كيف تترجم الأم بكاء طفلها الرضيع؟؟؟؟
البكاء عند الأطفال الرضع:
يعتبر بكاء الطفل هو وسيلته الأولى في الاتصال بمن حوله وهي الطريقة الوحيدة التي يعبر من خلالها المولود عن شعوره بالألم أو الإنزعاج بسبب المغص أو الجوع أو التسلخات أو لأسباب أخرى.
والمولود لايبكي من دون سبب في أغلب الأحيان ، وهناك اعتقاد من بعض الامهات أن الوليد يبكي ليمرن رئتيه ولكن هذه المقولة ليس لها أي أساس من الصحة ، فمعنى أن الطفل يبكي أنه محتاج إلى شيء
وبمجرد توفيره له سوف يتوقف عن البكاء.
ويكون البكاء في الأسابيع الأولى دون دموع وبصوت غير معبر، وتتحول رنة الصوت خلال الأشهر الأولى إلى نغمات مختلفة معبرة ، تستطيع الأم معها تمييز صوت البكاء عند الجوع أوالمغص أو
الملل.
ومن أهم مشاكل الأم في الفترة الأولى من حياة الطفل هو البكاء وكيفية التعامل معه وكثيراً ماتقف الأم مكتوفة اليدين أمام هذه الظاهرة ، وعليها أن تعرف أولاً أسباب البكاء لكي تتمكن من التعامل معها
وتوفير الراحة لطفلها.
أسباب البكاء:
1- الجوع: يصرخ الطفل عندما يجوع، وقد يكون الطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية لم يشبع جيداً ، ولا يتوقف الطفل الجائع عن البكاء إلا عند الرضاعة.
2- الألم : لقد كان الاعتقاد السائد من قبل أن الأطفال حديثي الولادة لا يعانون من الألم وذلك لعدم اكتمال نمو الجهاز العصبي لديهم ولكن حديثاً تغير هذا الإعتقاد. حيث أن الطفل حديث الولادة يشعر بالألم
حتى وهو لايزال جنيناً في بطن أمه حيث تتواجد كل أنظمة نقل الشعور بالألم .
ويمكن التعرف على إحساس الطفل بالألم من خلال مراقبة الحركات الدقيقة في أجسامهم مثل أصابعهم ووجوههم وأطرافهم.
فمثلا تقلص الحاجبين أو حول منطقة العين تدل على إحساس الطفل بالألم ، كما أن الطفل المتألم يقوم بشد وإرخاء أطرافه وعندما يزداد الألم يشد أطرافه بقوة ساحباً ركبتيه باتجاه جسده. وهناك أعراض
تظهر على أصابع الطفل ، فالأصابع تبقى مغلقة بشدة عندما يكون الألم قليلاً ولكن عندما يزداد الألم تتفرق أصابعه عن بعضها . كذلك تتصلب قدمي الطفل ، ويقوم بمط أصبعه الأكبر بعيداً عن بقية أصابع
قدميه. ويشعرالطفل بالألم نتيجة لإلتهابات في جسمه مثل التهاب الأذن أو الحنجرة ، وكذلك نتيجة لبروز الأسنان واصابته بالتسلخات.
3- فرط الإستثارة : إن الضجيج المرتفع والمفاجيء والإنارة الساطعة غير المتوقعة غير المتوقعة والأيدي الباردة والوخز والعناق المزعج كل ذلك قد يصدم الطفل ويؤدي إلى بكائه ولذلك يجب تجنب
التغيرات المفاجئة في محيط الأطفال.
4- إحساس الطفل بالبرد: سوف يؤدي إحساس الطفل بالبرد إلى بكائه ويمكن التعرف على ما إذا كان طفلها يشعر بالبرودة أم لا عن طريق جس أطراف أصابعه وخاصة أصابع القدمين.
