نفحة يوم الجمعة
نعم.. النفس تريد العشق والهوى ؛ لأنها الأمارة بالسوء ،
وإن ندمت تراجعت واستحيت من فعلها فتصبح نفسًا لوامة ،
كثيرة اللوم والحسرة والذل لرب العالمين ،
هو الذي يعلم سرها ونجواها وإن داومت على اللوم وظلت في مراقبة لأفعالها كشف الله لها النور فصارت مطمئنة بمعية الله ،
ولا يكون منها إلا أن تجلس على أعتاب أبواب رحمته على باب المساكين ؛
ثم تزداد شوقًا فتمكث على باب الصابرين حتى تستقر خاشعة متبتلة راضية على باب المتقين ،
ولرب الناس حامدة ، ليكون الفوز كله هو الود والقرب منه .
أترك بابا ًواحدا ًمفتوحا
يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :
كنت أسير في طريقي فإذا بقاطع طريق يسرق الناس،
ورأيت نفس الشخص ‘اللص’ يصلي في المسجد،
فذهبت إليه وقلت : هذه المعاملة لا تليق بالمولى تبارك وتعالى،
ولن يقبل الله منك هذه الصلاة وتلك أعمالك…
فقال السارق : يا إمام ، بيني وبين الله أبواب كثيرة مغلقة ،
فأحببت أن أترك بابا ًواحدا ًمفتوحا ً.
بعدها بأشهر قليلة ذهبت لأداء فريضة الحج ، وفي أثناء طوافي
رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة
يقول : تبت إليك.. ارحمني .. لن أعود إلى معصيتك ..
فتأملت هذا الأواه المنيب الذي يناجيربه ،
فوجدته لص الأمس فقلت في نفسي :
" ترك بابا ًمفتوحا ً ففتح الله له كل الأبواب"
إياك أن تغلق جميع الأبواب بينك وبين الله عز وجل
حتى ولو كنت عاصيا ًوتقترف معاصيَ كثيرة ،
فعسى باب واحد أن يفتح لك أبوابا ً..
{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ … الآية } الأعراف156
"سبحانك ماأرحمك وأحلمك على من عصاك "
يزاج الله خير..