحرمانهم العاطفي من
الام والاب