5- المغص : يكاد يكون المغص هو القاسم المشترك لأكثر أسباب البكاء عند الأطفال وخاصة في الشهور الثلاثة الأولى، وتختلف حدة المغص من طفل لآخر. وعند حدوث المغص يقوم الطفل بسحب
ركبتيه إلى مستوى معدته ويحمر وجهه ويبدأ بالصراخ المرتفع بصورة متواصلة ولاتجدي محاولات الأم في تهدئته فقد يتوقف البكاء مثلا عندما تحمل الأم طفلها ولكنه يعود للبكاء بعد لحظات، قد يتجشأ
ولكنه يعود للصراخ مرة أخرى . وإذا حاولت الأم إرضاعه فإنه سوف يرضع للحظات ثم يعاود البكاء مرة ثانية ، وقد يهدأ إذا وضعته الأم على ركبتيها نائما على بطنه لبضع لحظات ثم يبكي مرة أخرى
وهكذا.
ويعد مغص الأطفال حالة مرهقة ومتعبة للأطفال والأمهات على حد سواء . وعلى الرغم من صعوبة تشخيص مغص الأطفال فهو يكون دائماً السبب وراء صراخ الطفل بصورة مستمرة مع حلول المساء
ويسمى بالمغص المسائي.
ماهي الأسباب التي تؤدي إلى مغص الأطفال؟
أ- كثرة الرضاعة أو قلتها.
ب- شدة سخونة الحليب أو برودته في حالة الرضاعة الطبيعية.
ج- الحليب الذي ينساب ببطىء أو يتدفق بقوة.
د – كثرة الغازات في الأمعاء الناتجة عن أنواع معينة من الكربوهيدرات التي تحويها التركيبة الصناعية للحليب والتي يصعب على الجسم امتصاصها وقد تكون الغازات بسبب تناول الأم لبعض الأغذية
المسببة للغازات مثل البصل والثوم والملفوف والقرنبيط والتي تنتقل بدورها إلى الحليب وبالتالي تسبب الغازات للطفل.
هـ- شدة حساسية الجهاز العصبي للطفل خلال شهوره الأولى.
و- شخصية الأم والضغوط النفسية التي تكون قد تعرضت لها خلال فترة الحمل قد تعرض الطفل للمغص.
كيف يمكن تهدئة الطفل المصاب بالمغص؟؟
أ – لا بد أولاً من معرفة السبب الحقيقي وراء مغص الطفل.
ب- يجب إستشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود أسباب مرضية مثل الفتق السري أو الإربي ، والتهاب الزائدة أو إلتهاب المرارة .
ج- تدليك بطن وظهر الطفل بالقليل من الزيت الفاتر.
د- تلبية رغبات الطفل ومنحه المزيد من الحنان ، ويمكن إعطاء الطفل القليل من اليانسون أو ماء الزهر الممزوج بالماء أو ماء غريب.
هـ- قد يكون نوم الطفل على بطنه فيه راحة أكثر له وخاصة إذا كان سبب المغص هو الغازات .
6- طبييعة الطفل: قد يكون الطفل شديد التوتر بطبيعته ، وهي فئة من الأطفال تبكي بسبب وبدون سبب، وتنام قليلاً وتصحو لأقل حركة وتعاود البكاء ، ومن الصعب تهدئة الطفل الذي ينتمي إلى هذه الفئة
بسبب عدم قدرة جهازه العصبي وجهازه الهضمي على التكيف مع العالم الخارجي.
معالجة البكاء:
يعالج البكاء عن طريق الصبر وعدم فقدان الأعصاب وتقبل الوضع أملا بأن ذلك سوف يتحسن بمعرفة السبب وعلاجه، وكذلك مع نهاية الشهور الثلاثة الأولى من العمر إذا كان المغص هو السبب، مع
إعطاء الوقت الكافي للطفل ومنحه المزيد من الحنان والعطف. []
هذي المقاله كاتبتها الدكتوره ليلى الخضيري
يزاج الله خير
لا نخلى ولا نعدم من المواضيع المفيدة